حمى المونديال .. فأين حمى الأقصى؟؟

 

زينب خليل عودة

arabicbloggersunion@googlegroups.com

مابين حمى المونديال التي تجتاح المنطقة العربية ومابين السؤال أين حمى الأقصى تظهر المساحات الشائعة فيما آل إليه الوضع أو الواقع البائس للشعوب العربية المسلمة على وجه التحديد، لقد اجتاح إعصار وعاصفة عاطفية مرضية بلا عقل ولا منطق دللت عليها بعض سلوكيات تلك الشعوب التي برزت جلية قبل وبعد المباراة التي جرت بين مصر والجزائر هذين البلدين الشقيقين،، والتي قام بتغذيتها بصورة مريبة وسائل الإعلام المختلفة  كي تقوم الدنيا ولا تقعدها تلك الوسائل المرئية والمقرؤة والمسموعة، ودعوني للأسف أطلق عليها وسائل الإعلام المسمومة ..

كانت الشعارات في مباراة مصر والجزائر التي جرت مؤخرا في إستاد القاهرة الدولي أنها حلم ل80 مليون ياااااااااه ما أجمله من حلم فعلا حقا!!!!!!!! وجحظت عيون المتفرجين وتوقفت دقات قلوبهم وصم سمعهم وبقوا في مقاعدهم لآخر لحظة وما أن كان هدف عماد متعب حتى انطلقت الزغاريد والزفة وأجواء الانتصار البالغ الذي حطم فعلا كل الأرقام القياسية في قياس مدي القوة والتي تمنيت وقتها لو انطلقت هذه القوة إلى هنا في فلسطين لحطمت حتى جدار الفصل العنصري وأيضا الحصار المفروض على قطاع غزة .

تذكرت وأنا أشاهد المباراة ماحدث منذ فترة قصيرة جدااااااا في المسجد الأقصى المبارك والمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما اقتحموه من باب المغاربة واخلوا ساحاته وأطلقوا النيران وأصابوا واعتقلوا الكثير من الفلسطينيين، هذا المشهد الذي حدث تكرر وبشكل تدريجي ومدروس ضمن خطوات تمهيدية للاستيلاء على المسجد الأقصى وفرض أمر تهويدها وتقسيم للمدينة المقدسة بأكملها وخاصة المسجد الأقصى وطمس الهوية العربية والإسلامية عن المدينة ، وقتها لم يخرج لا الشعب المصري ولا الجزائري ولا غيره من الشعوب ولم تغضب وكأن شيئا لم يكن ولم تجتاحها حمى الأقصى ولم ولم ولم كما اننى  وقتها لم استغرب كثيرا عندما وصلني رسالة من صديقة لي تقول لي أن صديقتها جين الفرنسية المسلمة كانت في اعتصام معبر رفح  غاضبة جداااا ومصعوقة وتتسال أين العرب وأين المسلمين ؟؟

قلت لصديقتي سنجد الصحف كلها غدا مليء بالتنديد والاستنكار فقط على ماحدث من اقتحام الجنود والمتطرفين الصهاينة للمسجد الأقصى المبارك، ولكن أين حمى الأقصى من حمي المونديال ؟؟  ومتى نشهد حمى الأقصى ؟؟ لااريد أحدا أن يفهمني بزواية الملعب فقط ويقول خليها تفرح مصر، أقول كلاهما طرفي عربي مسلم وكلاهما يشرفنا وصوله لكأس العالم، وختاما إنها ثقافة القطرية والتعصب وثقافة إما مع أو ضد،، إنه الإعلام بكل وسائله بالدرجة الأولي وياليت يجتاحه هذا الإعلام حمى فلسطين والقدس والأقصى الشريف ...  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com