|
السجين السياسي رسالة تحديث واعمار في العراق الجديد
جاسم محمد جعفر/ رئيس مؤسسة السجناء السياسين وكالة ووزير الشباب والرياضة اسس النظام البائد باربعة عقود من حكمه الدكتاتوري سجنا كبيرا وسماه العراق وادخل اهله وشعبه في حروب عبثية ولم يكتف بذلك بل اعتقل الالاف من خيرة هذا الشعب حيث بلغ عدد السجناء السياسيين بحكم قضائي ظهر من خلال مقتبسات الحكم المحفوظة اكثر من خمسين الف سجين سياسي وعدد المعتقلين في اروقة النظام البوليسية اكثر من مائة الف والمحتجزين في الامن العامة والشرطة اكثر من مائتان وخمسين الف والمبعدين والمنفيين الى نقرة السلمان وصحراء ليه والفضيلية وغيرها اكثر من مليون اضافة الى الشهداء وضحايا المقابر الجماعية والانفال وحلبجة والاعدامات في حروبه الظالمة حيث الاعداد قد تصل الى مليون ونصف المليون, واذا اضفنا المهجرين قسرا الى خارج العراق باسم التبعية وبعد انتفاضة شعبان والحركات الكردية والمهاجرين خوفا وهربا من المشاركة في الحروب ومن الفقر والاعتقال والذي قد يصل الى مليونين , اما الهجرة القسرية داخل العراق والتغير الديمغرافي للمدينة الواحدة والعمليات الانتقامية من أهالي بعض المدن والتي قد تصل الى اكثر من مليون، اذن مجموع ثلث الشعب لعراقي بين شهيد او سجين او او مهجر اوهارب فيما الثلثان الآخران يضمهم سجن كبير اسمه العراق . في هذا العراق المتعب وهذه الخريطة الصعبة يعتبر السجناء السياسيون بقية السيف أو الشهداء الأحياء الذين يشاركون بشكل فاعل في بناء العراق الجديد لوضع اسسه الديمقراطية ففي العراق الجديد لهذه الشريحة من عوائل الشهداء والسجناء دور قيادي بارز وعدد كبير منهم يتولون مناصب قيادية في الحكومة العراقية . ان مؤسسة السجناء السياسيين وهي مؤسسة حكومية اسست بقانون ومصادق عليها اخذت على عاتقها تكفل هذه الشريحة وبدأت بشكل بطيئ بسبب بعض القوانين السائدة الموروثة من النظام السابق والتي اثرت سلبا في تقديم احسن الخدمات للسجين، ولكن بجهود ودعم دولة رئيس الوزراء بدأت تخطو خطوات متواضعة وجيدة وهي بطريقها الى ان تتحول الى انطلاقة وحركة كل السجناء للوصول الى الاهداف المرسومة. اما السجين السياسي الذي عانى ما عانى من ظلم وكبت قد ظهر اليوم بشكل اكثر قوة وصلابة سواء في التقدم والرقي الشخصي نحو الكمال من تثقيف ووعي واكمال متطلبات الحياة الدراسات الجامعية او حضوره الميداني وتنافسه الشديد للوصول الى مواقع عليا في الحكومة ومجلس النواب او تبنيه مشاريع اقتصادية وتجارية واجتماعية وثقافية ، فالسجين السياسي هو الان عنصر فاعل ومؤثر في الوسط وهو يحاول ان يكون رمزا للاجيال من العمل والمثابرة والتضحية ورسالة اقتدار وتحدي للطامعين والمتامرين وقدوة حسنة للشباب والابناء ، فسجناء اليوم ليس سجناء الغد وهم لم يألوا جهدا في تركهم القنوط واليأس وهاجروا الكسل والاعالة وازالوا كل تبعات الماضي من اثار السجون والقيود وهم كذلك رجال لا تلهييم تجارة او بيع عن ذكر الله . إن عمل وانطلاق السجين السياسي عنصر حداثوي في العراق والمنطقة ، ظهر مع العهد الجديد بعد 2003 بشكل فاعل وحيوي يريد في طريقه لاثبات انه القادر على ايجاد التغيير وبناء المؤسسات وهم يعيشون الحداثة بكامل اسسها وقد ازالوا من وجودهم كل تبعات الماضي وتأثيرات الاعتقال بل وظفوا وجودهم في السجون البعثية المظلمة من اجل التغير . ولا نستغرب اذا قلنا ان جزءا من تاريخ الحداثة في العراق عبر عنه السجين السياسي بمواقفه وافكاره اضافة الى جسده. فالسجين السياسي هو التحدي والصلابة بكامل المعنى، ومن هنا فهو جسد يتماهى مع فكرة التحدي. وعلى هذا كان عنصرا قويا وفاعلا ومؤثرا في بناء اركان العراق الجديد . في الختام رسالتي الى ابنائي واخواني وابائي من السجناء السياسيين ان التغير الجذري بدأ يدب في المؤسسة دبيب النمل وان الانطلاقة والتغير اخذا مأخذ الجد والمثابرة وان حقوقكم بدأت تتقنن الواحد تلو الاخر وان امامكم مستقبلا زاهرا وخدمات فاعلة وان اخوانكم في المؤسسة بكامل كوادرها قد حزموا الامر بتقديم احسن الخدمات وارجو ان تصبروا قليلا وتتحملوا لتنظيم هذه العملية فان بادرة تقديم منحة البناء والعلاج في طريقها اليكم في الأيام المقبلة وقد تكون البداية بسيطة ولكن سيكون واقع الحال أفضل فان ميزانية السنة القادمة جيدة ولله الحمد فمن واجب كل العاملين في المؤسسة ان يخدموكموهم منكم واليكم ...والى مزيد من الخدمة والازدهار لهذه الشريحة من نخب العراق الجديد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |