|
حذار من .. "الناخب المتخلف" و"المرشح المتطرف"!؟
محمود حمد لأننا وسط دوامة فوضى العراق والتباس المفاهيم فيه، فإننا مضطرون لوصف خطواتنا قبل العبور بها الى الضفة الأُخرى من الطريق..خاصة ونحن نتصدى لأشد الخصوم إحباطا للفرد والمجتمع.. التخلف.. فماذا يعني التخلف؟! التخلف مفهوم شامل واسع متشعب يعبر عن مستوى ماتوصل اليه الفرد او المجتمع من إرتقاء مادي ومعرفي بالقياس الى: ماقبل زمن التقييم.. وبالمقارنة مع أمم العالم وافراده في عصره.. وقياسا الى ماينبغي أن يكون عليه.. .............. · وماهي معايير التخلف والتقدم في الدول الحديثة؟ يمكن الإشارة الى بعض المعايير الاقتصادية العامة للتقدم ..كـ: 1. أن تكون القاعدة الصناعية (تحويلية لا إستخراجية )!!! 2. لا تقل نسبة العاملين في قطاع الصناعة عن 30% من قوة العمل!!! 3. مدى قدرة الدولة على استخدام واستثمار التطور العلمي والتكنولوجي في جميع قطاعات الإقتصاد!!! 4. مقدار إنتاج واستهلاك الطاقة الكهربائية بالقياس الى حاجة الفرد ومتطلبات التنمية الإقتصادية الشاملة!!! 5. مقدار إنتاج صناعة الحديد والصلب!!! 6. متوسط الدخل الوطني العام ( غيرالنفطي)!!! جميع هذه المقومات للتقدم في العراق..بلا تعليق..والمشتكى لغير الله مذلة! أما بعض المعايير الاجتماعية العامة للتقدم..فهي: 1. أن لايقل متوسط الدخل الفردي السنوي عن 10 الاف دولار. 2. أن لاتزيد نسبة الأُمية عن 2% من السكان. 3. أن لايقل متوسط عمر الانسان عن 70 سنة. 4. أن لايقل مقدار مايحصل عليه الفرد من سعرات غذائية يوميا عن 4000 سعرة حرارية. في فبراير 2008 أعلنت الأمم المتحدة أنه: "ليس بوسع 4 ملايين عراقي أن يضمنوا وجود طعام على موائدهم غداً". 5. أن لاتتجاوز نسبة الوفيات بين الاطفال حتى عمر الخامسة عن الـ 60 طفلا لكل الف طفل حسب الهدف الإنمائي لمنظمة الطفولة العالمية ( الخاص بالدول الأكثر فقرا في العالم )!. 6. يشكل عدد الأطباء بالنسبة لعدد السكان أحد المعايير الأساسية لتقدم او تخلف أية دولة ..ويأتي العراق في مؤخرة الدول المحيطة به بإستثناء ايران ( لأنها لاتحتاج الى أطباء ..الشافي الله!).. يبين الجدول أدناه الصادر عن منظمة الصحة العالمية مدى التفاوت الخطير بين الدول في الخدمات الصحية المقدمة الى مواطنيها: ايران: طبيب لكل 3000 شخصا. العراق: طبيب لكل 1700 شخصا ( قبل الحملة الدموية المنظمة لاخراج الاطباء من العراق التي جعلت العراق في قائمة الدول الاكثر فقرا وحاجة للاطباء). سوريا : طبيب لكل 1198 شخصا. تركيا: طبيب لكل 916 شخصا. السعودية: طبيب لكل 749 شخصا. الاردن: طبيب لكل 615 شخصا. فيما تستدرج الدول الصناعية الكبرى الاطباء من البلدان المستبدة لتعويض النقص المتزايد للاطباء نتيجة رفع سقف مستلزمات رعاية الانسان ..حيث تبلغ نسبة عدد الاطباء في : امريكا: طبيب لكل 400 شخصا. المانيا: طبيب لكل 303 شخصا. روسيا: طبيب لكل 263. ................. ماهي ادارة الدولة المتخلفة ؟ : هي الادارة العاجزة عن تحقيق التطور الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية والتقدم الثقافي نتيجة عدم قدرتها على الاستغلال الأمثل للإمكانات الذاتية المتاحة. وهذا ماينطبق على الدولة العراقية ( قبل وبعد الغزو وسقوط الكتاتورية).. حيث ان العراق يفقتد الى الدولة المُحترفة (دولة المؤسسات والإدارة الإنتاجية والمكتبية والتنفيذية المتخصصة ) نستنتج من ذلك ان في العراق ـ دولة ـ متخلفة..تتوارث التخلف وترعاه وتُقننه..وجاء الإحتلال لينبش مقابر التخلف المحلي والأجنبي لإستنباط أكثر أنماط تنظيمات ادارة الدولة تخلفا..ونعني المحاصصة العرقية والطائفية..مما زج الشعب كقوة منتجة في مطحنة التشرذم وفق الاصول البدائية ( مرحلة ماقبل بناء المدن واستيطان السكان حول مراكز الانتاج). وصار المرشح للانتخابات ـ تعويذة غامضة ـ خلف صخور الطوائف والاعراق المُحكَمة الإغلاق..ولايعرف اسماء طلاسمها إلاّ أمراء الطوائف والأعراق..فليس لهم برامج او أسماء أو أهداف..بل أعراق وطوائف! واصبح الفرد الناخب يُعَرَّف بِعُرْقِه وطائفته وقبيلته ..لابرأيه وإرادته ومصالحه.. فطفح ( ناخبون مكفوفون) الى سطح ـ الغوغاء الانتخابية ـ .. صنف سائد في بلدان العالم البائد! كل ذلك نتاج طبيعي للدولة المتخلفة والمجتمع المُستلب الإرادة والفرد المذعور في الدنيا والمفزوع من الآخرة! فصارت المجتمعات المُهَمَّشة قطعانا تبحث عن من يُضللها او يشتريها ـ أو يأمن عليها من خطر الذئاب !ـ ويسوقها حيث يشاء!! .. فافرزت تجربة مابعد الغزو وسقوط الدكتاتورية: الناخب الخائب.. والنائب السائب.. والبرلمان الناكب!! ................... ولكن.. من هم المرشحون المتطرفون الذين يستدرجون الملايين المُستلبة الإرادة الى فخ البَصْمِ على تسويق دولة المحاصصة..الدولة التي أنتجها التخلف المحروس بدبابات المحتلين ( منتجي المُرشَّح المتطرف ورعاة الناخب المتخلف) ؟؟؟!!! إنهم كتائب دولة أمراء الطوائف والأعراق المكلفين بترسيخ وتقنين وتعميق وتعميم التخلف..لإدامة: إستلاب إرادة الانسان.. ومسخ سيادة الوطن.. وإنتهاك حرمة الثروات الوطنية!! إنهم: 1. المُتحاصصون الطائفيون والعرقيون بإسم التوافقية! 2. دعاة شرذمة الشعب وتمزيق الوطن بإسم الفدرالية! 3. المُتسترون على الإرهابيين بإسم المصالحة الوطنية! 4. مُقننوا التخلف كهوية دينية او طائفية او قومية! 5. مُقتسموا المناصب كغنائم! 6. سارقوا النفط بذريعة التعويض عن المظلومية! 7. مُضللوا عقول الرعية باسم الله والرعية! 8. مُعيدوا إنتاج الدكتاتورية تحت قشرة الديمقراطية! 9. مُقدِّسوا السلاح كشرف للانسان..لا ( قيمة المرء مايُحسن)! 10. المُتاجرون بدماء ضحايا الدكتاتورية من ذويهم للتسلق للسلطة! 11. مُؤججوا الفتنة والكراهية للآخر لكسب الاصوات الموتورة في خنادقهم! 12. مُهمِِّشوا الصوت الديمقراطي خلف صخب المحاصصة الاستئثارية! 13. مُحترفو الإبتزاز السياسي لاستلاب إرادة وحقوق الآخرين قهراً! 14. المُستقوون بالمرجعية الدينية لتضليل إرادة الفقراء! 15. مُبرروا جرائم أنظمة الاستبداد المجاورة بحق العراقيين! 16. مُكمموا العقول بصفير الكهوف وغبارالنصوص! 17. المُتسترون على الفاسدين والمفسدين في قمة وسفح وقاعدة السلطة! 18. ُرعاة عديمي الكفاءة الإدارية المُعشعشين نتيجة المحاصصة في مفاصل الدولة! 19. حُماة المحوسبية والمنسوبية في اجهزة الدولة! 20. المُتنازلون عن مصالح الشعب لكسب رضا المحتلين! 21. عاقدو الصفقات السياسية المشبوهة مع الدول المراهنة على إضعاف العراق وإذلال شعبه! 22. قابروا الثقافة العقلية بالدجل! 23. مُفخخوا الحياة السياسية بالمكائد الفئوية الضيقة! 24. الساعون الى تكميم الحياة المدنية بأسلاب البدائية الكهنوتية والقبلية! 25. المُتوعدون بإشعال الفتنة كلما أختلفوا في أمر مع شركائهم في الغنيمة! 26. المُتخادمون اللاهثون وراء بركات إيران ورضا الانظمة العربية الطائفية! 27. المُلطَّخة أيديهم بدماء العراقيين قبل وبعد الإحتلال! ان المعيار الانتخابي ينبغي ان يكون: اختيار المرشح وفق برنامجه التنموي الفصيح القادر على اجتثاث التخلف من العقول والنصوص والأرض وماعليها! وليس الإنجراف وراء.. المواعظ الهلامية..! والوعود الغيبية..! والافكار القسرية..! والمشاريع العبثية..! والصفقات السرية..! .............. فحذار .. حذار من "الناخب المتخلف" و"المرشح المتطرف"!؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |