المحترم عبد المنعم الاعسم : ما الفرق بين عراق الامس واليوم؟

 

حميد الشاكر
alshakerr@yahoo.com

لايخفى الصحفي اللامع عبد المنعم الاعسم على متتبع للشأن العراقي الثقافي والسياسي، فهو وماشاء الله نجم الفضائيات العربية في السابق والعراقية اليوم، وانا في الحقيقة ممن تستهويه متابعة من يتحدثون بعصبية مفرطة ويلقون بالكلام وهم يشيرون الى مابين السطور كالاستاذ عبد المنعم الاعسم بالتحديد، ومع انني ليس ليّ معرفة شخصية بالرجل ولا امت له باي عنوان ولكنّ كمتابع مغمور اشعر بالارتياح مع متابعة بعض المتحدثين العراقيين على الفضائيات العربية والعراقية !!.

بالامس القريب استفزني استاذنا الاعسم وهو مادعاني للاستمرار في متابعة اطروحاته السياسية دوما من على فضائية الفيحاء العراقية وهو يصف حكومة الشعب العراقي المنتخبة اليوم برئاسة السيد نوري المالكي بانها حكومة (طالبان العراق) كما انه استفزني ايضا عندما دعى للاطاحة بالدولة العراقية الطائفية والدستور العراقي الطائفي كذالك !!.

في تلك الفترة تساءلت : كيف ولماذا وماهي الاسباب التي تدعوا الاستاذ الاعسم تشبيه حكومتنا العراقية ودولتنا المنتخبة بحكومة ودولة طالبان الافغانية الظلامية الوهابية الارهابية ؟.

ثم هل يريد الاستاذ الاعسم من حكومة الولايات المتحدة (مثلا ) ان تنظر لحكومة العراقيين المنتخبة على اساس انها حكومة ارهابية مما يدفعها للتآمر عليها او ربما اسقاطها والانقلاب عليها مخابراتيا ؟.

بعد ذالك ماهي دوافع الاخ عبد المنعم الاعسم التي اعطته تصوّرا ان رجال دولة العراق الجديد المنتخبين هم نسخة طبق الاصل من اصحاب اللحى المتعفنة والادمغة المتسخة من الوهابية الطالبانية الافغانية ؟.

هل بسبب عدم وجود حرية وديمقراطية في العراق الجديد لذالك ينادي الاخ الاعسم بوسم العراق بالطلبنة ؟.

أم ان هناك شيئ اخر يدفع الاستاذ الاعسم للنقمة على العراق واهله ورجال دولته الجدد ؟.

وهل السيد المالكي او رئيس جمهوريتنا السيد جلال الطلباني مثلا او رئيس برلمان العراق انذاك المشهداني هم نفس صورة مله عمر الارهابي الافغاني او اسامة بن لادن السعودي ليشبه الاستاذ الاعسم دولتنا بدولة ورجال طالبان ؟.

الحقيقة كنت في حيرة مما كان يطرحه الاستاذ عبد المنعم الاعسم ضد العراق الجديد ليس لشيئ الا بسبب انني اناضل من اجل استمرار هذا العراق الجديد الذي لهذه اللحظة لم استلم من ثرواته فلسا احمرا عراقيا واحدا مع انها من ضمن ثرواتي العراقية الطبيعية التي وبنص الدستور انا وغيري من العراقيين من ملاكها الشرعيين !!!.

اليوم وبعد ان تحوّل الاستاذ عبد المنعم الاعسم الى بغداد وبدأ بالظهور على فضائية الدولة العراقية الجديدة ازدادت تساؤلاتي حيرة بدلا من ان ترسو على مرفأ الاطمئنان ؟.

اليوم عبد المنعم الاعسم هو غير ذالك الاعسم مئة بالمئة الذي كنت ارى زبّاد فمه يخرج من بين الاطراف عندما كان يذكر العراق وحكومته ووضعه المأساوي الذي ليس له حلّ الا بتدميره والثورة عليه نهائيا !!!.

اليوم العراق الجديد ورجال دولته ومؤسساته ودستوره في خطاب عبد المنعم الاعسم مختلف تماما عن الخطاب القديم !!.

في الدولة والحكومة عبد المنعم الاعسم مدافع شرس عن استمرارية التجربة الديمقراطية العراقية وان كانت تشوبها بعض العوائق والاخطاء الصغيرة ؟!!!!.

في الدستور عبد المنعم الاعسم السيد الذي يراعي الدستور ويتطلع الى احترامه والذود عن قدسيته !!!.

في السياسة ايضا العراق الجديد في خطاب الاعسم هو الوحيد في المنطقة الذي يتحرك بخطى ديمقراطية واثقة الى الامام !!.

وهكذا رجال دولة العراق الجديد تحولوا في خطاب الاعسم من طالبان الافغانية الى السادة اعضاء حكومة العراق الديمقراطي المحترمون، ومشاركتهم بالانتخابات القادمة وتطلع الاستاذ الاعسم لتغييرات نوعية في ديمقراطية العراق الجديد ؟!!!.

الآن هل الاعسم القديم مختلف عن الاعسم صاحب نسخة وطبعة بغداد الجديدة ؟.

أم ان الاستاذ الاعسم البارحة الثائر قد حصل على ثمار ثورته على العراق الجديد كموظف ممتاز في داخل الدولة العراقية التي هي سوداء شوهاء بالامس حمراء شقراء هذه الايام ؟.

انا في الحقيقة وليشهد الله ليس ليّ اي اشكالية مع الاستاذ الاعسم شخصيا، وسوف اكون من اسعد الناس ان التفتت دولة العراق الجديدة الى ابناءها وكفاءاتها الصحفية وغير الصحفية لتوفر لهم حياة كريمة وتاخذهم تحت جنحها ليخدموها باخلاص وشرف، لكنّ مشكلتي مع خطاب العنف مع العراق الجديد وخطاب التحريض ضد وجوده واستمراريته بامان، وكنت احد الناقمين على خطاب الاستاذ عبد المنعم الاعسم باعتباره تحريضي على العراق الجديد وتهديمي له، وهل هناك اكثر تهديما للعراق الجديد من وصفه طالباني افغاني ارهابي التوجه ؟.

وعلى هذا الاساس انا اليوم شديد الشوق لمعرفة سرّ انقلاب خطاب الاستاذ الاعسم من مناهضة العراق الجديد بالامس القريب الى مساندته والذود عن حياضه واستمرار ديمقراطيته والحرية التي يتمتع بها جميع العراقيين اليوم، فمثل معرفة هذا السرّ يجعلنا ننشره على باقي الاقلام العراقية التي لم تزل تحمل معول الهدم للعراق الجديد وبنفس الاسلوب والخطاب الاعسمي القديم !!!.

نعم نحن نريد من الاستاذ الاعسم نفسه يكتب لنا او يخاطبنا من خلال الفضائيات ليشرح لنا ماهو السرّ الذي اقنع الاستاذ الاعسم بتغيير وجهة نظره ورايه حول العراق الجديد وبان العراق ليس كما كان يعتقد ويرّوج له اعلاميا انه طالباني التوجه ؟.

والعراق ليس هو الدكتاتورية الدموية التي تهمش جميع ابنائها كما كان يطرح عبد المنعم الاعسم بل هو عراق الحرية والديمقراطية والمشاركة الجماعية بدليل وجود عبد المنعم الاعسم نفسه في العراق الجديد متحدثا بارزا على الفضائية العراقية وبلا اي تعرض له او لرايه او لوجوده في العراق ووسط الاعلام الحكومي العراقي ؟

ياسيد عبد المنعم الاعسم ما الذي رايته في العراق اليوم جعلك تغير رايك في العراق كله من طالبان الى العراق الديمقراطي ؟.

هل هو الواقع الذي لم تكن تراه بصورة صحيحة هو الذي اقنعك بعراق العراقيين الجديد لتتحول بوصلة خطابك من الهجوم الى الدفاع عن العراق وهله ودولته ودستوره وحكومته ؟.

أم الوظيفة هي التي كانت تنقصك لترى العراق جميلا، ولهذا بالامس كان العراق قبيحا واليوم العراق اجمل البلدان ؟.

ام لاهذا ولاذاك بل هناك سرٌّ اخر هو الذي جعل خطاب الاستاذ الاعسم يتبدل وينقلب ثوريا من خطاب كان يرى في العراق فرنا ملتهبا وجهنما لاتطاق الى عراق جنة النعيم ونعمة الديمقراطية والدستور ؟.

طبعا اذا لم يجبنا الاستاذ الاعسم على تساؤلاتنا هذه فسنضطر لسؤال مؤسساتنا الحكومية العراقية المنتخبة عن حكمة ادخال شخصيات عراقية لاتؤمن لا بالعراق الجديد ولابدستوره ولابشرعية حكومته الى عمق مؤسسات الدولة الاعلامية والترويج لخطابها التحريضي ضد العراق الجديد على اعتبار انها شخصيات ترى في العراق الجديد حركة طالبانية رجعية ارهابية يجب التامر عليها واسقاطها من على الوجود،وعليه تكون مؤسساتنا الحكومية مضطرة لجوابنا حول: كيف يتمّ ادخال حية التبن الى داخل الدار العراقية اعلاميا وسياسيا وفي الدار اطفال العراق يحبون ان يلعبوا بعيدا عن سمّ وانياب الافاعي القاتلة ؟؟؟!!.

وأليس من الاجدر لدولة العراق الجديدة ان تتبنى ابناءها الصادقين والمدافعين والمناضلين في سبيل استمرارها وادامة ديمقراطيتها الذين لم يبدلوا خطابهم في الماضي ولافي الحاضر والذي لم يكن خطابهم السياسي في يوم من الايام بوجهين وانما كان دوما بصالح العراق ونهضته وقوته وعزته ؟!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com