مهزلة (سوق الهرج) أو مايسمى بمجلس النواب

 

سناء صالح /هولندا

 sanaelgerawy@hotmail.com

منذ فترة طويلة كنت قد آليت على نفسي أن لاأتابع مايعرض في القنوات من اجتماعات مايسمى بمجلس النواب واكتفى بقراءة ومتابعة مايكتبه الأخوة الكتاب وردود أفعالهم عن القرارات التي تخرج من  تحت قبته, فيمتلئ قلبي غيضا وحزنا وأسفا ويزداد شعوري بالإحباط والخجل والخوف .

بالأمس القريب والجميع متلهف لما سيتمخض عنه الاجتماع الحاسم نقضت عهدي وتابعت وياليتني لم أتابع ,هرج ومرج يذكرني بسوق الجمعة (سوق الهرج) وسوق الصفا فير ويذكرني أيضا بصف يقوده معلم ضعيف وطلبة مشاغبين .

اجتماعات ولغط ولقاءات تلفزيونية أيام طويلة بين الشد والجذب وحركات كانت جميعها عبارة عن مسرحية كوميدية فاشلة أقطابها الكتل التي نسميها كبيرة (عشتو!!!)حسمت بكلمة ضجر ونفس أمريكي متأفف للمماطلة والإطالة. فما كان من السيد نائب رئيس البرلمان إلا أن يخبن الموضوع  ويجمع الأوراق بلهوجة كالعادة  وعصبية ناجمة عن خوف فعصا الأمريكي تلهب الظهر. 

لم أكن أتوقع غير هذه النتائج وأعجب لمن يتوقع غير ذلك (فالإناء لاينضح إلا بمافيه)، (والفأرلايلد إلا فأرا)  فمجلس كهذا تسيطر عليه عقليات متشبثة بالعنصرية والطائفية ويضم في جنباته إمعات ليس في جعبتها ماتقدمه من خدمات ولم  تجيء إلا لتحصد مصالح وتنتفخ غنى  وتزهو بلقب يرافقها وعوائلها  بقية حياتها (لقب برلماني) أو(سيادة النائب)!! تتجول في أنحاء العالم بجواز سفر سحري يفتح الحدود العصية الموصدة أمام أبناء الشعب العراقي المتهمين دوما بعراقيتهم  نواب وأسماء (حاشا القلة القليلة والنادرة والتي لاتتجاوز أصابع اليد)  قذف بها الزمن الرديء وسوء حظ الشعب العراقي المبتلى .

 استمعت الى المناقشات وطريقة إدارة الجلسة ومستوى خطاب السيد نائب رئيس البرلمان وهو يطلب من الأعضاء الإنصات  يناديهم بأسمائهم  وكأنما يخاطب أطفالا مشاغبين. وتلحظ التمييز الواضح في صوته وردود أفعاله دون حيادية. أما غالبية السيدات والسادة من أعضاء الكتل النيابية المصطلح عليها( بالكبرى) فيتجولون قي القاعة يمطون أرجلهم أو يتحدثون بالتلفون أو فيما بينهم وكأنهم في سوق شعبية وليس ذلك غريبا فالمكان مكانهم على رأي الأغنية العراقية المعروفة (بويتنا ونلعب بيه شلها غرض بينا الناس ) .

 صراع ومشادات بين أعضاء اللجنة القانونية نقلها التلفزيون بقصد أو بدونه حول من يقرأ الفقرات .(المشادة بين السيدة عضو اللجنة القانونية وسليم الجبوري)

 كل ذلك عزيزي القارئ يجعلني أشمئز, أخفي وجهي خجلا ممن انتخبهم الشارع العراقي وأعطاهم صلاحيات الحديث باسمه وتقرير مصيره .

أتمنى  في الختام أن يكون شعبنا قد وعى الدرس وميز بين الحقيقي والدجال وأن يقرأ البرامج ويفهم مابين السطور ثم بعد ذلك يعطي صوته لمن يستحق! من يحب الوطن ! لمن لديه الشعور العالي بالمسؤولية , للأيادي النظيفة التي لم تتلوث بالمال الحرام والدم ومن يدري فالأيام القادمة ستنبئنا عن مستقبل العراق لفترة انتخابية قادمة وأما أن تصيب أوأن تخيب. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com