لعبة المصالح في الساحة العراقية

 

الكاتب والصحفي وحيد بلال الحلي

drhudahammody@gmail.com

مطالبات وطنية حُوّلت إلى لعبة مصالح قذرة دخل لاعبوها إلى الساحة بكل قوتهم وثقلهم لمجرد الحصول على مكاسب، وليسقط الدستور والمنطق والقوانين والتوافقات كلها، فاليوم يوم المصلحة، هذا هو المنطق الذي حكم كتلتي الائتلاف والكردستاني، وهو ديدنهم دائماً يتحالفون مرة ويتقاطعون مرة، يشتم بعضهم بعضا في الليل ليتصافحوا في النهار، وهناك من المراقبين من يصف ذلك بالمرونة السياسية، وأنا أعتقد أنها ليست مرونة بقدر ما هي تحركات في إطار المصالح الفئوية الضيقة ليس الا، فالوطنية فيها ثوابت غير قابلة للتغيير، والوطني الحقيقي يجب أن تكون مصالح الوطن العليا، ومصالح الشعب فوق كل اعتباراته، وكذا السيادة والوحدة ، وإن خسر بعض المكاسب.

لكن فلسفة السياسة اليوم عند بعضهم تنطلق من المصالح وتحقيق المكتسبات التي تسمى وفق تلك الفلسفة بالمكاسب والانتصارات، وأي طعم ترى لتلك المكاسب التي استلت من لقمة الجياع، وصيغت من دماء الأبرياء؟ ، أية مكاسب وانتصارات يرتفع إثر تحقيقها العويل في كل مكان؟ .

ألا يتحرك شعور عند تلك الكتل ...شعور بالندم على ما تسببت به من دماء وبكاء أم أن ذلك لا يعنيها فهي تغض الطرف عنه ولا تبالي به ما دام الدولار قد دخل الجيب؟.

أقول والحق يقال ولا أخشى اليوم من مناصرة الحق وقوله والعمل به، ولا أخشى أن أسمي الأشياء بمسمياتها وحتى الأشخاص أسميهم، طارق الهاشمي وقف وقفة صلبة إلى جانب المتضررين ولم يحسب حساباً لهوية وانتماء هؤلاء المتضررين من مهجرين وأقليات دينية وقومية مختلفة، وقفة وطنية شجاعة تستحق الإكبار والتقدير، وقفة سيسجلها التأريخ له.

إنني كمهجر لم أسمع صوتاً ينادي بحقوقي أندى من صوت نائب الرئيس طارق الهاشمي، ولم يدق أحد بابي ليسلمني ظرفاً فيه مبلغ مالي في يوم حاجة شديدة الا مكتب الهاشمي، فلم أيها الإخوة نتغاضى عن كل ذلك ولا نقول كلمة حق في هذا الرجل؟ . صحيح هو واجبه الذي تمليه عليه وظيفته العامة لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول " لا يشكر الله من لا يشكر الناس" فالشكر واجب وتعبير عن الأخلاق الحسنة.

لقد شاهدت اللعبة من أولها إلى آخرها وإن لم تنته بعد، فانكشف لي اللاعب الغيور من اللاعب المأجور الذي يسدد على مرماه مقابل ثمن وُعِدَ به ولم يستلمه، لاحظت كيف أن من يسمى بالأعرجي ونكرات آخرون يصرحون في قبة البرلمان التي من المفترض أن تكون حرماً لا يجوز فيه الكلام البذيء رأيته كيف ينحط إلى مستوى الألفاظ السوقية التي لا تليق حتى بـ .......

آه من هذا الزمن حيث يرتقي نائب يمثل الشعب على منصة الصحافة ليزعق ويشتم رئيسه بكل نذالة وسوقية ولا يحسب للانتقاد حساب، ولا دهشة فهو لا يعرف أصلاً ما هي متطلبات وآداب وسلوكيات الوظيفة العامة، فكيف إذا كان الشخص ممثلا لفئة من الشعب العراقي فيها المثقف وصاحب الشهادة العليا وصاحب الأخلاق الراقية وغيرها.

إنني عندما رأيت هذه المستويات اعتددت بنفسي وقلت لا ضير إذاً أن أنصب نفسي موجها ومرشدا للسياسيين وأعضاء البرلمان فأنا بالتأكيد في مستوى أعلى بكثير، وقد يستغرب بعض قرائي من مدحي لنفسي فأقول له أنت أيضا ايها القاريء الكريم المثقف تستطيع أن تعلمهم فشخص بهذا المستوى لا مستوى دونه برأيي الشخصي المتواضع.

مصلحة الوطن أيها اللاهثون وراء المصالح الشخصية أعلى وأجل من مصالحكم، وأقولها صراحة لم أعرف سياسياً في مرحلة ما بعد 2003 كهذا الرجل من الوطنية والنزاهة والإخلاص ولا أريد أن أكثر فأتهم أني من المتملقين، وأعتقد أن ما قلته يكفي والبقية أمانة في أعناق الكتاب الحياديين القائلين للحق أن ينصفوا الرجل كي يزيده حماسا في أداء دوره الوطني الريادي في خدمة شعبه، فلقد اطلعت على أجندته واستقرأتها لأجد فيها ما ليس في غيرها من أجندات السياسيين الآخرين والله الموفق أولاً وآخراً.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com