دماء العراقيين مقدسة


سعد العميدي

iraq4iraqis@googlegroups.com

منذ سقوط النظام الدكتاتوري التعسفي وتهاويه نتيجة الغزوالأجنبي والبلاد تمر بأزمات على شتى الصعد، وللوهلة الأولى يتصور المراقب البعيد عن مركز الأحداث بأن هذه الأزمات هي أمنية فقط ومن نتاج الإنهيار الذي حصل وتفكك مؤسسات الدولة.

إن هذا التحليل قد يبدومنطقيا للسذج والرعاع الذين غيروا جلودهم وقناعاتهم السياسية بين عشية وضحاها مستفيدين من تكالب قوى الإسلام السياسي على الحكم والسيطرة على موارد العراق الإقتصادية، فأصبح جمهور البعث إسلاميا وتسلل إلى أعلى الدرجات الوظيفية فيما بقي ضحايا البعث يعانون الأمرين ولم يتم إنصافهم حتى الساعة.

إن الأزمات الحقيقية التي تعاني منها البلاد هي سياسية - إقتصادية في المقام الأول والتدهور الأمني ما هوإلا إنعكاس لهذه الأزمات.

فالخلافات السياسية لا زالت طاغية على المشهد العراقي ما سمح للإحتلال الأمريكي ودول الجوار في الدخول على خط هذه الخلافت والإستفادة القصوى من إستمرارها كي تمرر أجندات غريبة على شعبنا ووطننا.

إن المكاسب الحزبية والطائفية الضيقة كانت ولا تزال ديدن قوى الإسلام السياسي المتخلفة والطامعة في إقامة إمارة إسلامية دكتاتورية على أنقاض دكتاتورية البعث الفاشي.

أما في الجانب الإقتصادي فقد توقفت عشرات المصانع والمعامل وإنها لم تعد تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية بسبب السرقات والفساد وذهاب أموال إعادة الإعمار الى جيوب المستفيدين من متنفذي أحزاب الإسلام السياسي.

إن أغلب المصانع المتوقفة حاليا لا تحتاج إلا لبضعة مليارات من الدولارات كي تعود إليها خطوط الإنتاج ويستفيد منها آلاف العمال هم وعوائلم . إن عشر ما سرق وبذر كان سيكفي لأنقاذ هذه المصانع، لكن تجارالصفقات من أعضاء البرلمان إلى متنفذي الأحزاب لا تدخل في حساباتهم قضايا حساسة وجوهرية كإنقاذ القطاعين العام والمختلط وهم الذين أغرقوا السوق العراقية بسلع استهلاكية قديمة ومواد غذائية لا تصلح للإستعمال البشري.

إن الأزات التي تعاني منها بلادنا ما هي إلا أزمات مفتعلة ومصطنعة ناتجة عن تخلف قوى الإسلام السياسي وتغييبها للأجندة الوطنية وتغليبها المصالح الآنية والضيقة على مصالح الشعب العراقي.

إن قيام تحالف وطني عريض بين القوى الليبرالية والقومية المتفتحة مع عموم اليسار الديمقراطي، سيكون كفيلا بإستعادة سيادة العراق ودوره في المنطقة والعالم، كما إن هكذا تحالف سيكون من مهامه طرح برنامج سياسي وإقتصادي للخروج بالبلاد من أزمتها الحالية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com