|
الهوية العراقية مطلب جماهيري .. "نجاحنا في تحقيق هويتنا العراقية" .. هل ستحقق الإنتخابات البرلمانية القادمة هويتنا العراقية
محمود الربيعي
أهمية الهوية العراقية تشهد الساحة السياسية العراقية حالة من الإنقسام الطبقي لم يسبق لها مثيل في أية مرحلة سابقة من مراحل التأريخ الحديث، فأين كان ًكل هذا مخبأ؟ فهل كان مدفوفاً في زواياه أم أنه قد زُرِعَ بجهود حزب البعث الذي حكم العراق فترة طويلة، أم أن الحركات السرية العالمية والأستعمارية هيأت لكل ذلك؟
هل العراقي عربي او كردي او تركماني وعلى كل حال يشكل العرب الغالبية العظمى في العراق، لكن هناك قوميات أخرى تعيش معه والى جانبه كالأكراد مثلا الذي يقطنون بتركيز في المناطق الشمالية من العراق، وأما التركمان فهم يتركزون في كركوك، ويتوزع تحت لواء كل قومية منها مسلمون وغير مسلمين متجاورين منذ القدم.
هل العراقي شيعي أم سني ويغلب الطابع الإسلامي على العراقيين فمنهم الشيعة ومنهم السنة، يعيشون دون أن يهتموا كثيراً بنوع مذهبهم حتى ظهرت الحركات الدينية السياسية الحديثة في كل من مصر والأردن وسورية والسعودية وغيرها من البلدان العربية والإسلامية كأفغانستان والباكستان وإيران وتركيا وغيرها من البلدان.
هل العراقي يمثله حزب معين لم يكن العراقيون يعرفون الأحزاب حتى بداية القرن العشرين وبعد الحربين العالميتين الاولى والثانية بعدما تحرك الشعور القومي والديني مع بدء نشوء الأحزاب القومية والدينية ومنها حركة القوميين العرب، ونشوء كل من الحزب الشيوعي وحزب البعث، وبالموازاة تأسست التنظيمات الإسلامية كتنظيمات الشباب المسلم والدعوة والتحرير ومنظمة العمل الاسلامي، وحركة الإخوان المسلمين وحركة الموحدين، وتأسست الأحزاب الكردية والتركمانية وغيرها من الأحزاب القومية والدينية للأقليات.
هل العراقي مسلم ام مسيحي ام صابئي ام يهودي العراقيون الذين عاشوا في بداية القرن العشرين يتذكرون تماما كيف كان الناس يعيشون في مناطقهم ومحلاتهم السكنية من دون أن يتكلموا في شئ من الخلافات الدينية والقومية، فهم جيران يتزاورون، ويتزاوجون، يحب بعضهم البعض، يشتغلون سوية في حرف النجارة والتجارة، وفي السوق، وفي ساحات الرياضة يلعبون، حتى دخلت الحركات السياسية الغريبة بيننا لتحرك النزاعات وتخلق العداء بين أهل الاديان والمعتقدات والمذاهب والقوميات، ولا نستغرب أن نجد يهوديا عراقيا يحن الى بلده الذي طرد منه لا لشئ إلا لكونه يهودي، وهكذا ينطبق الأمر على المسيحيين والصابئة وغيرهم.
هل العراقي علماني او متدين حتى الأمور التي تتعلق بالدين والإيمان بالله من عدمه لم يكن لها حظ ظاهر كبير بين العراقيين فهناك متدينين وهناك غير متدينين وقد يكون ذلك موجوداً داخل البيت الواحد والأسرة الواحدة دون أن تكون هناك مشكلة كبيرةأ.
الناخب بحاجة الى تثقيف إنتخابي وفي الحقيقة إن الناخب العراقي بحاجة الى ثقافة إنتخابية يمكن أن تصل إليه بمختلف الوسائل منها الوسائل السمعية والبصرية كالراديو والتلفزيون والسينما والمسرح والصحف والمجلات واجهزة الكمبيوتر والتصفح في شبكات الانترنيت وعن طريق الكتب والمنشورات، وعن طريق الثقافة الوطنية في المدارس ومن خلال مؤسسات المجتمع المدني في المناطق السكنية. وللأسف الشديد إن مايجري على أرض الواقع هو تثقيف حزبي وقومي وطائفي يتجه بإتجاه تحقيق المصالح على أساس المحاصصة دون حساب لمخاطرها الجسيمة. ونحن نحذر من أن هناك خطط تعد لإفساد التنافس الإنتخابي النزيه، وألإلتفاف على النتائج .. ومايعد لتزوير أعداد أصوات الناخبين لابد أن يفضح أمام الجماهير لمنع حدوث أي محاولة تلاعب في نتائج الانتخابات المقبلة. إن الحاجة الى التثقيف الجماهيري يساعد في الحفاظ على الهوية العراقية وبخلافه سوف تغيب تلك الهوية تماما، ومن جملة ذلك التثقيف أن يعلم الناخب جميع التفاصيل المتعلقة بالمرشح ليكون التصويت للمرشح وليس للقائمة، وهذا الأمر يتعلق بجميع المرشحين في الداخل والخارج، وعلى أمل أن لايحرم كل من له حق المشاركة في الإنتخابات. وفق الله الخيرين من ابناء العراق، ونسأل الله أن يوحد صفوفهم ويقهر عدوهم، وأن ينتصر أهل العراق قادة وأنصار وجماهير، أنه سميع مجيب.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |