آكلي لحوم النساء

 

محمد علي محيي الدين

abu.zahid1@yahoo.com



هَلْ مِنْ نهاية لقادسية داحس والغبراء الثانية..؟



صادق الصافي - النرويج
sadikalsafy@yahoo.com

حَدَدَ الخالقُ تعالى مفهوم الأنسان وقيمته بين الكائنات في الكتب السماوية، كأحسن تقويم، وذكرَ منزلته كأشرف مخلوق، وجعل الأنسان حراً في أنسانيته، وفي آراء الفلاسفة صرح - تيرينس - أنا أنسان ولا شئ أنساني غريباً عني، وقال - ديكارت - أَنا أُفكر أذاً أنا موجود، حيث أن هذا النمط من التفكير الراقي لايؤديه أي كائن غير الأنسان .

كن ماذا عن الآخر الذي لا يحترم الأنسانية ..؟ عن هذا الذي أعطى للشر بعداً جديداً .. في تأريخنا وحياتنا,، 40 أربعون عاماً عدد سنوات داحس والغبراء,.. قصة الحرب الطويلة التي دارت في العصر الجاهلي بين قبيلتي عبس وذبيان وهي قصة الفرسين المشهورين في التاريخ العربي - أسمهما داحس والغبراء - وكانت داحس أسم فرس لقيس بن زهير من قبيلة عبس، أما الغبراء .. فهي فرس لحذيفة من ذبيان، أشتعلت الحرب عندما قام بعض من ذبيان بعمل مكيدة لفرس عبس عندما ضربوها على وجهها وهي تتسابق مع فرسهم الغبراء ..؟ وفي هذه الحرب قتل عنترة بن شداد العبسي ..؟

بعدد هذه السنوات كانت تُشن على ديارنا الحروب والغارات والغزوات مستهدفة - المغضوب ِعليهم - تحت راية الجهاد المركب بالتعصب والجهل، ثم دونت هذه المغامرات الخاسرة كأمجاد تليدة في المناهج الدراسية وفي النشيد الوطني..و....... .؟ لم يسلم الناس من آفة النفاق، حتى الشيخ أمام الجماعة صار على النقيض،عندما أحتضن الحاكم صار يقبله بشوق ويتوسل اليه بأن يقدم تفسيراً مغايراً من - وحي خياله - لآية قرآنية تملقاً وذلةً، ثم يلقي خطبة ً- على الظنةِ - مليئة ًبالتكفير والتفسيق والعمالة لثلاثة أرباع الشعب للأجنبي .؟ ورجاه بالغاء الأمر الصادر بنقل مدير الأمن لطيبة قلبه ورقته وخدماته الجليلة لأبناء الشعب المثكول .؟

عذراً أيها المتنبي ..؟

صارَ النفاقُ أمير المؤمنين لهم .......... فالحر مستبعدٌ والعبد معبودُ

40 أربعون عاماً عدد سنوات - حروب داحس والغبراء - أبتكر فيها حكامنا أعاجيب الأمور منها قاعدة فقهية على مقاس - الحاكم وأولاده وحاشيته - ؟ المال ُالعام مالٌ سائب ليس له صاحب، فأن القائد و....... له خير ساحب .؟

وقائع أخرى صدمت حياتنا وكسرت قلوبنا .... المنافي والهروب والقمع والقسوة .؟ وفقد الثقة، نكث الوعود وتحطيم العلاقات والنفوس.؟ ما أبشع تلك الحروب المتراكمة التي عبثت بمصائرنا وساقت الموت والدمار لألاف البشر من آهالينا ضحايا للطائفية والعنصرية، عبر عنها -الشاعرالكبير نزار قباني- بحسرة وألم في قصيدته التي ألقاها في المربد 1985، أمتحان حقوق الأنسان؟

مواطنون دونما وطن ..... مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن .... مسافرون دون أوراق ... وموتى دونما كفن ....كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن .... نبحث عن ستارة تسترنا .. وعن سكن .... عن كذبة كبيرة ...تدعى الوطن ..؟

مواطنون نحن في مدائن البكاء .... قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء ....

طعامنا .. شرابنا .. عاداتنا .. راياتنا ..زهورنا .. قبورنا .. جلودنا مختومة بختم كربلاء..؟

معتقلون داخل النص الذي يكتبه حكامنا ...؟

معتقلون داخل الدين كما فسره أمامنا..؟

مراقبون نحن في المقهى .. وفي البيت وفي أرحام أمهاتنا ..؟

حيث تلفتنا وجدنا المخبر السري في آنتظارنا ..؟

مسافرون نحن في سفينة الأحزان ..... قائدنا مرتزق .... وشيخنا قرصان ..؟

مكومون داخل الاقفاص كالجرذان .. لا مرفأ يقبلنا .. لا حانة تقبلنا ..؟

كل الجوازات التي نحملها أصدرها الشيطان ..؟

كل الكتابات التي نكتبها لا تعجب السلطان ..؟

مسافرون خارج الزمان والمكان .. فلا بنوا هاشم يعرفوننا ... ولا بنوقحطان ..؟

ولا بنوربيعة ..ولا بنوشيبان ..ياوطني ..كل العصافير لها منازل ..؟

الا العصافير التي تحترف الحريه ...فهي تموت خارج الاوطان..؟

أنتهت حرب داحس والغبراء بتدخل رئيسي قبيلتين عربيتين أصلحا الحال بين عبس وذبيان وتحملا ديات القتلى من أجل الأصلاح وجمع الشمل، وقد أشاد الشاعر المشهور النابغة الذبياني في معلقته بالشيخ هرم بن سنان والحارث بن عوف لدورهما النبيل قائلا..

فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله .......... رجال بنوه من قريش وجرهم

يميناً لنعم السيدان وجدتما ............ على كل حال من سحيل ومبرم

تداركتما عبساً وذبيان بعدما ............. تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم

أيها الأخوة العرب .... أهداكم بلاد الرافدين الكتابة والفن والعماره والموسيقى ..

أهداكم بلاد الرافدين حمورابي ونبوخذنصر وأشوربانيبال..

أهداكم بلاد الرافدين المتنبي والسياب والجواهري والبياتي..

وأنتم أهديتم له فتاوى التكفير وفلان وعلان والزرقاوي والمهاجر وكل حثالات البلدان ..؟

من ياترى - أي نبيل منقذ؟ - يتدارك مأساة شعبنا لينهي آخر فصول قادسية - داحس والغبراء - الثانية، لنقول له أجمل الأشعار .؟

هل من رشيد .. يصلح الشأن ؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com