|
ولكنه ضحك كالبكا
محمد علي محيي الدين مدينة النجف الأشرف كانت ولا تزال في مقدمة المدن العراقية في الثقافة والمعرفة والعلوم، ومن حاضنتها كان خيرة أدباء وشعراء العراق وقادته السياسيين لأن الطبيعة العلمية لهذه المدينة جعلت من أبنائها أكثر اهتماما بالحراك الداخلي والخارجي وتتوارد لها الأخبار والمعلومات من خلال توافد الغرباء لها وتمتاز بالتعايش الأثيني فهي خليط من مكونات قومية متعددة يتعايشون ويتألفون ويتقاسمون لقمة الخبز لذلك كانت من أكثر المدن عرضة للتيارات الجديدة ومن حاضرتها انطلقت الطلائع الوطنية لتشارك في أحداث العراق السياسية ولطبيعة أهلها الصحراوية كانت تعتد بالقبلية والعشائرية ولم تتخلى عنها في مختلف العهود ولها إمكانياتها في أدارة نفسها والاتفاق على المبادئ العامة بين أبنائها وتمرست بالحكم الذاتي في ثورتي النجف وثورة العشرين وكانت تدير انتفاضة الشعب عام 1991 لذلك أخذني العجب عندما قرأت في وسائل الأعلام أن هناك خلاف بين قياداتها على أساليب الإدارة فقد أوردت وسائل الأعلام أن رئيس مجلس محافظة النجف أصدر أمرا بإقالة مدير حماية المنشآت لأسباب لا تتعلق بسوء الإدارة ولكن على خلفية رفض المدير المذكور تسليم البناية العائدة الى مديرية حماية المنشآت لتكون مقرا لمجلس المحافظة على خلفية الشجار الذي نشب بين مدير حماية المنشات ورئيس مجلس محافظة النجف عندما حاول الشيخ الشمري الاستيلاء على البناية التي خصصت لمديرية المنشآت منذ العام 2005 حسب مستند الملكية (الطابو) وكتاب بلدية النجف الأشرف المرقم (12430) وتبع المبالغ المصروفة من الدول المانحة على حساب لجنة الأعمار, بهدف جعلها مقرا تابعا لمجلس المحافظة. غير إن نفي رئيس المجلس وجود خلافات بينه وبين اللواء الربيعي لم تصمد طويلاً، إذ قال في تصريحات صحفية إن مجلس محافظة النجف لن يقف مكتوفاً إزاء كل من يعيق عمله، وهي إشارة يفهم إن المقصود منها اللواء الربيعي. وكانت وكالة (أور) أشارت في وقت سابق الى إن رئيس المجلس وحمايته استولوا على البناية التي رممت بإشراف مديرية الحمايات وقام بمنع اللواء حمزة الربيعي من نقل أثاث المديرية الى المكان الجديد. وأكدت مصادر مطلعة إن محاولة الاستيلاء على البناية كاد أن يشعل معركة بين الطرفين بعد أن استعان مدير الحمايات ببندقيته الخاصة, الأمر الذي أشعل فتيل حرب سياسية في النجف على حد تعبير بعض المسئولين في المحافظة التي لم تشهد مشاحنات سياسية بهذه الحدة . جدير بالذكر إن مدير الحمايات معروف بتوجهاته الدينية (المتشددة) وكان قد تعرض لانتقاد أعضاء المجلس فضلا عن ذلك فقد تم إنذاره في إحدى الجلسات التي عقدها المجلس هذا العام لقيامه بكتابة الإرشادات الدينية على جدران المدارس وبعض المرافق العامة،وقد رفض المدير الإقالة طالبا موافقة رئاسة الوزراء على قرار أقالته . ويبدو أن الصراع الدائر بين أركان الإدارة في النجف لا يخلوا من خلفيات لتصفية الحسابات بين الأطراف الدينية المختلفة والتي يحاول كل منها بسط نفوذه على مفاصل المحافظة والهيمنة على مقدراتها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |