الحوثيون ضحية غدر آل صالح وكفر آل سعود

 

مصطفى كامل الكاظمي

mkadumi@hotmail.com

دعوة لمناصرة الحقيقة التي يسعى ال سعود تغييبها

 منذ ان بدأنا نعي ونحن الجيل المنقرض كما يطلق علينا الخلف (الصالح) نتلقى اخبار المذياع الذي اعقبه التلفزيون بلمباته (التحفة). فألفينا متابعة شؤون بلاد العرب اوطاني ومنها السعودية و(مليكها) وحكوماتهم المتعاقبة على عرش النفط هناك. ألفناهم يوقعون الصفقة العسكرية المذهلة تلو الاخرى لشراء الاسلحة ومعدات الحرب المتطورة (بواخر ومواخر ارضية وبحرية وجوية). ولا اظن بقرين يتابع قد غفل عن طائرات الاواكس الاميركية والسوبراتندار الفرنسية وقبل فترة طائرات الشبح ثم الرادارات المحمولة وطائرات الارضاع الجوي الحربية وناقلات تي يو ودبابات امريكا المودرن التي تزود بها السعودية بشكل يصعق حتى حيتان المحيطات وقد شرع ابرام الصفقات مذ مطلع ستينات القرن الماضي.

 بداية ظهر الامر وكأنه مجرد هواية وشغف لآل سعود كشغفهم باقتناء آخر صرعة لأزياء الدشداشة والبشت المذهب وتحسين النسل.. لم يخطر بالبال ان هذا السلاح سيوجه الى اسرائيل لأستئصال شأفة  الجريمة اليهودية في تل أبيب!

 ولم يخطر في الذهن أن اباطرة الحكم العربي سيصطفون يوما وإنْ على نحو اسراب البطريق ضد العدوان الوارد من خارج سور العرب العظيم.! تماما كما لم يخطر حتى على جماجم عباقرة العرب ان تركيا مثلا ستشكل تهديدا لحصة مياه دولة عربية كالعراق ثم الدخول في مجالات العراق البرية والجوية للمطالبة ب(حق ما).! وضد سوريا ومصر او الفلسطينيين المساكين في وقت يبث كل حكومات العرب نشيد (وحده ما يغلبها غلاب).! ولم نك نتوقع ان عسكرتاريا مصطفى كمال اتاتورك سيناصرون علانية اسرائيل ضد (اشبال) عدنان وقحطان كما فعلوا عام 2003 و2005 بسوريا.!

 من هنا بدا الامر معقدا اذ كيف يمكن للعقل العربي تصور مثل هذا العدوان والتهديد وآل سعود يملكون كل هذه الترسانة العسكرية الخارقة؟.! لكن حال آل سعود اليوم يذكر بنادرة جلواز كان يسمي نفسه (فهد) كان يشيخ على ابناء حارته بامتلاكه بندقية آلية متطورة. فتبين انه فهد ورقي حين استصرخ ذات مرة  ابناء حارته لانقاذ "ناموسه" من حرامي متهور سطا على غرفة نومه ليلا!. فسأله اهل الحارة: وما بال بندقيتك يا فهد؟ لأي شيء تدخرها وقد دفعت كل ما تملك ثمنها؟ أ ليس هذا وقتها؟ فقال الفهد: انما البندقية لوقت الضيق.! (اي لوقت الشدة).

 آل سعود ومنذ ظهورهم في بادية العرب كانوا قاب قوسين او ادنى من نهج الانبطاح من دون عناء امام عدو العرب والاسلام الحقيقي. وها هو تأريخهم حافل بهذه (المفخرة) وكفاهم العناء مشروع مليكهم [فهد] الاستسلامي ايام ولاية عهده والذي خذل فلسطين بعيد فضيحة العرب امام الكيان الاسرائيلي اللقيط في تشرين1973.

 ويستمر السؤال صارخاً: اذن لماذا كل هذا التسلح السعودي؟ وعلام تجديد سلاح الجو كل عام او عامين؟ وعلام اهدار المليارات الجمة من الدولارات وفتح انابيب نفوط السعودية باتجاه مستودعات الاحتياطي الامريكي والبريطاني وكذا لفرنسا والمانيا وغيرهن؟

 السؤال بحد ذاته منطقي للغاية، حيث لا يوجد اصبع للسعودية أشّر يوما تجاه العدو سواءً اسرائيل وغيرها. وهذا التأريخ امام من يريد معرفة (امجاد) آل سعود. الا واحدة لا يمكن التغاضي عنها وهي تكفيرهم المسلمين بصورة عامة والتوجه للقضاء على شيعة اهل البيت بصورة خاصة.! ففي كل عام تفجع هذه الحركة (الوهابية) المسلمين وتثكلهم بفتاوى التكفير والذبح وتهز وجدان التأريخ بمجزرة عظمى ترتكبها ضد الشيعة إن في السعودية كما حصل العام الماضي عند مدخل مقبرة البقيع أمام المرقد الطاهر لرسول الله الاقدس.! أو في مناطق التشيع في المنطقة. ولم تكن آخرها ما فعلته ادواتهم الاجرامية الارهابية في العراق مذ سقوط صنم العوجة صدام إحصين وليومنا هذا. اضف الى الفتن التي تشعلها الوهابية في مناطق عديدة من العالم العربي والاسلامي عبر فضائيات وقنوات وابواق تتملكها وتدعمها السعودية. ويمكن هنا مراجعة ما حدث من فتن اشعلتها الوهابية في البحرين والكويت ومصر وتونس والمغرب والجزائر وافغانستان وباكستان وزاهدان وبلوجستان الايرانية بل حتى وصلت الى دول كاسبانيا وتفجيرات محطات مدريد وغيرها.

