|
Oeroeg
محسن ظافرغريب وُلدت السيدة Hella S. Haasse في مدينة « بتافيا»، عام 1918م، لأب مفتش عام بالإدارة المالية وأم عازفة بيانو. ترعرعت في جزر الهند الشرقية الهولندية، "أندونيسيا" أكبر بلد مسلم . وأتمت تحصيلها الابتدائي والثانوي، وغادرت إلى "هولندا" التي تحتل وطنها الأصل كي تواصل دراستها الجامعية بمدينة «Delft». تزامنا ومطالبة موطنها "أندونيسيا" بالإستقلال عن هولندا التي تحررت من الغازي النازي، وضعت رائعتها روايتها Oeroeg في شهر شباط من 1948م، من أصل 25 رواية من أثرها الخيالي - المعاصر، والتاريخي، والأندونيسي، المترجم للفرنسية الذي صدر في عشرين بلدا، والموزع بين: سير ذاتية عدة، قصص وحكايات، عديد من المسرحيات ومجموعة بحوث. والمجموع الكلي 60 مجلد. تعيش Haasse في فرنسا منذ عام 1981م مع زوجها المتوفى عام 2008م، حيث مُنحت أعلى الأوسمة الفرنسية عامي 1995 - 2000م، وكان تكريمها في هولندا بجوائز عدة وبشهادتي دكتوراه فخرية. وتسلمها من ملكة هولندا "بياتريكس" جائزة الأدب الهولندي" عن منجزها بحفل ضخم. ساهم منجزها الروائي بدء بـ(Oeroeg" (1948" (صدرت مترجمة في أندونيسيا، أول مرة)، ومرورا برواية "رجال الشاي" (1992)، حتى"فتحة القفل" (2002). "كان Oeroeg صديقي". بهكذا عبارة تستهل روايتها (الشخصية الرئيسة Oeroeg ) "أنا" من أب هولندي موظف إداري و Oeroeg من السكان المحليين. عاش الطفلان في بيئة جزر الهند الشرقية الشاعرية دون تعكر صداقتهما سوى لمُاما لدى استضافة البطل "أنا" زملاء هولنديين. فيضطر Oeroeg للانسحاب ومراقبتهم من الحديقة. لكن التعكر الحق يبدأ بعد أن أكمل الشخصية الرئيسة دراسته في هولندا وعاد إلى جزر الهند الشرقية للعمل هناك. فكان سلوك Oeroeg على نحو ما ضد المستعمِر وحتى ضد صديقه مع شعبه، هذا ما يبدو للراوي"أنا" الذي لم يستطع أن يتفهم سلوك Oeroeg ولا سلوك "ليدا"، الممرضة الهولندية التي تبنت قضية أوروخ وساعدته ماديا ومعنويا لكي يصبح طبيبا ويساعد السكان المحليين، كما أنه لم يستوعب التغيير الذي حصل لصديق طفولته، ما جعل الشخصية الرئيسة تتساءل عما إذا أصبح غريبا تماما عن البلد الذي ولد ونشأ فيه. إن رواية "Oeroeg" تنفض غبار وقائع دهر الإستعمار لأدب ما بعد الاستعمار. فتعالج المشكل الأساس المتعلق بالهُوية. أثارت الرواية عام 1948 ضجة وأحدثت انقساما في صفوف الرأي العام. يقول "غبنسن تيالي" (مناصر للقضية الأندونيسية): أن Hella S. Haasse كامرأة هولندية بيضاء لم تكن تعي الكثير عن العلاقات الاستعمارية. تقول أستاذة كرسي قسم الأدب والثقافة الهولندية الأندونيسية بجامعة أمستردام "باميلا بتينما"، والتي هي بصدد الكتابة حول ذاكرة ثقافة ما بعد الاستعمار، فإنها تجد أن Hella S. Haasse وبعد 55 عام على كتابة رواية "Oeroeg" استدركت أخيرا وأصدرت رواية بعنوان" فتحة القفل" عام 2002م وذلك كي تعيد الاعتبار لقراء "Oeroeg" الذين وجدوا أنفسهم في شخصية Oeroeg وما تحمله من ملامح الثقافة الاستعمارية. فضلا عن هاتين الروايتين، فقد وضعت Hella S. Haasse رواية ثالثة، "رجال الشاي" عام 1992م، مستوحاة من الثقافة الأندونيسية، اعتمدت مصادر تاريخية لاستعمار القرن 19م. بمناسبة تظاهرة "هولندا تقرأ" الثقافية الوطنية التي تقام من 23 تشرين الأول (أكتوبر) لغاية 20 تشرين الثاني 2009م، اختيرت رواية "Oeroeg" التي اختيرت عام 1948، بين 19 عملا لكتاب آخرين، لـ"أسبوع الكتاب" ووزعت منها 145 ألف نسخة، مجانا، آنذاك، عند اقتناء كتب بثمن محدد. العام الجاري 2009م طبعت تحديدا 923 ألف نسخة منها توزع على المكتبات العامة مجانا. وقد سبق للكاتبة أن كتبت خصيصا لأسبوع الكتاب قبل نصف قرن، عام 1959م رواية بعنوان "هذا أنا أيضا ما لا أعرف "، وقصة "ترانزيت" عام 1994م. منذ عام 1932، جرت العادة في هولندا، تكليف كاتب أو كاتبة بكتابة رواية أو قصة أو بحث ضمن موضوع محدد سلفا لنشره خلال أسبوع الكتاب (عشرة أيام) في شهر آذار من كل عام، ومنذ عام 1955م ذات التكليف في "أسبوع كتاب الطفل" ويقام في أيلول- تشرين الأول أيضاً من كل عام. في تظاهرة "هولندا تقرأ" الثقافية، لأول مرة في هولندا عام 2006م، بدأ القليد برواية فرانك مارتنيوس أريون "اللعبة المزدوجة" تلتها عام 2007م رواية تيو تايسا "الفصل السعيد". وعام 2008م، رواية هنري مولش "امرأتان"، الذي يعد من الكتاب الأربعة المشاهير في هولندا. وزع منها نحو مليون نسخة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |