|
أنموذج أثري من حفريات "تقارير الفترة المظلمة" الظالمة (العـثـمنليبعـثـية) في العراق، القاطعة للأرزاق والأعناق، هذه (قطعة تقرير) دبّجها أحد مرتزقة الدولة العِلية السنية، من أسلاف كتبة التقارير المودية للمقابر السرية الجماعية: "لَـَمّا ذهبت إلى فطومة لجباية أموال الحكومة رفعت ثوبها فوق فرجها وقالت: طـيـطـ . . للداعي والدولة"!. وكأنها نذر تبشر أهل "بابل" بالحريق من أي غاب جاء هذا الليل؟ من أي الكهوف من أي وجر للذئاب؟ عمياء أنت وحظك المنكود أعمى يا سليمه. وتلوب أغنية قديمه في نفسها وصدى يوشوش: يا سليمه، سليمه نامت عيون الناس. آه... فمن لقلبي كي ينيمه؟ حبلا به تتعلقين على الحياة: تضاجعين ولا ثمار سوى الدموع، وتأكلين، وتسهرين ولا عيون، وتصرخين ولا شفاه المومس العمياء - بدر شاكر السياب ملحمة"صفاء الحيدري"؛"قافلة الحريم" سنة 1965م، مستوحاة من حرملك السلطان العثماني بايزبد الجنس الحرام(ألهم شقيقه"بلند" قصيدة"سمير أميس")،"بابلون"؛ أميرة بابلية إفتراضية تعشق أخاها غير الشقيق من أبيها دون شعورهما بالإثم !، فهو يرى هذا العشق إمتدادا لصلة الدم بينهما، وهي تستمرئ ذلك الحق الطبيعي/ غير المكتسب شرعا أو عرفا، ولا يستحقه الغريب!. بيد أن المجتمع يقرر حرقهما، فتندم ساعتها بابلون،ولات ساعة مندم!، إثر المضاجعة الأخيرة، فتقتل أخاها وتنتحر لتنتصر الفضيلة على الرذيلة/ على الرأي النسبي بين الأمم والثقافات/ أي الأكثرية على الأقلية/ المجتمع على"الفرد"(الفاء بنقطة واحدة!، إلا أن ينزو الفرد على منصب الرئاسة المستحدث):"بابلون. بابلون. مجرى عميق/ من كرم/ خمار عتيق/ عصر/ الرحيق/ ببرعمي. صدر أنيق/ سكران، غاف، مستفيق/ ما كل ما لفظت شفاه/ شئ وعاه/ إلا هواه/ إلا هواه ومشتهاه/ خذ بابلونك .. بابلونك يا إله". http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=116597 فيلم تلفژي للمطرب العراقي "محمد الشامي" بعنوان "اللمپچي" يشير لسيرة قاريء المقام العراقي الشهير "يوسف عمر"، و(اللمپچي) كما جاء في أغنية ساخرة، من كلمات شاعر اللهجة العراقية الدارجة "ملا عبود الكرخي"، كلمة نابية تخدش الحياء، من عقد ثلاثينيات القرن الماضي في إحدى مناطق العاصمة بغداد الشهيرة، في سخريتها رفض ما كان عليه (داود اللمپچي)، وذم وهجاء. الشاعر الكرخي رَصَدَ وصوَّر تفاصيل حياة المجتمع ؟ قال الكاتب والباحث في التراث الغنائي "كمال لطيف سالم":" لا شك ان الاغنية او القصيدة اصبحت جزء من التراث ولا يمكن ان يمسخ التراث او يمحى سواء كان من الجانب الايجابي او السلبي!، مهنة (اللمپچي) مأخوذة (اللمپة) التي هي المصابيح النفطية التي تستخدم آنذاك في الازقة، وعادة مايكون عامل هذه المهنة طويل القامة حتى يستطيع ان يصل الى (اللمپات) التي كانت تنتشر في ازقة بغداد او (درابينها) التي تشبه الفوانيس او (اللالة)، وبعد غروب الشمس يأتي اللمپچي ومعه سلّم يصعد عليه ليمسح زجاج اللمپات ويضع في خزانها الصغير نفطا ويوقدها، وهذه كانت منتشرة في عدة امكنة من المحلة البغدادية. واما (داود) فكان احد الذين يوقدون هذه اللمپات في منطقة (الميدان)، والتي كان يطلق عليها في ذلك الوقت اسم (كوك نزري) اي منطقة اللهو، بعدها اطلق عليها لقب (الكلچية) اي (لذة المرتفع) او لذة المكان العالي، ويقال ايضا ان كلمة (الكلچية) هي : (مركبة من كلمتين : (كلّه) بمعنى (رأس) و(چيّه) بمعنى مكان، ومعناها (مكان الرؤوس) حيث (ان السفاح المغولي "تيمور لنگ" اثناء إحتلاله بغداد قام بقطع رؤوس العديد من مواطني المدينة الأبرياء بغية إرهاب اهلها، وان الرؤوس جمعت فوق بعضها البعض لتكوّن هرماً، ويقال ايضا ان المنطقة بعد إنتقال الغانيات اليها للعيش والعمل أصبحت تأخذ معنى اخر عند العامة، اي المكان الذي تزاول فيه الدعارة)، فكان داود بالاضافة الى عمله كـ(لمپچي)، يقود مجاميع من المومسات، اي انه يعمل قوادا، ولم يكن هذا في الوقت يمثل عيبا، يقال ان داود كان شكله (حلو) وكان يدافع عن اولئك المومسات حيث يروج لهن، لبضاعة النساء، لم يكن من (الشقاوات او الفتوات) ولكنه كان يحترمهن مؤكدا، ويقال انه (حسب ما جاء في القصيدة) كان يلف رأسه بـ(يشماغ أحمر) والذي هو غطاء الرأس المعروف باللفة البغدادية المشهورة بـ(العصفورية) حيث كانت توجد عدة لفات لليشماغ، وحين مات داود خرجت خلفه عشرات المومسات في منطقة الميدان يلطمن عليه وهن يمشين وراء جثمانه حزنا عليه واكتئابا على فراقه، وبالمصادفة.. كان الشاعر الملا عبود الكرخي جالسا في مقهى فشاهد الجنازة وقد استرعى انتباهه فيها وجود المومسات، فما كان منه الا ان سأل عما يحدث فجاءه الجواب : انها جنازة داود اللمبجي، وبالتأكيد ان الملا الكرخي لديه معلومات او معرفة بداود فما كان منه إلا ان نظم هذه القصيدة الجريئة التي يقول مطلعها: (مات اللمپچي داود وعلومه/ گومو اليوم دنعزّي فطومه مات اللمپچي داود ويهوّه/ ويهوّه عليكم يهل المروّه) ان هذه القصيدة سرعان ما حفظت وانتشرت على الافواه خاصة انها لشاعر معروف بقصائده الساخرة والجريئة على الرغم من انها لم تنشر في صحيفة، وكان ألسنة العامة من الناس هي الوسيلة في انتشارها ورواجها وكذلك في الحفاظ عليها من الاندثار والنسيان، ويقال انها نشرت فيما بعد للمرة الأولى في ديوان الكرخي الموسوم (ديوان الأدب المكشوف) الذي طبع بنسح قليلة جدا. واول من غنى القصيدة هذه مطرب المقام المعروف رشيد القندرجي، ولكنها لم تسجل على (قوان) او اسطوانة، وكان قراء المقام من اليهود الاكثر ألحاحا في ترديد هذه الاغنية ولا اعرف لماذا، اما المطرب يوسف عمر المعروف بذكائه وحساسيته المفرطة في اداء النمط الغنائي الشعبي الاصيل فقد غنى هذه الاغنية في حفلة خاصة (يقال انها بحضور وزير الصحة آنذاك)، وانها سجلت من دون علمه، مع العلم ان هناك العديد من الاغاني المماثلة في ذلك الوقت مثل (عفاك.. عفاك على الفند (قوة الارادة) العملتينو، انا تعبتو وانا شقيتو، وعلى الحاضر اخذتينو). والمنطقة (الميدان) كانت مشهورة بالملاهي والمسارح والمغنيات في فترة العشرينيات والثلاثينيت، وكلنا يعرف (ملهى الهلال) الذي يعد احد المواقع المهمة لاستقطاب المغنيات الشهيرات من منيرة الهوزوز الى سليمة مراد وغيرهما الكثيرات، وهذه المنطقة كانت منذ زمن العثمانيين وبعد الاحتلال البريطاني 1917م شهدت مجيء المطربات التركيات والمصريات واشهرهن (ماريكا ديمتري). القصيدة نقل فيها الكرخي وقائع واسماء عن تلك الطبقة من المجتمع في ذلك الوقت، مثل (فطومة) زوجة اللمپچي، و(البادي) مساعده، وبعض اسماء النساء اللواتي كان يسمسر فيهن، كما نقل عدة مصطلحات ابتكرها المجتمع مازالت موجودة ومتداولة الى حد الان مثل (الگِرن) اي بالفصحى (القرن) الذي لدى بعض الحيوانات، والذي اصبح صفة لمن يمارس هذه المهنة من الرجال، وفيها اشارات مذمومة ومعروفة في المجتمع العراقي بشكل عام المعروف عنه انه مجتمع محافظ يرفض السلبيات والظواهر السيئة، فالصفات التي يطلقها على اصحاب هذه المهنة هي صفات الاحتقار. وهذه بعض ابيات من القصيدة: مات اللمپچي داود وعلومه / گومو اليوم دنعزّي فطومه مات اللمپچي داود ويهوّه / ويهوّه عليكم يهل المروّه گِضه عمره بالگواده ولا سوّه / غير الطيب مگرن شاعت علومه والمسكين الله يساعده إلبادي / ضَل ينعى عليه ويشبه البومه بنُص الكلّچيه يمشي يتبختر / يَمرَدرَد ويَمروكَل ويمحبتر يشماغ عصفوري يلف أحمر / ألف وَسفه سلاب وظلّت هدومه عِمت عيني عليك اليوم يا ديّوس / يللي نازع الغيرة مع الناموس يحِگ إلهه لفطومه عليه تموت / لولا تنام ويّاه بفرد تابوت ما تِلگه مثل داود هَل عگروت / عِدهه خِدمته يا ناس معلومه گومو دنعزّي فطم وزهَيّه / وبنت النجفي ومريم الكرديه هل داود ما ظِن بعد إله جيّه / ريت الكلچيّه اليوم مهجومه يِخسِل بالطشِت جويهل وشفاف / عِمت عيني شبيّب من حياته إشّاف صِدَگ لو گال يطلع جُك للندّاف / يطلع شِبه جرّة عَرَك مگطومه يفطومه دِخَللي عاد بالضِحضاح / منّج يا فقيره الجبش غاب وراح أبو گِرن الگُِوي ومعجعج ونطاح / إله وگفات بالدربونه معلومه إسم الله عليك يا داود أبو سلمان / يگويويد يا هبّار يا گرنان إنته يا خرگِلي عظيم الشان / إسمك شاع بالبصرة وتنّومه يحِگ إلهه فطومه ثياب السود / تلبس علمعفرت لمبجي داود أبو گِرن الجبر من أحسن الموجود / كل گحبه عليه اليوم مألومه شَدعي عالزمان منين إجاك البين / خلّي البيك يتنعّم وياكل زين إنته بزمانك چان إلك گِرنين / هذا أربعه مشندخات طوال. بسبب إعادة نشره مجزوء؛ الرجاء ذكر تاريخ (زمكان) رابط المصدر:
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |