|
ألعراق بين آلديكتاتورية وآلديمقراطية من جديد
عزيز آلخزرجي سبق وأن كتبنا موضوعات تخص آلعملية السياسية وآلأنتخابات بالذات، وموقف بعض الذين وصلوا إلى مواقعهم بالمحاصصة والتوافق, من أمثال الهاشمي الذي كان سبباً مع العصابة البعثية المجرمة في تدمير ليس فقط العراق وشعبه بل كل المنطقة العربية خصوصاً آلخليجية، واعتقد أنه لا داعي من ذكر آلتفاصيل ولا حتى الاشارات حول ذلك، لكننا كعراقيين أصلاء لا نحب أن يحكمنا كل من هبّ ودبّ، يكفينا ما جرى علينا من محن ومآسي منذ أن قتل عليٌ(ع) في محراب الكوفة لتنتهي آلخلافة آلاسلامية فيها على يد آلطواغيت آلذين قتلوا أهل بيت رسول الله واحداً تلوآلآخر وأستمر الظلم فيه حتى يومنا هذا. عندما تنفس الشعب العراقي قليلاً بعد سقوط آلطاغية صدام لم يطيب للحكام العرب أن يشهدوا نجاح آلتجربة الجديدة خوفاً من سريانها إلى دولهم بل أرادوا ويريدون - وهذا طبع الظالمين أبداً - أن يستمر تسلطهم ونهبهم لخيرات آلشعوب بعد أن وقعوا بالعشرين للمنظمات آلدولية الاقتصادية لتمويلهم ولتمرير مخططاتهم خصوصاً وأن آلنفط آلعربي هوآلشريان آلأربح وعصب الحياة لشركاتهم، لذلك قرروا وبأموال آلسعودية وبدعم سوريا ومصر وآلأردن وبإسناد من دول الأستبكار العالمي ألتأثير على سير آلعملية آلسياسية وتأخير الأنتخابات كخطوة أولى ثم تمرير بقية آللعبة من إشراك أكبر عدد من آلبعثيين والتحالفات الأخرى لأرجاع العراق إلى الوضع السابق. أما ما يتعلق بـدور النائب "الهاشمي" فأنه يسعى لأعادة البعثيين وتحويل آلعملية آلسياسية إلى ديكتاتورية ديمقراطية شيئاً فشيئاً، لأنه تربّى على هذا آلنفس آلديكتاتوري آلضيق من سيدهُ صدام ولا يحلوله أن يرى نجاح آلعملية آلسياسية ورأي أكثرية الأمة هي آلحاكمة، بدليل موقفه آلغريب وآلمتشنج عندما إستغلّ منصبه في مُحاولة لفرض رأيه على رأي الأكثرية آلساحقة من آلأمة في مجلس آلنواب آلذي تململ في موقفه بسبب موقف رئيسه، بيد أن آلدعوة لتمثيل أصوات الخارج في آلبرلمان لا يعود له بالأساس، من حيث أنه ليس آلاول الذي إدّعى بذلك، بل أنا وآلأخ نزار حيدر وآخرين من آلكتاب وآلمثقفين آلعراقيين من آلذين تركوا العراق قبل سقوط آلنظام - قد كتبنا مفصلاً عن هذا الموضوع في حينه وقبل أن ينطق بها آلهاشمي ومن على شاكلته بأكثر من شهر، بالطبع مع فارق أساسي .. هوأن دعوتنا نحن آلمهاجرين آلحقيقين كانت صادقة ونابعة من حبّنا لدعم آلعملية آلسياسية داخل آلعراق لا آلوقوف ضدها كما فعل الهاشمي وأسيادهُ, لذلك رجونا رئاسة مجلس آلنواب وآلاعضاء وآلحكومة في وقتها بالألتفات إلى هذا آلموضوع إذا كان ممكناً مع مُلاحظة آلأمكانات وآلوضع وآلوقت آلمتبقي ! أما دعوة الهاشمي فقد جاءت متأخرة بأكثر من شهر كونه لا يمتلك تلك آلعقلية آلفكرية وآلسياسية التي تؤهُله كي يكون مُبدعاً وسباقاً ومُصلحاً في طروحاته خصوصاً في آلجانب السياسي وآلأخلاقي، ثم إنه لا يُمثل إلا نفسه في مجلس آلرئاسة بعد أستقالته من آلحزب الأسلامي - لقد إستغل آلزمن وآلمنصب كي يجهض وينال من آلعملية آلسياسية برمُته عبر إلغائه لصوت ومطالب آلأكثرية في إجراء الأنتخابات في موعدها المقرر منذ اربع سنوات، لشق وحدة آلصف في العراق في زمن أحوج ما يكون فيه العراق إلى آلتوافق وآلوحده عبر دفع آلعملية آلسياسية إلى الأمام، إلاُ أنّ آلأموال آلتي ملئت جيوبهم من خارج آلعراق قد أمّنت مُستقبلهم وغيّرت مسارهم، لهذا ما عاد همّهم ما سيلاقيه وما سيكون عليه وضع الشعب العراقي في حال تأجيل آلانتخابات. وهذه ليست آلمحاولة الأولى من قبله بل أن تأريخ مواقفه في مقابل آلعملية آلسياسية كشفت نواياه وأوراقه وطريقة تفكيره منذ أكثر من عام .. ومنها موقفه من مُجرمي "مُجاهدى" خلق آلأيرانية في معسكر أشرف ودفاعه عنهم بعد أن واجهوا إنتفاضات الشعب العراقي دعماً لنظام صدام آلمقبور، وكذلك سعيه آلمحموم لأنقاذ مجرمي آلبعث من يد آلعدالة وآلسجن، ومحاولة تأجيل إعدام علي آلكيمياوي ورفاقه آلمجرمين . وكذلك موقفه من آلحكومة آلتركية آلتي كانت وما زالت تمنع مياة آلفرات عبر سدودها آلعديدة على منابع الفرات لتغذية آلعراق آلذي يواجه التصحر وشحة آلمياه، حيث قدّم آلهاشمي لهم آلتهاني بدل آلأدانه بسبب موت وغرق آلآف آلأتراك الذين كانوا يقطنون على مقربةٍ من تلك آلسدود بسبب فياضاناتها، عندما فاضت آلبحيرات من وراء آلسدود نتيجة للماء الزائد آلمخزون. إننا نطالب الأخوة في مجلس النواب والحكومة بعدم السماح لتمرير مخطط الهاشمي ألمدعوم من الخارج في سعيه إلى تأخير الانتخابات لتوجيه ضربة إلى إرادة الشعب ولأدخال أكبر عدد من آلبعثيين المجرمين في آلعملية آلسياسية مما يعنى عودة العراق والمنطقة إلى دائرة التخريب وآلأرهاب والدمار والحروب من جديد، وهذا هومن صلب عمل البرلمان كونه يمثل رأي آلشعب . كما نطالب بتغير قانون آلفيتووفرض رأي واحد على رأي الأمة في مجلس الرئاسة آلقادم وإلا فلا معنى لتسميته بالمجلس الرئاسي إذا كان قرار آلفيتوهوالحكم الفصل، لأنه لا آلسيد آلطالباني ولا آلهاشمي ولا عبد المهدي ولا أي شخص آخر على إنفراد من حقّه إلغاء رأي الشعب وخنقه ثم فرض رأيه على الجميع، لأن ذلك يعنى في حال تنفيذه إنتهاء الديمقراطية في العراق. إن محاولة الهاشمي ليس إلا تسويقاً لمخطط إقليمي دولي عبر كلمة حق يُراد بها الباطل - وهذه ليست المرة الأولى آلتي يحاول فيها أمثال آلهاشمي، بل فعل مثيلاته مرات ومرات خصوصاً في مواقفه مع البرلمان والحكومة آلعراقية التي لولاها لكان العراق في وضع يرثى له الآن. إن فلسفة سن قانون" مجلس الرئاسة آلثلاثي " جاء كي يلغى سياسة الرأي الواحد والنفس الديكاتوري حيث كان يفترض بالهاشمي أخلاقياً على الاقل أن يحترم رأي الاثنين الآخرين كونهما يمثلان أكبر إئتلافين في العملية السياسية، لكن يبدوأن البعثيين من أمثاله لا يعقلون ولا يفهون ولا يحترمون معنى الديمقراطية ورأي الشعب، بعد الذي رأيناه من تعنته وإصراره ومحاولة تفرّده بالرأي ضد جميع أراء آلكتل السياسية آلتي تمثل أكثرية الشعب والكيانات السياسية، مستغلاً منصبه آلوضيع في مقابل منصب رئاسة الحكومة ورأي آلبرلمان الذي يفترض أن يكونا فوق آلجميع، لكن ماذا يمكننا أن ننتظر من الذين تلطخت أيديهم بأموال العراق ودماء أبنائه، وهل هناك خيانة أكبر من أن يبيع آلانسان وطنه بدولار؟ إلا أنني أؤكد بأن لا أحداً بأمكانه إرجاع العراق إلى ما كان عليه من قبل، فقد بات الشعب العراقي يدرك من هوالوطني ومن هوالذي باع ضميره ووطنه مقابل مائة ومائتي مليون دولار أمريكيأن هوى النفس وحب الظهور هوالذي جرّ آلهاشمي إلى طريق السقوط آلحتمي بعد ما ظنّ خطأً بمقولة عفى عليها الزمن: "خالف تعرف". لقد حقّق أبعاد هذه المقولة آلآن .. لكن لم تكن لصالحهِ في نتائجها، بل إنقلب السحر على الساحر، والأيام القادمة ستكشف موقف الشعب العراقي بتأييده آلمطلق لحكومته الوطنية رغم كيد الخائنيين، وآلشعوب كما قال الأمام الفيلسوف محمد باقر الصدر قد تصبر لكنها لا تستسلم أبدا . كما نطالب آلمرجعية الدينية والتي يُفترض أن يكون قرارها الحد آلفاصل في إنهاء هذه الأزمة، ونتمنى للمرّة الألف أن تتّخذ موقفها آلشرعي آلمناسب بعد هذا آلصمت الطويل آلمؤلم . فمتى يأتي دورها لتقول كلمة آلفصل في أمة أعطت كل ما لديها لهم ؟ ألا يكفى سكوتها آلمديد على مدى القرون ؟ آلقيادة آلحقيقة هي التي تُعينِِ آلأمة في آلمواقف وآلمنعطفات آلحرجة، لا وقت رخائها وسعادتها وأمنها حيث تكون آلأمة غنيّة عنها، وإلاّ فأن لعنة آلتأريخ ستصبّ عليهم وسيبتلون بدكتاتوريات ودكتاتوريات كما كنا في عهد صدام وقبله!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |