الحسني والحسيني، والحسنيين والحسينيين في عصر الظهور .. "علاقتهما بالإمام المهدي عليه السلام، وباليماني والخراساني وزيد بن علي والزيدية؟

 

محمود الربيعي

 mahmoudahmead802@hotmail.com

المقدمة

من هو الحسني، وهل هناك أكثر من حسني، وأكثر من حسيني له أهمية في مستثبل عملية الظهور، وماحقيقة موقع اليماني بالنسبة للإمام المهدي عليه السلام، وماذا بشأن الخراساني، وماطبيعة علاقة الزيدية بالموقف من الحسنييين والحسينيين.

سيتركز إهتمامنا بتحديد الشخصيات التي تنضوي تحت مسميات كل من الحسني والحسيني من خلال إستعراض أهم الشخصيات التي وردت تسميتها تحت هذا العنوان.

ومن أهم ماسنعتمد عليه هو:

اولا: كتاب فقه الظهور لسماحة لشيخ محمد السند والذي أستقى معلوماته من غيبة الشيخ الطوسي( شيخ الطائفة)، ومن بحار الأنوار للعلامة المجلسي.

ثانيا: كتاب عصر الظهور لسماحة الشيخ علي الكوراني الذي أستند الى الروايات التي جاءت من كتاب بشارة الاسلام، ونور الابصار، والإرشاد.

ثالثا: كتاب يوم الخلاص لكامل سليمان ،والملاحم والفتن لعلي بن طاووس.

وهي مجموعة من الروايات التي وردت في هذا الشأن، لنصل الى رأي من الأراء المتعلقة بالشخصيات العامة المهمة على مسرح الأحداث المنضوية تحت تسميات الحسني والحسيني، ثم لنعلم نوع الصلة بين كل منها بالإمام المهدي عليه السلام واليماني.

ونحن في هذا المجال لسنا بصدد ترجيح رأي على رأي آخر ولكننا نسعى الى إلقاء مزيد من الضوء لنصل الى فائدة عامة في الوقت الذي نطلب فيه من الله سبحانه وتعالى التوفيق في هذا المجال، ونحن نحترم آراء علماءنا الأفاضل، خصوصا من أهل العلم والإختصاص، وأما من جانبنا فنحن نتحرك في مجال آرائهم الثمينة القيمة.

وفيما يلي نورد النص الروائي الذي جاء بكتاب فقه الظهور للشيخ محمد السند وتعليق سماحته، ثم نقدم تعليقا وتحليلا لما ورد في تلك الرواية وذلك التعليق.

من هو الفتى الصبيح؟! من جبال الديلم ولماذا ينقسم اتباعه؟!

ومن كتاب فقه الظهور للشيخ محمد السند:

وروى الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:.........................

ومنها: ما أخرجه في بحار الأنوار عن بعض مؤلّفات الإماميّة بسنده عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام _ في حديث الظهور _ (ثمّ يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم! يصيح بصوت له فصيح: يا آل أحمد، أجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح، فتجيبه كنوز الله بالطالقان، كنوز وأي كنوز، ليست من فضّة ولا ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد، على البراذين الشهب، بأيديهم الحراب، ولم يزل يقتل الظلمة حَتّى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض، فيجعلها له معقلاً، فيتّصل به وبأصحابه خبر المهدي عليه السلام، ويقولون: يا بن رسول الله، مَن هذا الذي قد نزل بساحتنا؟ فيقول: اخرجوا بنا إليه حتّى ننظر مَن هو؟ وما يريد؟ وهو والله يعلم أنّه المهدي، وأنّه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلاّ ليعرّف أصحابه من هو، فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمّد فأين هراوة جدّك رسول الله صلى الله عليه وآله، وخاتمه، وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه اليربوع، وناقته العضباء، وبغلته الدلدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، ومصحف أمير المؤمنين؟ فيخرج له ذلك، ثمّ يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق، ولم يرد ذلك إلاّ أن يرى أصحابه فضل المهدي عليه السلام حتّى يبايعوه.

فيقول الحسني: الله أكبر، مدّ يدك يا بن رسول الله حتّى نبايعك فيمدّ يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلاّ أربعين ألفاً أصحاب المصاحف المعروفون بالزيديّة، فإنّهم يقولون: ما هذا إلاّ سحر عظيم. فيختلط العسكر فيقبل المهدي عليه السلام على الطائفة المنحرفة، فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيّام، فلا يزدادون إلاّ طغياناً وكفراً، فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعاً، ثمّ يقول لأصحابه: (لا تأخذوا المصاحف ودعوها تكون عليهم حسرة كما بدّلوها وغيّروها وحرّفوها ولم يعملوا بما فيها).

ويظهر من هذه الرواية جملة من النقاط تعزّز ما تقدّم:

الاُولى: أنّ ظاهر دعوة الحسني ليس متمحّضة في الدعوة إلى المهدي عجل الله فرجه، بل شعاره عامّ في رفع الظلم، ومن ثمّ يشاهد جملة من قاعدته وأتباعه من الزيديّة، والمراد منهم _ كما مرّ _ المعنى النعتي الوصفي لا العلمي، أي من يرى أنّ الإمامة هي بالتصدّي العلني لتدبير الاُمور السياسيّة الاجتماعيّة وتغييرها.

الثانية: أنّه مع كون الشعار والمنهاج المعلن للحسني ليس بتلك الدرجة من الاستقامة، إلاّ أنّ ذلك بسبب الأجواء والوسط الذي يقوم فيه، ومع ذلك فلا تغيب البصيرة بتمامها عن الحسني في الانقياد والاتّباع للإمام عجل الله فرجه.

-  كأني بالحسني والحسيني قد قاداها فيسلّمها الحسيني فيبايعونه النبي الأكرم (ص(

الحسني هو الهاشمي الذي يقتله السفياني بظهر الكوفة هو وسبعين من الصالحين فيثأر له الحسيني الذي هو الخراساني فيدخل البصرة والكوفة بعد الدمار وتكون مناوشات ومعارك فينتصر فيها للمظلومين بعد الخوف (ولكم أخوتي أن تتفكروا بالحسني الموجود في ظهر الكوفة) ومن يكون هذا الحسني الوفي المؤمن الذي يقف للشر رغم ضعفه بالعتاد والعدّة  .. !!
والمتعارف الذي لا اختلاف فيه إنّ الحسيني أي الخرساني الذي سيسلم الراية .. فحديث الرسول(ص) لا يحتاج لتفسير إذ يقول : "فيسلمها" .. أي الحسيني والحسني بمعزل عن التسليم لاستشهاده قبل الظهور المبارك ..

انتهى..  والقول للشيخ السند.

تعليقنا: ويتضمن 10 نقاط هي كما يلي:

أولاً: يبدو من رواية المفضل بن عمرالتي وردت في بحار الأنوار أن الحسني له علاقة زمنية وثيقة بوقت خروج الإمام المهدي عليه السلام، أي في نفس الفترة والدليل على ذلك قول الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام" ويتصل به وبأصحابه خبر المهدي " ويلتقي الحسني فعلا بالإمام المهدي عليه السلام كما تذكر الرواية.

ثانيا: إن مايثير الإستغراب في الرواية هو عبارة "الفتى الذي نحو الديلم" فهل المقصود أنه من الديلم أو أنه يتجه من مكان آخر الى الديلم؟. .  وهل هذا المكان في إيران أو في الديمن او في غيرهما من البلا،د فلقد علمت أن في اليمن قرية تسمى الديلمي.

ثالثا: ويبدو أن عبارة والمنادي من حول الضريح أنه ضريح الإمام الرضا عليه السلام أو ضريح آخر في إيران كضريح معصومة قم او شاه عبد العظيم مثلاً..  وعبارة " تجيبه كنوز الله بالطالقان " ترجح كفة أنه يخرج من داخل إيران بنسبة كبيرة، وهذا لايمنع خروجه من مكان آخر غير غير أن عبارة " وإجابة الرجال له من الطالقان " تكون من إيران.

رابعا: ويكون إتجاه حركته نحو العراق والكوفة تحديدا.

خامسا: إن جنود الحسني يدخل في تركيبتها نسيجين.. النسيج الأول هم من الشيعة الأثني عشرية، والنسيج الثاني هم من الزيدية وبنسبة كبيرة يصل عددها الى أكثر من 40 الفاً، وفي هذه الحالة فإنه يمكن أن يرجح خروجه من اليمن لأن الزيدية في واقع الحال يتواجدون في اليمن كما هو مشهور ومنذ مئات من السنين.

بقي أن نقول بأنّ الحسني قد يكون زيدي التولد والنشأة ومن الذين يخرجون لوقف الظلم ولكن ليس زيديا بمعنى أنه من نسل زيد الشهيد بن علي بن الحسين عليه السلام، والأقوى أنه يتظاهر بأنه لايعرف حقيقة أصل مذهب الإمام المهدي عليه السلام لكنه يفكر بطريقةٍ عمليةٍ للإفصاحِ بحقيقة الأمر وينفذها على الأرض لتكون فاصلا في مواقف الأتباع.

سادسا: الإحتمال الآخر هو أن الحسني الذي على الرأي الذي يذهب الى أنه يخرج من إيران ويلتحق به جيش يتألف من الزيدية  قوامه أربعون ألفاً وهو ليس بالعدد القليل -  ولايمكن أن يخرج وفق التصور الطبيعي إلا من اليمن - ، ولكن وبعدما ينكشف لهم حقيقة الأمر من وجوب إتّباع الإمام المهدي عليه السلام على وجه يخالف رغباتهم وتصوراتهم يظهرون التمرد، وهذا لايعني تمرد جميع الجيش الزيدي فقد يكون قوامه أكثر من العدد المذكور ولكن بينهم أربعون  الف متمرد.

سابعا: وعلى كل حال يتضح إحتمالية خروج كلا الحسني، والحسيني الخراساني من إيران.

ثامنا: والحسني ليس باليماني:

فالحسني ليس اليماني لأن اليماني حسيني، وإنه من ولد زيد الشهيد عم الإمام جعفر الصادق عليه السلام ويكون تواجده بحيث يمهد للإمام المهدي عليه السلام وهو أمر صحيح.

تاسعا: وأما الحسني الذي يقتله السفياني هو وسبعين من الصالحين بظهر الكوفة، وعلى أساس أن أصل حركته تكون بإتجاه الكوفة والتي هي بالمعنى العام قد يقصد بها النجف فيثأر له الخراساني وهو الحسيني او السيد الأكبر.

عاشرا: وأما الحسني صاحب النفس الزكية فهو محمد بن الحسن، وهو من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام ومن أرحامه، ووظيفته أن يكون رسولاً للإمام المهدي عليه السلام يوجهه الإمام المهدي عليه السلام لقراءة بيانه على أهل مكة، ويقتل داخل المسجد الحرام بوحشية.

في الحديث عن اليماني (الحسيني)

وفيما يلي مناقشة لما ورد بشأن اليماني بعد إيراد  نص ماجاء في كتاب عصر الظهور في الحديث عن اليماني (الحسيني).

من كتاب عصر الظهور جاء..

وكرعة قرية في منطقة بني خَوْلان باليمن قرب صعدة ، وإن صحت الرواية فلابد أن يكون المقصود فيها أن اليماني يبدأ أمره من هذه القرية ، كما ورد أن مبدأ أمر المهدي عليه السلام من المشرق، أي مبدأ حركة أنصاره، لأن الثابت المتواتر في الأحاديث أن المهدي عليه السلام يخرج من مكة من المسجد الحرام .

وفي بشارة الإسلام ص187: ( ثم يخرج ملك من صنعاء اسمه حسين أو حسن ، فيذهب بخروجه غمر الفتن ، يظهر مباركاً زاكياً ، فيكشف بنوره الظلماء ، ويظهر به الحق بعد الخفاء).

اليماني (من قريه تسمى كرعه من خولان من صعده ينبع الماء كما قال الأمام الصادق عليه السلام بحار الأنوار ج 52. ( تحقيق).

وعلى هذا الأساس فإن اليماني هو حسيني لأنه كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه من ولد عمه زيد، وزيد بالطبع ، حسيني وهو أخ للباقر عليه السلام، وإبن للامام زين العابدين عليه السلام.

" يخرج ملك من صنعاء (اسمه حسين او حسن يذهب تذهب بخروجه غمر الفتن)". وقد جاء ايضا عن المعصوم عليه السلام: " يخرج ملك في صنعاء اليمن اسمه حسين أو حسن ".يوم الخلاص ص 629 بشارة الإسلام ص 187.. وقال الصادق عليه السلام ايضا: " خروج رجل من ولد عمي زيد، باليمن " .نور الأبصار ص 172 وبشارة الإسلام ص 175 نقلا عن الإرشاد. كما قال الصادق عليه السلام:  " يكون أهل همدان وزراءه، وخولان جنوده، وحمير أعوانه، ومصر قواده، ويكثر الله جمعه ويشد ظهره، فيسير بالجيوش حتى يصير إلى العراق والناس خلفه وأمامه " يوم الخلاص ص 331 الملاحم والفتن ص 54.

تعليقنا وتحليلنا: مما تقدم يظهر لنا ان الخراساني حسيني، واليماني حسيني،  والإمام المهدي عليه السلام حسيني، بينما الحسني هو الذي يخرج من إيران جبال الديلم أو من اليمن من قرية الديامي، والحسني الآخر الذي يقتل في مكة، وألاخر يقتل في الكوفة.

وأما زيد بن علي فهو حسيني، لكن الذين يعتنقون الزيدية إما حسنيين، او حسينيين، أو من غير السادة كما هو الحال بالنسبة للجعفرية الذين منهم الحسني ومنهم الحسيني ومنهم من غير السادة.

وأما اليماني

فإسمه حسن أو حسين من ذرية زيد بن علي عليه السلام ويعني ذلك أنه حسيني الأصل، وإنه من صنعاء اليمن، يقاتل السفياني، وهو ملك، تذهب بخروجه غمر الفتن ويفرح الناس بخروجه، وصفاته أبيض كالقطن، مع ملاحظة ان المهدي عليه السلام أسمر، كما يقال أن الإمام المهدي عليه السلام يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة.. قال ابو عبد الله (ع) أنى يخرج السفياني ولم يخرج كاسر عينه في صنعاء.

تعليقنا:

أولا: على رأي سماحة الشيخ علي كوراني، مع صحة صدور الرواية كما قال يكون خروج اليماني من اليمن من صعدة من قبيلة خولان.

ثانيا: وفي رواية بشارة الاسلام أنه يخرج من صنعاء وهو ملك في دولة اليمن.

ثالثا: وفي الرواية الاخرى عندما تذكر الرواية أنه أهل همدان  يكونون وزراءه، وخولان جنوده، وحمير أعوانه، ومصر قواده.

وذلك يعني تظافر الروايات على كون اليماني يخرج من اليمن.

وهناك رأي حديث أطلعت على ماهيته من خلال التعليق الذي أورده بعض الاخوة المطلعين على ماذكره سماحة الشيخ جلال الدين الصغير من أن اليماني يخرج من العراق بعد أن ضعف سماحته الروايات التي تقول بأنه يخرج من اليمن، وللأسف ولحد الآن لم أحصل على نسخة منه وإلا لكنت قد أستفدت منه لإيراد بعض النصوص المهمة التي اعتمدها سماحته حفظه الله، ولايسعني إلا أن أذكر قوله تعالى" وفوق ذي كل علم عليم" ونسأل الله أن نكون ممن يهتدي بهدي الله ورسوله وأئمة أهل بيته الاطهار.

 المصادر

أولاً: مجموعة الكتب المعاصرة.

كتاب بشارة الإسلام لمصطفى آل السيد حيدرالكاظمي المتوفي 1336 هجرية، كتاب عصر الظهور لسماحة العلامة الشيخ علي الكوراني، كتاب فقه الظهور للشيخ محمد السند، كتاب يوم الخلاص لمؤلفه كامل سليمان.

ثانيا: مجموعة المصادر التاريخية، الإرشاد للشيخ المفيد، الغيبة لشيخ الطائفة الطوسي، بحار الانوار للعلامة المجلسي، نور الابصار للشيخ مؤمن الشبلنجي، الملاحم والفتن للسيد إبن طاووس. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com