|
مبارات أرجفت قلوبنا
أحمد الدليمي ونحن في بغداد الصابرة والمجاهدة تابعنا بالتفاصيل المملة وبكل تفاصيلها قبل اللقاء الكروي بين فريقي القطرين الشقيقين المصري والجزائري .. فقد عشنا في بغداد بالرغم من الشدة التي نحن فيها، أوقات رعبت وارجفت قلوبنا خوفا من فتنة لاتحمد عقباه، ونحن نرى أن هناك معركة دامية ستجري.. لا مباراة بكرة القدم التي تقدم المتعة والفرح لجماهير أمتنا العربية حيث سيصعد أحدهما ممثلا للعرب في جنوب افريقيا .. نحن يهمنا الذي يفوز، هومن يقدم مباراة افضل من غيره لأننا نريد الأفضل حتى يستطيع أن يحصل على نتائج أفضل وجيدة تليق بكرتنا العربية وتاريخها المجيد .. أفزعتنا الحوادث ضد الفريق الجزائري في مصر والتي قام بها عدد من الشبان نسوا في لحظة ما أنتمائهما مع ضيوفهما لأمة عريقة ويجمعهم دينهم الحنيف، وتنفسنا الصعداء عندما مرت المبارات في القاهرة بسلام، ولكن الطامة الكبرى هي مساهمة حكومتي البلدين في الشحن العاطفي الذي عاشهما شعبنا في مصر والجزائر، فقد ارسلت الجزائر أكثر من عشرة ألآف مشجع جزائري وفعلت مثلها مصر الى ارض السودان الشقيق حيث تقام المباريات الأخرى هناك ولم يفكروا ولوللحظة بأن مواجهات ستحصل بين مشجعي الفريقان بين هذه ألأعداد الكبيرة، وبهذا فأنهما يحملان الحكومة السودانية وقواها ألأمنية مسؤولية كبيرة في صعوبة الحفاظ على أمن وسلامة هذه الأعداد الكبيرة ومنع أي أحتكاك بينهما .. فبدلا من تقديم العون والمساعدة للسودان الشقيق وتضعانه في أمتحان صعب وبدلا من تقديم الشكر وألامتنان لها، فأن حكومتي مصر والجزائر تحرجان ألأمن السوداني بأرسالهما هذا الحشد المشحون .. :ان حري بالحكومتين ارسال أعداد بسيطة من المشجعين يمكن السيطرة عليها وحفظ أمنها وسلامتها بدلا من أرسال الآلاف المشحونة مقدما .. لذلك نحمل الحكومتين المصرية والجزائرية مسؤولية ألاحداث التي جرت في الخرطوم وعليهما تقديم أعتذار رسمي للحكومة السودانية عن كل الاضرار التي لحقت بالشعب السوداني وممتلكاته جراء أعمال العنف التي جرت بين الآلآف من مشجعي الفريق المصري والفريق الجزائري.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |