لقد انخدعنا ..!!!

 

خليل كاردة

khalilkarda58@msn.com

قبل انهيار الصنم في نيسان 2003 كان اقليم كوردستان شبه مستقل, وتدار وتحكم من قبل شعبه متمثله باحزابه الوطنيه، وبعد سقوط الصنم ارتى وحبذت الاحزاب الكوردية الانضمام للمركز طواعية لمساعدة بغداد في الخروج من الازمات التي لحقت بها جراء الفوضى التي احدثتها سقوط النظام وهروب قياداته، ان هذا الموقف الكوردي يحسب له وليس عليه لانه يدل على ايثار الشعب الكوردي وعدم انانيته .

وتمخضت عن هذه الوقفة الشجاعة للكورد هو بلوغ ووصول قادتها مع بغداد الى اتفاق شراكة حقيقية بين الكورد والعرب وسائر اقلياته القومية والاثنية والطائفية لادارة شئون البلاد وفق توافق بين سائر مكونات البلد بحيث يرضي  طموحات  جميع المكونات دون استثناء.

ونجم عن تلك الشراكة, انتخابات نيابية واسفرت تلك الانتخابات عن فوز الكورد ب 55 مقعدا في الجمعية الوطنية العراقية بحيث اصبح الكورد القائمة الثانية في البرلمان وفي عموم البلاد   ومن خلاله انبثق دستور عراقي يدير ويشرع امور البلد ويضمن حقوق الكورد في الفيدرالية وتثبيت ماده في الدستور وهي الماده 58 لحل مشكلة الاراضي المتنازعة عليها بين المحافظات في عموم البلاد ووضع جدول زمني لها,وقد غيرت (بضم الغين ) تلك  المادة واصبحت تعرف بالمادة 140 .

لقد وضع للمادة 58 سقف زمني وهو ستة اشهر ولكن تقاعس النواب الكورد في البرلمان وعدم جدية الحكومات المتعاقبة في حل تلك الاشكاليات ادى الى تغيير المادة 58الى مادة 140 .

وحتى هذه اللحظة لم يتم الاحصاء ولا التطبيع في الاراضي المتنازع عليها مما ادى ذلك الى فتور وعدم ثقة بين المركز والاقليم وان عدم جدية الحكومات المتعاقبه ادت الى تلك النتيجة وخلق اجواء من عدم الثقة والمشاحنات بين المركز والاقليم والذي لا يستفيد من تلك الاجواء سوى اعداء العراق من شوفينيين وتكفيريين وبقايا البعث المنهار,

المتربصين بالعراق بغية ضرب تجربته الديمقراطية والفيدرالية ودق أسفين بين المكونات العراقية القومية والاثنية والمذهبية لدخول العراق في متاهات وفي حصر العراق في عنق الزجاجة.

واخر تلك المحاولات الشوفينية للنيل من الشعب الكوردي هو رفع وزيادة مقاعد البرلمان العراقي من 275 الى 323 مقعد وتم توزيع تلك المقاعد الزائدة وتمريرها على مرأى ومسمع النواب الكورد في البرلمان العراقي دون اية رد او رفض, وتم توزيع 3 مقاعد فقط على ثلاث محافظات كوردية وهي دهوك واربيل والسليمانية من تلك الزيادة في حين تم زيادة على سبيل المثال 13 مقعد لمحافظة واحدة وهي محافظة نينوى.

اليس هذا ظلم واجحاف بحق الشعب الكوردي؟؟هذا الشعب الذي بذل كل الجهود والطاقات من اجل اخراج العراق من محنته ولكي يقوم على قدميه متعافيا ومتشافيا, وهل جزاء الاحسان الا الاحسان.

الغريب في الامر ان النواب الكورد في البرلمان العراقي انطلت عليهم هذه الخديعة واقصد خديعة الشوفينيين في توزيع المقاعد الزائدة, ولا ادري ما هو عملهم في بغداد فعلا؟؟!!

والادهى عندما سئل(بضم السين) بعض اعضاء التحالف الكوردستاني عن عدم انصاف المحافظات الكوردية الثلاث من توزيع المقاعد الزائدة من قبل المفوضية العليا للا نتخابات، كان ردهم اننا خدعنا (بضم العين) !!!

وهنا اود ان اشير الى نقطتين للتاريخ اولاهما ان البرلمان الكوردستاني تنبه لتلك المكيده والخديعة من قبل الشوفينيين من عرب وتوركمان, وانبرى له قائمة التغيير في البرلمان الكوردستاني وطالب بعقد جلسة استثنائية للبرلمان الكوردستاني لبحث ودراسة وتدارك  الموقف لكي لايمرر تلك الخديعة ولا تنطلي علينا ولكي لا يستكردوننا ثانية.

وثانيهما الموقف الوطني والشجاع لرئيس اقليم كوردستان السيد كاك مسعود والذي ثبت بحسه الوطني انه متابع للعملية السياسية برمتها سواء في الاقليم او المركز, والذي هدد واحسبه صادقا في مقاطعة الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة ما لم يتم تصحيح وتوزيع المقاعد بصورة عادلة والاخذ بالحسبان ما قام به الشعب الكوردي لاجل العراق من تضحيات جسام في سبيل عراق ديمقراطي برلماني وفيدرالي متعدد.

طوبى لاعضاء قائمةالتغيير في البرلمان الكوردستاني.

طوبى لرئيس اقليم كوردستان كاك مسعود.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com