نـزار حيدر في ندوة فضائية (الفيحاء): لتحسين اداء الناخب ..

 العودة الى الماضي انتحار، والعراقيون لا يرغبون بذلك بالمطلق

 

نـزار حيدر

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

دعا نــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، الناخب العراقي الى تحسين ادائه في الانتخابات النيابية القادمة، من خلال التدقيق في من سيختاره من المرشحين لمنحه الثقة.

 واضاف نــــزار حيدر، الذي كان يتحدث في الندوة التلفزيونية التي نظمتها الاعلامية العراقية السيدة هيفاء الحسيني لقناة (الفيحاء) الفضائية في ولاية ميشيغن الاميركية الاسبوع الفائت:

 علينا قبل ان ننتظر من المرشحين تحسين اداءهم في مواقع المسؤولية، ان نرى الناخبين وقد حسنوا من ادائهم وهم يمارسون حقهم الانتخابي عند صندوق الاقتراع، لان المسؤول هو نتاج صوت الناخب، فاذا كان هذا الصوت في محله وقد اختار الرجل المناسب في المكان المناسب، فان النتيجة الطبيعية لهذا الصوت ستكون مسؤولا يسعى لتحسين ادائه في موقع المسؤولية.

 وراى نــــزار حيدر ان تحسين الناخب لادائه يتم من خلال ما يلي:

 اولا: ان لا يصوت لمجهول، بل ان عليه تقع مسؤولية البحث والتدقيق في القائمة او الاسم الذي سيؤشر عليه.

 ثانيا: ان لا يعرض صوته في سوق البيع والشراء، وليتذكر دائما بان صوته مسؤولية وامانة عليه ان يصونه من كل ما يدنسه.

 ثالثا: ان لا يساوم على خياراته، سواء بمنصب او بوعد او باي شئ آخر، فخياراته، كذلك، مسؤولية وطنية ودينية لا يجوز له ان يفرط بها مقابل وعود كاذبة تقدمها هذه القائمة او ذاك المرشح.

 ان الناخب اليوم مسؤول بشكل مباشر عن خياراته، وليس امامه اية حجة او ذريعة للتهرب من المسؤولية، فاذا كان في المرة السابقة قد تحجج بنظام القائمة المغلقة الذي فرض عليه الخيار ولم يدعه ينتخب بحرية وما يراه مناسبا، وان القوائم كانت قد مارست بحقه التضليل الديني او الاثني او المذهبي او اي شئ آخر، وان الظرف الامني وتحديات الارهاب كانت قد اجبرته على خيار دون سواه، فان الامر قد تغير اليوم، فالاصطفافات الخاصة قد قل شانها والتحديات الامنية زالت بدرجة كبيرة، وان النظام الانتخابي قد تغير، ولو ليس بالشكل الجذري والمامول، وان المرشحين معروفون امام الناخب وقد خبر جلهم خلال السنوات الاربع الماضية، وتعرف على طريقة تفكيرهم وادائهم، وما انجزوه او فشلوا في انجازه، ولذلك يجب عليه ان ينتبه جيدا الى خياراته هذه المرة فلا يفرط بها ابدا، لانه، كما قلت، مسؤول عن هذه الخيارات، وسيجني ثمارها الحلوة اذا احسن اختياره او المرة اذا اساءها.

 بشان تطلع العراقيين الى اصلاح العملية السياسية بعد الانتخابات النيابية القادمة، قال نــــزار حيدر:

ان الانتخابات هي اداة الديمقراطية، والديمقراطية، كما نعرف، هي طريقة حكم، ولان العملية السياسية الحالية التي انطلقت في العراق الجديد منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003، بحاجة الى الاصلاح، وهذا ما يتفق عليه كل العراقيين، لذلك فان اي تغيير مرجو او اصلاح مرتقب، لا يمكن تصوره الا من خلال صندوق الاقتراع، الذي ينتظر صوت الناخب الواعي الذي تعلم من التجربة، ليمنح ثقته لمن يستحق، ولذلك، اضاف نـــــزار حيدر، فان المقاطعة ليست حلا ابدا، خاصة بعد ان شرع مجلس النواب نظام القائمة المفتوحة.

 ان الحل يكمن في تحسين اداء الناخب حصرا، فهو بداية الاصلاح وبداية التغيير نحو الافضل، اما اذا تعامل الناخب بلا ابالية او انه باع واشترى بصوته او آثر الركون الى غيره فلم يذهب الى صندوق الاقتراع اما تماهلا او تثاقلا، فان كل ذلك لا يساعد على الاصلاح والتغيير ابدا.

 ان المقاطعة موقف المنهزمين واللااباليين، اما المواطن المسؤول الحريص على بلده وشعبه ومستقبل ابنائه، فهو الذي يمارس حقه الانتخابي ويسعى من خلاله الى التاثير على مجرى الاحداث من اجل مستقبل افضل من خلال التغيير المرجو.

 ومن اجل ان يحسن الناخب اداءه، فانا ادعوه الى ان يؤشر على اسم المرشح حصرا، ليمنح ثقته لمرشحه وليس لقائمة ما، من اجل ان يساهم في مساعدة الافضل لتبوء مقعده تحت قبة البرلمان، ما يساهم في ايصال المرشحين الذين يمتلكون رصيدا شخصيا يمنحهم قوة الشخصية تحت قبة البرلمان، يمكنهم من قول الحق وبقوة لا يخشون فيها لومة لائم، اما التصويت على القائمة فان ذلك سيساهم في ايصال المرشح ليس من خلال صندوق الاقتراع بشكل مباشر وانما بشكل غير مباشر من خلال قائمته، التي سيظل المرشح مدين لها فلا يتمكن من معارضة مواقفها اذا تعارضت مع مصالح الناخب، وهنا على وجه الدقة يكمن الفرق بين ان يؤشر الناخب على اسم المرشح المفضل عنده او على اسم القائمة.

 اعيد واكرر مطالبتي للناخب في ان يؤشر على اسم المرشح حصرا وليس على القائمة، ليصل تحت قبة البرلمان كل نائب يتمتع بثقة الناخب وليس بثقة قائمته.

 بشان ما يمكن عمله من اجل اقناع الناخب بالمشاركة في الانتخابات القادمة، بعد ان اصيب المواطن بحالة من الياس والقنوط من التغيير، قال نـــــزار حيدر:

 من اجل ذلك، اعتقد باننا بحاجة الى الخطوات التالية:

 اولا: ان تسرع الكيانات التي ستشترك في الانتخابات النيابية القادمة في ان تقدم قوائمها الانتخابية ليتعرف الناخب على المرشحين، فيمحصهم تمحيصا ليتحمل مسؤوليته كاملة ازاء خياراته، وان اي تاخير في هذا الامر سيشعر، بضم الياء، الناخب وكأن الكيانات تريد ان تضحك عليه مرة اخرى، من خلال اخفاء اسماء المرشحين عليه او التاخير في نشرها لتحاصره مرة اخرى بسيف الوقت فلم يعد امامه الوقت الكافي لتمحيص الاسماء، ما يثبطه عن المشاركة في الانتخابات.

 ثانيا: ان يكون التنافس بين الكتل على اساس البرنامج الانتخابي وليس على اساس الشعارات المتهافتة والرموز الدينية او غيرها، ليشعر الناخب بان من يسعى للحصول على ثقته، يمتلك الرؤية المطلوبة للتغيير ولخدمة اهداف الناس.

 ان التنافس يجب ان يكون على اساس الوعي والبصيرة والعقل والمنطق، وليس على اسس التضليل والترغيب والترهيب وما اشبه، فلقد تعلم الناخب الكثير من التجارب خلال السنوات السبع المنصرمة التي اعقبت سقوط الصنم، فلم تعد الشعارات تنطلي عليه، ولم يعد يخدع بالكلام المعسول والتلاعب بالالفاظ ابدا.

يجب ان تحاكي الحملات الانتخابية عقول الناس وليس عواطفهم.

عن ما يطلق عليه بالديمقراطية التوافقية، وضرورة تغييرها كاول نتيجة للانتخابات النيابية القادمة، قال نـــــزار جيدر:

لقد احس كل العراقيين بمدى خطورة الثلاثي المشؤوم (المحاصصة والتوافق والفيتو) على العملية السياسية، فهو الذي عرقل مشاريع الحكومة وهو الذي اقصى الكفاءات والطاقات عن مواقع المسؤولية، بالاضافة الى انه كان السبب في شل عمل مؤسسات الدولة الى درجة كبيرة، ولذلك فان الجميع يبحث عن مخرج من هذه الورطة، الا انني لا اعتقد ان الامر بمثل هذه السهولة، فالمشكلة هي ان هذا الثلاثي دون بالدستور، ما يعني ان تغييره يجب ان يكون بطريقة دستورية، وهذا ما يتطلب تعديل الدستور اولا ليتسنى تغيير كل ما يتعلق بهذا الثالوث، وبرايي، فان من سيعجل بمثل هذا التعديل الدستوري هو اتفاق كل القوى السياسية على خطورة هذا الثالوث ليتفقوا على التعديل الدستوري كاول ورقة عمل تشخص امام مجلس النواب العراقي الجديد، وهذا ما نتمناه، والا فلو بقي الامر على حاله، دستوريا، فان من الصعب جدا ان نتصور تغييرا مرجوا على هذا الصعيد والذي ترتبط به مجمل العملية السياسية الجارية في البلاد.

بشان احتمالات عودة ايتام النظام البائد الى الحياة السياسية، قال نـزار حيدر:

ان العودة الى الماضي انتحار جماعي، والعراقيون لا يرغبون بذلك بالمطلق.

وفي نهاية الندوة، بارك نزار حيدر لـ (الفيحاء) مبادرتها الاعلامية في تنظيم هذه الندوة والتي تعد الاولى من نوعها يقف فيها المغترب العراقي وجها لوجه مع مؤسسات الدولة العراقية، ليناقش معها قضايا البلد وشؤون المغتربين، متمنيا على بقية الفضائيات العراقية ان تحذو حذو الفيحاء، كما تمنى على الدولة العراقية ان تستمع الى ما يقوله العراقيون في الخارج، ففيهم طاقات كبيرة جدا وتجارب وخبرات كثيرة، بحاجة الى من يصغ اليها لتتمكن من المساهمة في بناء العراق الجديد.

الجدير بالذكر، ان الندوة ضمت عدد من المتحدثين بالاضافة الى جمهور من العراقيين الذين ساهموا في مداخلاتهم واسئلتهم التي اثرت الحوار والنقاش بدرجة كبيرة. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com