|
مر عالورد ياندى هادي جلومرعي كانت جميلة كأنها سيدة تقيم في بيت باريسي او لندني على حسب ماأراه في التلفزيون وافسره بطريقتي القروية.وكنت اتساءل :هل من المعقول ان تسكن قريتنا شابة بهذه الاناقة وهذا الجمال الا اذا كان من سر ما وراء سكنها؟ وعرفت فيما بعد انها ابنة لموظف حكومي قدم الى قريتنا مع اسرته. كانت جميلة لكنها ماتت قبل ان تكمل دراستها الثانوية.ومن يمكنه ان يهمل صورا على اسمها ندى ويذكرني الاسم باغنية قديمة ولفتها بطريقة مغايرة لطريقة المغنية التي صدحت بها( مر عاورد ياندى واشواكنا موردة. ودعنا ليل السهر وكلوبنا مواعدة) . لكن الندى الثانية كانت مختلفة فهي امرأة ناضجة ومتعلمة كفاية وتعمل في مهنة الصحافة تعلمت الغربة وادمنت الحزن والشوق الى وطن وجدته مختلفا عن الذي غادرته ولم تجد اصدقائها مثلما تركتهم كان كل شئ قد تغير (الاهل والاصدقاء والناس والشوارع وروحها الحالمة) . سألتني :هل لي ان ادعي اني لااشعر بهذا الوطن ؟ فكل شئ فيه قد تغير تماما ولم اعد اجد منه شيئا. ورددت :اصحاب الكهف طلبوا الموت لانهم تركوا الاهل والاحبة والاموال والاولاد والنساء الحانيات وذهبوا الى حيث كهف في اعلى جبل ليعصمهم من وحوش السلطة الجائرة بعد ان دعوا لدين جديد ينقض الاوثان التي ألفها سكان فيلا دلفيا ثم عادوا ليجدوا كل شئ وقد تغير حتى الدين الذي دعوا اليه فطلبوا الموت واستجاب لهم ربهم وماتوا .وها أنت تطلبين ان تعودي الى الغربة وهو الخيار الافضل. الوطن لفظ جيلا كاملا وانهى علاقته بهم فلا فرق ان يعيشوا في المنفى او في الوطن اذ كل شئ قد تغير. من يستطيع ان يتأقلم مع المتغيرات ويسير في فلك الجديد الضاغط ؟ ومن يمكنه ان يهمل صورا عاشت في الذاكرة ولايجد منها مايريح اعصابه الان بل ويجد حتى الاحبة وكانهم كارهين. لا ادري ان كان ماأقول بعضا من هذر او انه توسل بالاحلام والخيالات لاهرب بها من واقع كرهته وقد اكون صنعته لاني قبلت العيش فيه والتلاقح مع اخرين ?. وياحسرة على العباد . وياحسرة على هذه البلاد انها تلفظ ابناءها..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |