المواقع الإلكترونية طبيعة وأهداف .. "نقد موجه لأداء المواقع الألكترونية الإعلامية الضعيفة"

 

محمود الربيعي

 mahmoudahmead802@hotmail.com

يدفعنا الحديث عن أداء عمل المواقع الالكترونية الى تقييم عام نبدي من خلاله ملاحظاتنا حول طبيعة تلك المواقع بعد أن شهدنا أن هناك مواقع غير مهنية لاتؤدي الغرض الذي أنشئت لأجلة كخدمة المواطنين أو المشاركة في عملية بناء الوطن، وقد لاحظنا أن الكثير من المواقع يغلب عليها الطابع النفعي والشخصي، وإن قسما منها أصبح أداة بيد أعداء الشعب كما تساهم في عملية تخريب البنى التحتية للبلد وتشحن الأجواء بالفوضى والعداء بين أبناء الوطن الواحد.

 

مواقع خاملة وغير نشيطة  

في كل جديد، لنا كلام جديد، فبعدما أستحدثت المواقع الألكترونية لتخدم الناس ولإغراض شتى ظهرت محاسن ومساؤئ هذه المواقع، وهناك مواقع ناجحة لأنها أتخذت طريقها بإتجاه مهنيتها، ولاتعمل لأجل مصالح ومنافع سوى تحقيق أهدافها الواضحة والمعلنة بطريقة علمية وثقافية وموضوعية وخدمية .. في نفس الوقت فإنك تجد في الجانب الآخر مواقع وجدت لتحتضر، كونها ولدت معوقة ودخلت الى عالم الثقافة بدون إستعداد لهذا المجال الذي لايتسع للمصالح الشخصية والإداء الهزيل أوعدم الموضوعية ويخلو من التفكير بالناس والعمل على خدمتهم.

ماذا يعني وجود مواقع الكترونية لاتتغير واجهتها إاّ بالشهر مرة وقد يضاف في أحسن الأحوال موضوع واحد أو خبر واحد يستخدم لأغراض الدعاية الإعلامية أو الحصول على مردودات مادية، غيرأن، والأحرى تلغى لقطع الطريق على الوصوليين للسلطة عبر هذه المنافذ الكاذبة، وحري بالغافلين عن هذا الأمر إعادة النظر في المنهج والعمل في مجالات الخدمة العامة.

 

مواقع لايهمها مايكتب فيها 

بعض مسؤولي ومشرفي المواقع لايهمهم ماينشر في مواقعهم  من مواضيع تافهة ومايعرض على صفحاتها من ثقافة هزيلة، خصوصا تلك التي تتعلق بالسباب والشتام ونشر الدعوات التي تتقاطع مع الأخلاق والمبادئ الضرورية كأن تدعو الى العنف والتطرف، أو تدعوا الى هدم القيم الإجتماعية الرفيعة أو أن تهتم بنشر الأكاذيب والأباطيل والمواضيع السخيفة. 

 

مواقع دعاية شخصية للاستهلاك الإعلامي 

يستغل بعض السياسيون والإعلاميون للإنتفاع من المواقع الالكترونية التي يديرونها لتعزيز مكانتهم الإعلامية ويسبغون عليها أسماء لامعة للحصول على مغانم مختلفة الأوجه وأسخدامها للدعاية الشخصية واستغفال الجمهور ولكن هل أن ذلك مجدي والناس أصبحوا متيقضين لممارسات  الأشكال المختلفة للإنتهازية. 

 

مواقع مجاملة على حساب المبادئ والوقائع

وهناك مواقع تعتبر أبواق مدح ودعاية للمسؤولين في الدولة، والشخصيات التي يرجون منها منفعة وهذه المواقع لاتتمتع بحصانة أخلاقية ولاتتسم بالمبدئية فهي تمتهن الكذب والتلفيق والتشويه والتشويش والتشكيك مقابل مدح من يمولها ويعدها بالدعم والجذب في حسابات المستقبل.

 

الإعلام الحر سلطة رابعة ولكن لاينبغي أن يكون هدّاماً أو مخرباً  

صحيح أننا نحتاج الى إعلام حر بعد أن عانى الناس من ظاهرة كتم الأنفاس ولوقت طويل، ولكن أن يكون ذلك الإعلام تهريجاً مؤججاً للفتن، ومهدماً لمظاهر المدنية والحياة الأجتماعية، ومخرباً لما يبنيه الآخرون فإن ذلك مرفوض تماماً. 

 

مؤدلج عقائديا وسياسيا 

ولامانع من أن يكون الموقع الالكتروني ذو صبغة عقائدية وسياسية معينة تخدم الأهدف العامة للعمل المنظم وبحرية على أن لايمس الموقع حقوق الآخرين وحرياتهم العقائدية والسياسية.. وله أن يمارس حقوقه المشروعة على ضوء القانون وأن لايخرج من حدود تلك الحقوق الى العمل الفوضوي الذي يخلق أجواءاً مضرة بالمجتمع وبالعلاقات الأجتماعية وعلى أن لايهدد إستقرار حياة المواطنين وأمنهم الاجتماعي.

 

إعلام مخترق اقليميا ودوليا

بقي أن نقول إن هناك بعض المواقع الإلكترونية تعمل بإشراف منظومات إقليمية ودولية ومنظمات سياسية تعمل تحت دائرة الدول المعادية لمبادئ الحرية والعدالة بل تعمل لأجل إنتزاع حقوق الناس العامة والإضرار بمصالحهم  المشروعة والانتفاع من ثروات بلادهم وهو امر لايروق للبعض.

 نأمل أن نشهد المزيد من التطور للمواقع الالكترونية وأن يعمل الجميع لتلبية مطالب شعوبهم خصوصا داخل البلدان التي تفتقر الى الديمقراطية والإستقرار والتي تحتاج الى من يدافع عنها. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com