أين حصة العراقي ..؟

 

عبدالكريم هداد

hadadkarim@hotmail.com

في البدأ، أنوه إنني هنا، لا أتحدث عن الحصة التموينية، التي هُرِبَتْ تفاصيل منها مع وزير التجارة السابق، وفي وضح النهار، رغم إن الجميع يخطب في الشارع العراقي المسكين، وتحت يافطات القانون وحقوق الإنسان والمواطنة، التي ليس لها من أسس، سوى ما تبقى من ثقافة ممارسات حزب صدام حسين، حيث المكرمات والمحسوبية والواسطة، وتشريعات القوانين الترقيعية، والأوامر الإدارية الآنية من هذا الوزير أو رئيس الحزب الفلاني، حيث الجميع مشترك في "اللغف" وذلك لسبب واحد، هو إننا لم نرَ رئيس حزب عراقي أو نائب برلماني من كتلة ما، ليظهر لنا أمام الملأ أو الإعلام العراقي، ليعتذر عن تلك المكاسب الخاصة بهم، والتي هي مستقطعة من المال العام، حيث كان المأمول فيهم العمل على توزيع ثروات الوطن بعدالة وإنصاف، نظراً لحاجة الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين، لجزأ بسيط من المال، الذي قد يساعد على توفير رغيف الخبز الكريم و سد حاجاتهم الضرورية للحياة.

لقد خاب أملنا في اعضاء مجلس النواب، عندما لم يتخلَ  أيّ أحدٍ منهم، عن تلك المخصصات والمكاسب الغير عادلة لهم ولعوائلهم. وحين إلتزم الجميع السكوت والصمت، لذا أعمم بأن جميع النواب رجال" لغف" لا سياسة، وجميعنا كان ينتظر تأسيس البدايات المشجعة لدولة عراقية قانونية صحيحة وديمقراطية، وعلى الأرجح هو الأخذ ولو بالقليل، مما شاهدوه في بلدان لجوءهم المتعددة، التي مازال معظمهم،يحمل جوازات سفرها.

لكن نتابع اليوم بسخرية، مشاهد أحاديث لقاءات الساسة العراقيين ورجالاتها، وهم يصرحون ويخطبون ويحللون وقائع العراق اليومية ومشاهدها، والكل يدلي بدلوه، والكل يرجع سوء الحياة في العراق الى المحاصصة، متناسين إنهم رجال المحاصصة، وهم من أوجد وخلق وأسس وتبنى المحاصصة، منذ ما يسمى بـ" المجلس الإنتقالي" الذي كرمهم به القائد الأمريكي " بريمر".

إن من يريد التحدث عن عيوب المحاصصة عليه أولاً، أن لايكون ناشطاً بإسمها أو يأخذ موقعاً في سلم التوزيع الوظيفي بإسماء الطوائف، إنّ من يريد التحدث عن حصة العراقي المسكين، عليه التخلي عن المكتسبات الغير طبيعية في الراتب والمميزات الأخرى. فيا من تريدون أن  تتقاسمون العراق، بعد أن عبث صدام فيه لوحده، لقد بقيَّ العراقي المسكين لوحده اليوم، لا يمتلك إلا رحمة الله وحصة التموين، وقد تأتي فتواكم يوماً- ربما- لكي تحرموه من بطاقتة التموينية، لكونها السبب في مشاكل توزيع حصصكم الإنتخابية. ولسان حال المواطن يقول" لا تصير حرامي ، ومن السلطان لا تخاف".

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com