|
فتوى قارون السعودي لذبح أطفال الحوثيين
مصطفى كامل الكاظمي [قالوا اقتلوا ابناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم] سورة غافر لا شيء يجري في الكون على الاطلاق إلا وله ذكر وتفصيل في القرآن المجيد. وان الحوادث التأريخية تتكرر وهو ما يطلق عليه ان التأريخ يعيد نفسه. والى هذا جاء تأكيد الله تعالى في القرآن الكريم يخاطب الوجدان وذوي الحجى بقوله تعالى: [لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون] سورة يوسف/الاية111 وكذلك قوله تعالى: [ان في ذلك لعبرة لمن يخشى] سورة النازعات/الاية 26. تعالوا ننتأمل مفردات هذه الاية من سورة غافر الاية 25: [فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين الا في ضلال]. وتعالوا نستخلص منها المعنى لنقارنه بما نحن نشهد على تكراره اليوم من قبل الحركة الوهابية ضد الحوثيين الذين لا ناصر لهم سوى الله وهم ابناء العروبة والاسلام. تحدثنا سورة غافر في فصل كبير منها عن قصة حدثت قبل حوالي 4000 سنة ايام النبي موسى عليه السلام. ففي آياتها موعظة كبيرة تلفت لما جرى لقوم موسى المؤمنين جراء فتوى قارون وزير الطاغية فرعون بذبح ابناء المؤمنين والاستحواذ وسبي نسائهم.. وها هي الفتوى ذاتها دون اي تغيير تعود من جديد بتمامها وكمالها نصاً على لسان قارون الوهابية اليوم في السعودية ضد ابناء ونساء الحوثيين االمؤمنين بالله وبرسوله وباليوم الاخر والذين يتشهدون الشهادتين ويؤدون حقوق الله ويتمسكون بقيم الاسلام وطقوسه التي يمارسها المسلمون كافة. فقد افتت المؤسسة القارونية الوهابية "الدعوية" بجواز بل وجوب ذبح ابناء الحوثيين واستحياء وسبي نسائهم كي لا تبقى لهم باقية تماما كما اصدرت دار الفتيا الفرعونية لجند فرعون وقارون اوامرها بقتل ابناء المؤمنين واستحياء نساء قوم النبي موسى عليه السلام كي لا يبقى لهم ذكر وكي يبقى الفساد الفرعوني سارياً في الارض بحرية. فانكرر التأمل في الاية الشريفة من سورة غافر المباركة: [فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين الا في ضلال]. فهل نجد فارقا بين ما أفتى به قارون مصر وقارون السعودية؟ هذا مع ان مع ان القرآن الكريم يقيد الفتك ويقيد القتل وان السيرة النبوية لنبينا الاقدس صلى الله عليه واله وسلم تحدثنا وتأمر بعدم الاجهاز على جريح من الكفار والمشركين ولا من هو آمن في دياره ولا تجوز قتل الشيوخ والعزل ولا الاطفال والنساء بل تلعن من يقطع شجرة او يسحق نبتة عمدا.! نعم هذا حكم القتال مع الكفار، فكيف بمن يجوز كل ذلك واكثر في المسلمين وابناء ونساء المؤمنين؟ فلنرجع البصر كرة بعد كرة في آثار الامة الفرعونية وقصتها وما آل اليه امرها: [أ و لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم] اي من تلك الامة الطاغية الباغية المستكبرة التي كذبت بآلاء الله تعالى وتمردت على اوامره وتعاليمه، ولكي يعلم ال سعود وال شيخهم الصفيق بفتاويه التكفيرية الخارجة عن كل قيمة انسانية ودينية واخلاقية. ليعتبر بذلك الاثر من يريد وجه ربه ومن يريد الحقيقة وليعلم ان أن الله تعالى لا يعجزه امر في السماء او الارض وكل قوي ومارد ومستكبر عنده في هباء والى زوال والى مزبلة التأريخ. وسيشهد العالم وبال فعلى آل سعود ووهابيتهم بالحوثيين الابرياء ان عاجلا او آجلا وما ربك بغافل عما يفعل الظالمون.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |