|
الهاشمي فارس واقعة (النقض)
د. هدى حمودي لم تمر سوى أيام قليلة على إعلان الهاشمي عن قائمته (تجديد) التي أعلن فيها إنهاء علاقته (بالحزب الإسلامي) الذي كان أمينا عاما له حتى بدأت التعليقات ترتفع من هنا وهناك. انظروا إليه ماذا يفعل؟ ترك حزبا سياسيا معروفا وأعلن عن قائمة انتخابية باسم جديد غير معروف وبلا نخب ولا يمتلك قاعدة جماهيرية في وقت أوشك على النفاد إذ لم يبق على موعد الانتخابات سوى شهرين. وقال آخرون بل هو ترتيب بينه وبين قادة الحزب الإسلامي وهو أي الهاشمي لايزال يسيره الفكر السابق ويعتمد ذات الآليات . في وسط هذا الجو الملغوم بغيوم الشك والريبة جاء نقض الهاشمي لقانون الانتخابات الذي كان واضحا انه أجحف بحقوق المهجرين العراقيين فصعد اللغط الإعلامي إلى أعلى درجاته وأصبح الهاشمي من جديد في عين العاصفة بعد سنوات من الحملات الزائفة كانت تستهدفه لم يخف أوارها إلا قليلا، ولكن هذه المرة اشد ضجيجا اشترك فيها القريب والبعيد. نقضه لدواعي انتخابية . نقضه ليس دستوريا. نقض أضاع مقاعد المحافظات. ومما زاد الطين بلة التهجم السافر الذي قام به بعض أعضاء (جبهة التوافق) حلفاءه السابقين. ولكن بمقابل هذا ارتفعت أسهمه الجماهيرية وظهر كبطل قومي بين العراقيين الذين لطالما حاروا في بيداء البحث عن زعيم وطني تعدل قراراته الحاسمة الحاضر وتسهم في صناعة المستقبل . وهكذا إلى أن وقعت واقعة النقض التي كان بطلها الهاشمي بلا منازع بصفحة جديدة في حياة العراقيين خطها الرجل المبدأ والمبدأ الرجل فتدفقت على سناها مفردات من هزهم هذا الموقف المبدئي فقالوا: قد حل بالروح والأنفاس والنبض أبو زياد الذي قد قال بالنقض. ثم جاء موقف جبهة التوافق العراقية ليثبت أثبت أن إعلان قائمة (تجديد) لم يكن ترتيبا بينه وبين حلفائه السابقين، بل قناعة أملتها التجربة التي خاضها خلال السنوات الماضية أوصلته إلى (تجديد). الهاشمي اليوم بطل واقعة النقض التي علا غبارها بين العراقيين داخل القطر وخارجه، ارتفع الهاشمي على سدتها بعد كم هائل من الانجازات المتعددة التي قام بها مكتبه ولاسيما إنها شملت العراقيين جميعها بال تحيز لأي رأي. ففارس النقض استند لكل هذا فجاء قرار النقض شجاعا واضحا . قد قال بالنقض قولا راسخا ثبتا مثل النخيل بجوف الأرض قد نبتا. وها نحن اليوم نعيش تداعيات واقعة النقض، ولاسيما تعامله المسؤول والراقي مع المباحثات الجارية للتوافق السياسي حول الخروج بتوافق يحفظ الحقوق للعراقيين جميعا بلا إجحاف . ستبقى واقعة النقض علامة مضيئة في تاريخ العراق الحديث وسيبقى فارس النقض مدرسة في التعامل المسؤول مع الأزمات والقضايا الملحة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |