تضاريس طائفية سياسية لتقسيم العراق .. فوضى هدامةوبناء مشوهوالمحاصصة تضعوزارها
 

د.مهند العزاوي
مركز صقر للدراسات الإستراتيجيةوالعسكرية
saqarc@yahoo.com

تؤكد الولايات المتحدة إصرارها على المضي بالمنحى العسكري في تقسيم العراقوتجزئة شعبه إلى مكونات متحاربة متصارعة على هامش السلطة عرقياواثنياوطائفيا،واستطاعت من أنشاءوتكوين قدرة مكتسبة ثلاثية الأبعاد (أمريكية-إيرانية-إسرائيلية) داخل العراق طيلة السنوات الماضية العجاف لتمثل مصالحهاوتطلعاتها الاستعماريةوتنفذ أجنداتها مع تغييب كامل لأي دوروطني يمثل أرادة الشعب العراقي الحقيقية,وبالتأكيد أن القدرة المكتسبة تتضمن قوى سياسيةوإعلاميةوعسكريةواقتصاديةوأخرى شبحية مليشياوية مخابراتية معلوماتية,ونعلم أن مضلع التدمير الثلاثي في العراق يتكون من المشروع الأمريكي المحوري بزعانفه الثنائية المحرك الإيرانيوالصهيوني,وكانت الأيام الماضيةوما يسمى الحراك السياسيوالبرلماني كشف عن هشاشة المشهد السياسيوحقيقة الاستقطاب الطائفيوالعرقي الذي اظهر زيف الشعارات الوطنية ذات الطابع الانتخابيوحقق صدق رؤيا الكثير من الباحثينوالخبراءوالشخصيات الوطنية حول عدم جدوى العمل السياسي في ظل الاحتلال،وهذا يؤكد أن العملية السياسيةوتقسيم العراقوتفتيت شعبهوجهان لعملةواحدة مقارنة بما خلفته للعراقوشعبه من كوارث إنسانيةوملفات دمويةوما قدمته من مكاسبونهب ثروات لدول الاحتلال طيلة السنوات الماضية،وما يجري اليوم من صراع انتخابي ليعدو سوى خطة خداع متقنة لتلميع المشهد السياسي تقوم بها دوائر الاحتلال السياسية والإعلامية وندرك انه دليل واضح لحجم الفشل والتخبط الأمريكي, وبالرغم من فرق القدرات في الصراع  فان الشعب العراقي قد اتخذ تدابير الوقاية من الأكاذيب والوعود الانتخابية والمشاريع السياسية الوهمية نظرا لما تعرض له من ظلم وقتل وتهجير وتجويع خلال السنوات الماضية,وهي نتيجة دموية حتميةوواقعية للعملية السياسية،ونسمع نعيق الغربان الطائفيوالعرقي الذي يبث السموم عبروسائل الإعلام,وكشفت بذلك حقيقة انتماءاتهم الطائفية والعرقية الانفصالية خصوصا عندما سوقت إلى المنهجية الاقصائية فيما يخص موضوعة المهجرين قسرا خارج العراقوهم ضحايا الحكومةوالأحزابوالعملية السياسية الحالية، وكذلك مقاعد المناطقوالمحافظات المستهدفة طيلة سنوات الاحتلالوحتى يومنا هذا, لقد حاول الإعلام العربيوالعراقي الملحق بالمشروع الأمريكي تسويفوتطبيع جريمة التهجيروالإبادة للجنس البشريوتلك جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدوليوالتي ارتكبتها قوات الاحتلالوقوات حكوميةومليشيات تابعة لأحزاب السلطة عام 2006-2007 ، لقد أثبتت الحقائقوالوقائع أن التهجير لم يكن عمل اعتباطيو رد فعل عاطفي كما يسوقه الإعلام الأمريكي والغربي والإعلام التابع والملحق به بل هو مخطط امريصهيوني إيراني اعد له قبل غزو العراق ونفذ باستخدام حرب التغيير الدموغرافي الذي طال جميع مدنومناطق العراق لفرضواقع تضاريس طائفية سياسية تقود إلى تقسيم العراق، وتعضد هذه الحقيقة اعترافات "جورج تنت" في كتابه "وسط العاصفة"وكذلك سياسيا مشروع بايدن غليب الذي يوصي بتقسيم العراقوبحثيا توصيات مركز سابان في معهد بروكنز نهاية عام 2008 الذي يتعامل مع التهجير المليوني كواقع حالوإفرازات ايجابية تقود إلى التقسيم العموديولا إلى عربوأكراد ثم تقسيم أفقي بالقوة إلى دويلات طائفية ومحميات عشائرية, ناهيك عن العمليات الحربية المستمرة منذ بدء الغزووحتى يومنا هذا ضد مناطق الوسطوالشمال العربي للعراق،وكذلك الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسانوالقتل الجماعيوظاهرة الجثث المنزوعة الهوية لأبناء المدنوالقرى الرافضة للاحتلالوالتقسيم, نعم أنهاوسائل التقطيع القاسي القتلوالتعذيبوالاغتصابوالتفجيروالحجزالكونكريتي والاعتقالات والمداهمات والتجويع ناهيك عنوسائل التقطيع الناعم السياسية والاجتماعية والقانونية والبحثية جميعها حزم ضغوط  لإجبار أبناء تلك المناطق للمطالبة بدويلة الوسط  نظرا لحجم الجرائم والظلم والتقتيل والتجويع والتهميش الذي مورس ضدهم بإرادة أمريكية بعيدا عن المعاهداتوالأعراف القانونية الدوليةواتفاقيات جنيف,وبذلك يتحقق المشروع الأمريكي "أعادة هيكلة الشرق الأوسط "انطلاقا من العراقوالحلم الصهيوني الإيراني  بتقسيم العراقوجعله محميات مجزئة تابعة سياسياوعسكريا لهم,ونشهد اليوم صراع  إيراني إسرائيلي على التركة العربية من خلال التوغل الإسرائيلي في القدسوغزةوالبحر المتوسطوكذلك ملامح التصدع العسكريوالأمنيوالسياسي في الخليج  العربيوبقية الدول العربية،وتلك نتائج منطقيةوتداعيات جيوسياسية لغزو العراق, نعم أنها فوضى الشرق الأوسط,ولا بد من الإشارة إلى أن مسرحية المهجرينونسبة التمثيل هي إحدى النتائج المنطقية لفلسفة التقطيع الناعموالقاسيوتشكل اليوم مادة دسمة لخطة خداع متقنة للغاية الغرض منها أعادة الاصطفاف الطافيوالعرقي لتشكيل قاعدة انتخابية على غرار انتخابات عام2005والتي قادت العراقوشعبه إلى كوارث إنسانيةوأمنيةواقتصاديةوعزلة عن العالم العربيونشهد تصاعد دعوات العداء للدول العربية التي تشكل العمق الاستراتيجي للعراق, بات المشهد السياسيوالانتخابي في العراق معقدوشائكومأزوموابرز ملامحه  لا تغيير سياسي لا دموقراطية  لا انسحاب أمريكيواضح لا خروج من أزمات العراق الإنسانية لا قوات مسلحة عراقيةوطنية غير طائفية لا صوتو دور للشعب العراقي في تقرير مصيره لا أعادة أعمار وتنمية  لا دور للقوى الوطنية في استقلال وإعادة بناء العراق لا سيادة عراقية سوى على الورق فقط لاوحدة وطنية لا مصالحة وتوافق وطني لا مصالح عليا للعراق لا حفاظ علىوحدة العراق في ظل صرع الأجندات عبر زعانفها السياسية في العراق, لذا أصبحوضع من يرغب بالولوج إلى العملية السياسية لغرض الإصلاح محرجا للغاية في ظل تلك المعطيات الواقعيةوالحقيقية للمشهد العراقي أما الشعب العراقيوالقوى الوطنية لهم رؤيةواضحة عما يجريوما يحاك خلف الأروقةوفي الدهاليز المظلمةوصفقات بيع العراقونهب ثرواته,ونشهد اليوم صراع مليشياتوزعانف مخابراتية بصبغ سياسية لإقرار القوانين في الوقت الضائعولن نجد من يحاسب البرلمان عن سبب عدم مناقشة قانون للأحزاب يضبط إيقاعها السياسي الوطنيوقانون انتخابات يمثل إرادة الشعبوليس طوائف سياسيةو يخدم المتاجرين بالطائفةوالمذهبومفوضية انتخابات تحقق مطالب شعبية بعيدة عن المصالح الفئويةوالحزبية أين كانوا النوابوالبرلمان خلال الأربع سنوات الماضية بدلا من أخراج مسرحية مستهلكة فاقدة الصلاحية يرفض الشعب فصولهاومشاهدها خصوصا أذا علمنا لم يشرع قانون يوصف الاحتلال العسكري غزوا؟والنفوذ الإيراني خرقا للسيادةوتهديدا خارجيا؟والتغلغل الإسرائيلي تهديدا خارجيا يعبث بأمنوتماسك الشعب العراقي,وجب أن نميز بعيدا عن العواطفوالمجاملات أن القدرة المكتسبة تحقق إرادة منشأها لا غير مهماوشحت نفسها بيافطاتوطنيةواتسمت خطابتها بالشعارات ذاتها,ولا يمكن أن تعشقوتواءم الجهد الوطني الغيوروالساعي إلى التغيير معها لاختلافات بنيويةووطنية بالدرجة الأولى, قد أثبتت الوقائعوالحقائق هذا لا منطقة رمادية بين رقع الأسودوالأبيض,وفي ظل المشهد السياسي الحالي أنها فوضى هدامةوبناء مشوهوالمحاصصة تضعوزارها لذا سيخوض العراق فوضى هدامة أخرى لسنوات عجاف مقبلة يتخلله صراع أرادات عاصف وقوي وحاسم, وبالتأكيد أرادة الشعب العراقي ستنتصر بإذن الله,والكلمة الفصل للشعب والناخب العراقي في تقرير مصيره للسنوات القادمة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبعوالنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com