 ويبقى السؤال ناهضا ايضا: لماذا هذه الطائرات وسلاح الجو والارض السعودي؟ ولمن تريده؟ وربما يعترض من يقول ان السعودية انما تريد هذه الترسانة الرهيبة جدا للدفاع عن اراضيها وحماية مليكها من اي عدوان يتقصدها.! ولذلك لم تبدأ السعودية بمهاجمة الاعداء.!

 فنقول: طيب اين كانت ترسانة آل سعود هذه وطائراتها وقذائفها أيام الخفجي؟؟ ايام ما غزاهم جيش صدام واكتسح ارضهم بكتائب معدودة من الدرع والدبابات عام 1990؟ لم نسمع ولم نشاهد مقذوفة واحدة انطلقت تجاه المهاجمين؟ ام ان الوقت لم يحن بعد لاستخدام هذه الطائرات والصواريخ والمدرعات السعودية لانهم يريدونها لوقت الضيج؟!

 بكلمة.. ان آل سعود وحركتهم الوهابية لا يمتلكون حتى قدرة التعبير عن اقامة استعراض عسكري داخل اراضيهم، لكنهم يتفهدون ويتنمرون على المستضعفين من عباد الله كما حصل في الاسابيع القليلة الماضية في منطقة صعده اليمنية حيث سخر هذا السلاح الرهيب بطائراته وحاملات حممه لتصبه الوهابية اللقيطة على رؤوس الابرياء من الشيعة (الحوثيين) في تلك المناطق.

 اضحى العهر السعودي والحقد التأريخي المتجذر في قلوب ال سعود وال الشيخ الوهابي ضد اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام واضحا. كما ان تضحيات الحوثيين وموقفهم المشرف ضد العنجهية والصفاقة اليمنية التي جسدها علي عبد الله صالح وقواته الهزيلة قد أدانت هذه التضحيات الصمت المطبق الذي تلتزمه قنوات الدفاع عن حقوق الانسان ومؤتمرات القمم الاسلامية والعربية والحقوقية. والقضية برمتها واضحة الهدف معلومة النتائج فاضحة للدسائس وسرائر هذه النفوس المريضة الناقمة على الاسلام الحقيقي وعلى اتباع اهل البيت عليهم السلام.

 على هذا لا يكون الكلام نافعا مع من اغتر بشعارات العروبية والشعارات التي تطلقها جهات ووسائل تدعي الاسلام زيفا... انما الكلام مع اتباع الحق وطلاب الحقيقة من اصحاب الضمير الانساني والشعور الديني للوقوف بوجه هذا الطغيان الوهابي الذي يحصد الاف الارواح من اطفال ونساء وشيوخ الحوثيين في جبال واودية اليمن لا لذنب اقترفوه او جريرة سوى انهم يطالبون بحقوقهم كاناس ومواطنين لهم الحق في المشاركة الاجتماعية والدينية والسياسية في وطنهم اليمن كبقية ابناء طوائف اليمن.

 لابد من تفعيل مواقفنا الانسانية تجاه هذه المظلومية ولابد من مناصرة اخواننا الحوثيين وبيان مظلوميتهم للعالم ومطالبة المعنيين في هذا العالم بمد يد العون لانقاذ هؤلاء المساكين من فكي الشر الوهابي واليمني. لابد من ممارسة الضغط والخروج بمطالبات ومظاهرات ضد السعوديين وسفارات اليمن وتعريف العالم ببواطن الحركة الوهابية والاهداف الكامنة خلف هذه الهجمة البربرية ضد الحوثيين. وما فتاوى تكفيرهم الصادرة من السعودية بما فيها اعتبار نساء الحوثيين من السبي الا قمة في الخروج الصارخ على مبادئ الانسانية ومبادئ الاسلام الحنيف الذي جاء رحمة للعالمين.

 انها دعوة اقل ما يمكن تفعيلها في حشد الاصوات والتواقيع واستخدام التظاهرات والكلمات والمقالات والرسومات واي شيء يمكن فعله ونشره وبثه من خلال المتاح (وهو اكبر مما يتصور) من قنوات الاعلام وعبر الانترنت والاذاعات والتلفزة والصحف الورقية. وليكن ذلك في ميزان المواقف الانسانية لنا وفي ميزان العدل الالهي يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com