|
محسن ظافرغريب على نحو أدق، أول شاعرة إمرأة ما قبل التاريخ، هي الأميرة العراقية "إنخيدوانا"، كريمة مليك العراق الأشهر مؤسس الدولة الأكدية "سرجون الأكدي"، على أنقاض الدولة العراقية الأقدم، السومرية جنوبي العراق التاريخي، بدء التاريخ ومهد الحضارات والخيرات و المقدسات. الشاعرة المرأة ذات الولاية (منصب الكاهنة الكبرى) في معبد إنانا "إنخيدوانا"؛ مرآة الثيولوجيا والأركيولوجيا في آن، عاشت نحو عام 2300 ق. م، سبقت نبوغ هوميروس عام 903 ق. م حسب "البستاني" الذي نظم إلياذة هوميروس بالعربية. الأخصائية في شعر الحضارة العراقية السومرية، المحللة النفسية الأميركية " بتي دي شونك ميدر " التي وضعت ثلاثة مؤلفات:" تبديد لعنة العتمة"، "من مقامك السامي: ترانيم معبد سومر لإنخيدوانا"، و"عقيلة القلب الأجل"، تضع مؤلفها الرابع الذي اعتمدته من مراجع عدة وبمساعدة عدد من الأخصائيين الباحثين، موضوعنا: "صلوات إنخيدوانا"، الذي ترجمه للعربية مؤخراً كامل جابر، وصدر عن منشورات الجمل ، وثيمته ذات أيقونات ثلاثية عن ثلاثية شعر إنخيدوانا الملحمية، بحضرة الإلهة العراقية الأقدم "إنانا"، كريمة الزوجين القمريين "نانا" و"ننكال": تسبيح لإنانا ، إنانا وأبا و عقيلة القلب الأجل ، فتتشيع للإلهة إنانا على سائر الآلهة، في قصيدة : إنانا سبحانك وتتضرع بالشكوى مما أحاقه المتمرد على العرش الأكدي "لوكالانا"، ضد الملك "نارام- سن" الذي أعلن نفسه إلهاً، بصفته حفيد المليك سرجون الأكدي، فاغتصبها وطردها المتمرد؛ فأوجدها نفسياً بعد أن أوسعها ضرباً، فأبدعت شعراً تفوقت ببيانه على منزلة إله السماء العراقي "إنليل" الأقدم من أبي الأنبياء العراقي إبراهيم الخليل ابن آزر في أور أوروك العراق لأن مجتمعات الرعي والصيد والزراعة الأولى اتخذت من الأنثى إلهة وفضلت إنخيدوانا إنانا على سائر الآلهة التي سبقت الإلهة "عشتار" (نسخة كنعانية عن إنانا السومرية، وسبقت أفروديت وفينوس). ولأن دين التوحيد، ابن فن نقوش كهوف الإنسان الأول، وابن الحاجة للإستقرار الحضري الحضاري مع زراعة أرض ما بين النهرين، الرافدين، وما وراء النهرين أطراف وبداة جفاة أقرب إلى جنس الحيوان وسنخ القرود. إنانا سبحانك بعيني الشاعرة إنخيدوانا وبتهليل لم يحظ به إنليل الجليل من قبل، وجلت صفاتك وقدرتك إنانا في ابتهالات إنخيدوانا. أناشيد إنخيدوانا فمزامير رعاة دعاة إلى الله؛ بدء بالآشوريين فالكنعانيين يهود بابل - يوم كان للإله ثديان - تذكر الإله وصولاً للمسيحية تنتج نهج النظام البطريركي الروماني، والأصولية السلفية الباطنية الوهابية المرتدة عن سماحة الفطرة السليمة، إلى عالمها السفلي المتخلف، الذي أحدث بدعة تفكير التكفير والتفجير والتهجير والنزوح لما وراء النهر. الأديان القديمة المقارنة - ناسخ منسوخ - في سفر ميثولوجي ملحمي مدني ديني: وأسماء الله الحسنى، بدأت بصفات إنانا الرحيمة الجبارة، الحنانة المنتقمة، العادلة المستبدة القوة، على نحو يبدو لعديم الإيمان، الكافر متناقضاً. طوفان لدى السومريين أخذه التوراة ونسبها القرآن لنوح، وصراع إنانا والفردوس جبل أبه الذي تمرّد على الإلهة إنانا، قصيدة إنانا وأبه ، وقصة الخلق في الإنجيل، إذ تمرّد الشيطان وهبط أبونا آدم من الفردوس إلى وطنه الثاني العراق، ودالة الخلق والخلود والماء والتراب والنار والهواء. الأساطير الدينية وبلبلة بابل اللسانية والإنسانية البحث العلمي الموثق الرصين الدقيق الأكاديمي بسند و معلومة وغير مرجع، واجتهاد اعتمد نهج يونغ تلميذ فرويد في التحليل النفسي. كتشف الأخير أنا أنانية وسوء نية الفرد، اكتشف الأول الأنا الجماعية، وطوية أمثال، شكل اللاوعي الجمعي. وحرية جسد المرأة قبل المناقيبية والنقاب الديني الأبوي المرتد إلى الرومانية (كتاب أنغلز أصل العائلة ). في مقطع ابتهال تتغزل إنخيدوانا بعضوها التناسلي (في كتاب مناجاة فرْج تقول المرأة فرْجي أنا ) بالقول: الفرْج يبتلُّ في أراضي الفيضان/ الملكة تسأل من يجلب الثور (ص 39). في مقطع آخر تقول علق فرْجي/ قرني الذي خطه النجم/ يرسو زورقي النحيف في السماء/ فرجي مثل الهلال الجديد ينثر الجمال . الفرج = خصوبة الأرض في المثال الأول، والفرج = الدورة القمرية في المثال الثاني. مثالان لحقبة طويلة من تسيّد المرأة و= الطبيعة. دورتها الشهرية ( الطمث، المرأة لا تستطيع القيام بواجبها الديني، وتكون في حال اضطراب عاطفي، تقول المحققة الأميركية " ميدر ": لقد أضحى تناغم دورات حيض النسوة ومنازل القمر، نقطة ارتكاز الشعيرة الدينية القديمة، احتواء الظلمة والنور . تستشهد المحققة المؤلفة بكتاب جودي كران دم وخبز وورد عن طقوس العزل الحيضي = زمن ظلمة ما قبل الخلق، وعي تاريخ ونمط الحياة الجمعية الدينية . كانت المرأة الحائض، في أول طمث لها = ظلام القمر، وغياب الوعي. الحرب تمجّد البطل المقاتل: إن إضعاف قوة النسوة، وصلة العالم الطبيعي، تجاهل نتائج إخضاع الحياة النباتية والحيوانية على الأرض . تسيّد المجتمع الذكوري وعالم الإنسان على الحيوان والنبات. عواقب هوس الإنتاج، عالم يستهلك لينتج بدل أن ينتج ما يحتاجه: نظرية رأسمال. صعود الإله يهوا: لا يريد (يهوا) لابنه آدم الذي خلقه أولاً، والذي منحه طاقات معينة، أن يعاني التضحية والألم اللذين يصاحبان النمو الرجولي التام. يتلاءم انحياز يهوا مع التجاذب الصعب الذي يعيشه الرجل نفسياً بين التوق للاحتماء بالأم، والشروع في التوكيد العضوي الفالوسي والاستقلال .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |