سلسلة آلمباحث آلعرفانية ج2 - ح9 .. أسفارٌ في أسرار آلوجود


 

عزيز الخزرجي

وصلتني مجموعة من الرسائل آلمُفرحة، بضمنها رسالة آلأخ ألدكتور خليل شاكر حسين بادياً إعجابه بموضوع آلسلسلة، وطالباً في نفس آلوقت أن أخْتَصّ بدراسة محور أساسي فيه . وقد وضّحتُ بإقتضاب أنّ آلدراسة رغم بحثها لموضوعات قد تبدوللقارئ آلعادي وللوهلة آلأولى مُنفصلة عن بعضها لكنها ترتبط بأصولٍ وجذورٍ تضم جميع آلأختصاصات ذات آلعلاقة بالموضوع آلأساسي آلذي نحاول فيه بيان سرّ آلوجود بعون الله تعالى، ولأجل آلأحاطة بالموضوع بشكل كامل وآلحصول على آلنتيجة آلمنظورة تتطلب آلمسألة أوّل ما تتطلب معرفة بعض آلملاحظات آلهامة أرجومن أعزائي آلعلماء وآلباحثين ألألتفات إليها وآلتأمل فيها.

ألأولى : هي آلصبر وآلتحمل قليلاً حتى آلضربة الأخيرة للفرشاة - كما يقول آلفنانون - للوصول إلى نهاية آلموضوع حيث لا نهاية بالمعنى آلمطلق بسبب طبيعة آلموضوع آلمبحوث عنه وفيه، كونهُ يضم آلكون كلّه مع أسرار وحقيقة آلوجود وغاياته .

ألثاني : لقد أيقنت أن هناك حقيقةٌ كبرى تُحرك هذا آلوجود وتُمسك بزمام آلأمور بشكل لا يمكن أن يستوعبه آلعقل إذا لم يُدعم معارفهُ بمعارف جديدة متكاملة نحاول آلوصول إليها وبيانها بوضوح وموضوعية إلى أبعد مدىً مُمْكن، لكن لا كما عرّفه آلمُصلحون وآلمُبشّرون وآلعلماء من قبل، حيث إنتهت مُعظمها وتوقفت، ولم تُحقّق رسالتها كما كان مرسوماً لها بأتمّ وجه . وآلموضوع أولاً وأخيراً يتعلّق بالتوحيد كأصل للأصول جميعاً في وسط التكسرات والتكثرات آلمحاطة بهذا آلوجود - لكن ليس ذلك آلتوحيد آلمُضلّل ألمُشوه ألناقص المبتور ألذي لم يزد آلبشرية سوى إنحرافاً في آلمسالك وآلأفكار بما فيها آلمذاهب آلفكرية وآلأسلامية نفسها، لذلك إستُحْكمت قواعد آلشيطان في آلأرض ودبّ آليأس في صفوف آلناس آلمستضعفين، وإنفرجت زاوية آلكفر وآلعولمة آلظالمة إلى أوسع مدىً مُمكن، وأنتشرت آلحروب آلتي أجّجها أصحاب آلمصالح آلكبرى، وآلمُشكلة لا تكمن في تَنَمّر آلشيطان فحسب بسبب أساليبه وقوته آلفكرية آلفاعلة في وجود آلأنسان فقط - بل لسبب أخر ؛ هوأنّ آلمُدّعين للتوحيد في آلمراكز آلدينية - إلاّ ما ندر - كانوا أمثلة سيئة للناس بسبب إستغلالهم لمنطق آلتوحيد شكلياً لأجل آلمنافع وآلظهور وآلشهوات آلمادية آلمحدودة في جانبه آلأعظم، وكما نشاهدهُ بوضوح في أعماق عواصم ومراكز وحركات آلأسلام وفي قمة آلهرم للأسف الشديد .

ألثالث : أنني لا أريد أن أتعامل مع آلموضوع تعاملاً إنتقائياً ليُصاب آلطرح بالأبهام وآلنقص ومن ثم الأنحراف، مع أعترافي بأن آلكمال لله وحده، حيث حاولت جاهداً أستخدام لغة علمية منهجية واضحة تناسب آلمبتدأ وآلمختص وآلعالم في نفس آلوقت، مع سعي للأحاطة بجميع آلأفكار وآلموضوعات آلمتعلقة بالبحث بشكل منطقيّ وسلس .

ألرابع : أنّ رُواد آلفكر وآلعلم آلذين مضوا كان بعضهم يعرف سرّ آلوجود لكن يندر أن صارحوا تلامذتهم وعوام آلناس به . كانوا يميلون إلى آلحفاظ على تلك آلقدرة لأنفسهم، لذلك ظل آلناس بعيدون عن تلك آلدائرة آلتي لوكان يُكتب لها أنْ تتوسّع لما عانت آلبشرية مما تعاني منه آليوم . بإختصار شديد إنّهم لم يدفعوا زكاة أسرارهم لذلك دفعوا ضريبة مُكلفة تساوت مع عواقبهم ومصيرهم خصوصاً آلبعض آلذي كان يحمل معه آلسرّ آلأعظم .

ألخامس : يجب أن يعلم آلأخوة آلعلماء وآلباحثين بأننا آليوم نكاد لا نرى علماً - حتى العلوم الطبيعية - منفصلاً عن باقي آلعلوم آلأخرى، بسبب آلتطورات وآلاكتشافات آلهائلة وتداخلها مع بعضها بشكل كبير ومُباشر وغير مُباشر(1) .. وآلتي بّينت أن طبيعة آلوجود أساساً هي هكذا .. كُلٌ مُتصلٌ مع بعضه يعمل طبق نظام في غاية آلتعقيد وآلدقة لا يُمكن فصل حتّى حركة صغيرة من أي جزء ومخلوق فيه مهما صغر وقلّ تأثيره بنظر البعض .. لا بل حتى مجرد آلتفكير - عن سائر الأحداث وآلمكونات وآلأنظمة في هذا آلكون آلعظيم إلى آلحد آلذي أري أنّ كذبة صغيرة تؤثر على كلّ آلمنظومة آلكونية .

ألسادس : لقد أخطأ آلكثير من إخواننا آلمتخصصين عندما أحجموا أنفسهم في دائرة إختصاصهم فقط .. حيث لم يكن نصيبهم آلكثير من آلخير وآلأبداع، لقد برهن الزمن على عدم جدوى الأكتفاء بالتخصص في مجال واحد، وعلى آلاخوة آلأكاديميين وأصحاب آلأختصاص أن ينتبهوا كثيراً لهذا آلمنهج الذي طرحناه منذ زمن وأفتخر به كونه يُحقّق قمة آلأبداع وآلكشف للوصول إلى أسرار آلوجود - بإعتبارهم آلنخبة آلمتقدمة في آلمجتمع وعليهم تقع مسؤولية آلبناء وإنقاذ آلأنسان آلمعاصر من وحل المأساة، ويفترض بهم أيضاً آلتوسع في حركتهم ومسار وعيهم لتحقيق آلأمثل عبر أدائهم للخدمة مع الأجتهاد في طريق آلإنسانية .

كم من مهندس وطبيب أميّ في مجال آلفكر آلأنساني وآلحياة رغم كونه إنسان مُختصّ حيث يبقى يؤديّ كلّ عُمرهُ واجبه آلروتيني دون أيّ تقدّم وجديد، بل قد يعبث في مجاله آلعلمي عبر إساءة إستخدام آلعلوم من حيث آلتطبيقات آلعملية في آلزمان وآلمكان آللازمين ناهيك عن آلإبداع وآلكشف وآلخلق، خصوصاً في هذا آلزمن آلذي سيطر عليه أصحاب آلشركات عبر آلنهب وآلسلب وآلحروب بإسلوب مُقنّن ومُنظم ! فمعرفة آلأختصاص وحدهُ لا يكفي لجعل صاحبه عُنصرا مفيداً في آلمجتمع، وبالتالي تحقيق آلسعادة في آلحياة سواء على آلصعيد آلشخصي وآلإجتماعي، بشكل فاعل ومُثمر ليُخلّد على مرّ آلعُصور .

وقد أشرنا في مباحثنا آلسابقة إلى أسباب عديدة حالت دون تحقيق آلتقدم في بلادنا منها : قد يكون صاحب آلأختصاص عالماً في تخصّصه لكنه يجهل بجانبه آلكثير من آلعلوم آلأخرى آلتي لها إرتباط مع إختصاصه، مثل هذا آلانسان لا يُمكن أن يُبدع وينال آلحكمة وآلإجتهاد آلمطلق، ومن لم يصل آلحكمة ليس بحكيم ولا يمكن أن يصل إلى حقّ آليقين ومن ثم أسرار آلكون، وهذا آلأمر ينطبق بشكل أكثر وضوحاً على نهج آلمرجعية آلدينية ألتقليديّة في آلنجف آلأشرف(2).

أن الموضوع كله يرجع إلى حقيقة آلفكر وقوته وأسراره وكيفية آلتعامل معه وتأثيره في آلمادة وطرق آلأستفادة منه، وهذا ما سنتحدث عنه في هذه آلحلقة أنشاء الله.

أننا نعيش في مدار عالم حسّاس لهُ قوانينه كقوانين آلجاذبية آلأرضية آلتي تحْكُم بأنّ أيّ إنسان لوسقط من بناية عالية سواءاً كان مؤمناً وكافراً بدون شك فأنّهُ سيرتطم بالأرض .

قانون آلجاذبية هوقانون آلطبيعة آلمحايد ألحاكم في حياتنا وهودقيق وصحيح .

كل شئ يُحيط بنا آلآن في آلحقيقة، حتى ذلك آلذي نشكومنه، فأننا نحن آلذين جذبناهُ إلى حياتنا بمغناطيسية سميت بـ (آلمغناطيسية آلحيوانية)(3) . لعلّ آلبعض ينزعج من هذا آلأمر ! ويقول إن حادثة إصطدام آلسيارة لست أنا مُسببها ! وربما صاحب محل يقول بأنّني لم أجذب ذلك آلزبون آلسئ الخلق إلى محلي ليعكر صفوحياتي وعملي ! وآخر يقول : أنا لم أكن آلسبب لاقع تحت طائلة كل هذه آلدّيون ! لكني أقول بكلّ صراحة بأنّ كلّ ذلك هُمُ آلسبب في وجودها !

كثيراً ما يتعرض الذين يصلون سر آلوجود إلى آلدهشة من آلأفكار آلسلبية آلتي يحملوها، لكنّ هؤلاء نسوا بأن قوّة فكرٌ إيجابّي واحد يُعادل قدرة مئات آلافكار آلسلبية، بإعتبار آلفكر آلأيجابي مصدرهُ هوآلله آلعزيز آلمعشوق . وهذه العلاقة بحدّ ذاتها يُخفّضَ إلى حدٍّ بعيد ألقلق وآلأضطراب في حياة آلانسان.

فما هوسرّ آلفكر وجاذبيته آلمغناطيسية وتأثيره في وجودنا آلماديّ؟

إن علم "ألباراسيكولوجي"(4) يُعرّف مبدأ تأثير آلفكر في آلمادة بـ " ألتليكينيزيا" وآلسيكوكينيزيا(5)، وكلا آلمصطلحين يشير إلى تأثير آلقوى آلعقلية في آلمادة آلصلبة تأثيراً ملموساً بدون وسيلة ماديّة .

وبما أن آلفهم آلجديد للمادة كما بيّنا في آلحلقة آلثامنة قد بيّنت بأنّ آلمادة عبارة عن شحنات كهربائية، وحركة في رتبة إهتزاز معينه، وبما أنّ آلطاقة هي آلصيغة آلبايولوجية لظواهر كهربية .. فأن آراء آلأنسان وأفكاره بما أنها ذبذبات مشحونة بطاقة كهربائية كأساس لوجودها فثمّة علاقة مُتبادلة في آلتاثير بين آلجانبين.

كما أنّ نظريّة آلأهتزاز وآلاثير، وآلعلاقة بين آلجسدين ألمادي وآلاثيري, إلى جانب إعتبار هذا آلأخير مركز آلأحساس وحامل آلعقل، كلّ هذا يُعتبر مُبرّراً ضاغطاً بإتجاه إعادة آلبحث في آلعلاقة بين آلعقل وآلمخ، بعد أن كانت آلنظرة آلماديّة آلسابقة قد ربطتْ بينهما بشكل نهائي، عندما إعتبرت آلعقل كناتج وظيفي جانبي للمخ حالهُ حال أيّ عضوٍ من أعضاء آلجسد، إلاّ أنّ آلأبحاث آلجديدة آلتي قام بها آلأطباء وعلماء آلنفس وآلطبيعة، وبعد جهود دؤوبة وتطور آلأجهزة آلتكنولوجية أدّت إلى نتائج إنقلابية في هذا آلمجال.

إن بروز هذا آلفهم الجديد قد أثبت إستقلال آلعقل عن المخ، ورسم حدود آلعلاقة بينهما وطبيعتها، بما يشبه العلاقة التي تربط آلعازف بالآلة . لقد صار ينظر إلى العلاقة بينهما كما ينظر إلى علاقة الجسد الأثيري بالجسد المادي، والمخ هوجهاز العقل وأداة تَجَلِّيه.

وهكذا إلتقت كلمة آلعلماء. على هذا آلقانون آلجديد كقوة مستقلة تعدّ واحدة من العوامل آلمكونة للضمير الانساني (ألوجود الجوهري) للأنسان.

شبّه كلود برنارد(6) ما كان يقال بأنّ آلمخ يفرز التفكير ؛ بالقول بأن الساعة تفرز الزمن، منتهياَ بأن "المخ والساعة جهازان أحدهما حيّ وآلآخر ميت، وهذا هوكل الفارق بينهما" .

أما على صعيد الفلسفة، فأن العلاقة بين آلمخ وآلعقل حسمت لصالح إستقلال كلّ منهما، ويُعتبر وليم جيمس(7) وكامي فلاماريون(8) وبرجسون(9) وآلفيلسوف آلمعاصر تشارلي بروض أوّل من أشار وأثبت هذا آلموضوع .

لقد شبه برجستون العلاقة بين العقل والمخ بالعلاقة بين الثوب والمسمار ألذي علق عليه آلثوب، وسُميّت آلعلاقة بينها (بالعلاقة آلتضامنية) تتحدد بأنها إذا سقط المسمار سقط الثوب، وإذا إهتز الأول إهتز آلثاني، وإذا كان رأس آلمسمار حاداً تمزق آلثوب .

إن تمارين اليوغا تدلل دلالة عملية ومنطقية وعلمية على سيطرة الانسان على جسده، حيث بإمكان أي إنسان من إجراءه، حيث يستطيع الانسان معه عدم الاحساس بالألم، والقدرة على تخفيض النبض والذي قد يصل إلى حدّ إلغاءهُ . ومن المهارات المسجلة لـ "وولف ميسنغ" ألعالم الروسي المعروف ؛ أنه كان يضع نفسه بحالة تخشب كاملة، لمدة ثلاثة أيام متوالية في كل إسبوع، ولحساب متحف آلشمع في ألمانيا، وذلك لقاء ماركات قليلة، قبل أن يضع هتلر جائزة مالية كبيرة ثمناً لرأسه .

وهناك أمثلة كثيرة شاهده العالم كلّه عن قدرات خارقة للكثير ممن إستطاع أن يوجه ويستثمر تلك القوة بإتجاه معين لا داعي لذكر أمثلة عليها .

كما أن تجارب عديدة أجريت من قبل العلماء وآلمختصين حول قدرة آلفكر في آلمادة، وقد عرضت الكثير منها على شاشات التلفزيون وآلسينما وآلمسرح ؛ بيّن من خلالها آلبعض قدرتهم على لوي آلمعادن وتقطيعها بدون واسطة ؛ بمجرد آلنظر إليها وآلتركيز حولها عبر قوى غير مرئية تنبعث من فكر آلأنسان (10).

كما إنني شخصياً كنت أعاني من مرض في أسفل العمود الفقري، لأكثر من عشرين عاماً، حيث كانت آلفقرات السفلية في بعض حالات النوم والوقوف تؤلمني بشدة ولم تنفع مراجعات الأطباء والأخصائيين والتوصيات آلعديدة، حتى إلتقيت بإنسان أعطاه الله قدرة خارقة تم قياسها في جامعات أمريكا، وإستطاع بمجرد أن يمرّر يده بالقرب من منطقة العطب حتى أحسست وكأن شحنات كهربائية خفيفة لامست تلك آلمنطقة ومن ساعتها برئت بشكل صعب عليّ تصديقه إبتداءا ً(11).

كيف يمكن للفكر أن يحرك شيئاً مادّياً؟ وهل نحن أمام قوانين جديدة؟ وهل ينطوي الانسان على قدرات مجهولة؟

لقد أبدع العلماء السوفيات في هذا المجال من خلال علم الباراسيكولوجي، حيث برهن العلماء على كفاءتهم بعد ان إستخدموا معها أجهزة متطورة للغاية، بالاضافة إلى خصوصية العمل العلمي الجماعي آلتي تفتقر إليه كما هوآلحال في الاتحاد السوفياتي باقي التدول المتطورة .

لقد دخل آلروس إلى قلب العلاقات الداخلية للظاهرة التليكينيزية ومعرفة قوانينها، مما يؤهلهم أن يعرفوا أكثر من غيرهم كيف يؤثر آلفكر في المادة؟

لقد كانت لتجربة نليا ميخائيلوفا صدىً قوياً في جميع الأوساط عندما إستطاعت أن تتحكم من بعد بكل شئ تختارها, وقد شهد سفراء العالم عام 1968م في السفارة آلتشيكية في روسيا مع جمع من وفود مؤتمر الباراسيكولوجي فيلماً وثائقياً عن "نليا" صوّر قدرتها السيكوكينيزية ضمن تجارب تمت بإشراف علماء متخصصين في جميع القطاعات، بحيث يندر أن يوجد عالم لم يشترك في ذلك الأختبار .

لقد كانت بمقدرة هذه السيدة أن تحرق أي شئ ترتئيها، هذا الأمر يحقق لنا مفعول السيكوكينزيا، وقد سجل آلدكتور " سيرغيف" في جهاز تسجيل آلحقول البيولوجية - بمساعدة "نليا" ؛ أن شدة آلحقل المغناطيسي آلشخصي آلمسجل حول "نليا" أقوى بكثير مما هولدى متوسط آلأفراد . فأن معظم الناس ينتجون في القسم الخلفي للمخ تياراً كهربائياً، تزيد فولتيته ثلاث مرات وأربع على مثيله في الأقسام الأمامية، أم عند آلسيدة "نليا" فينتج في الأقسام الخلفية تياراً يصل فولتيتهُ إلى خمسين ضعفاً بالقياس مع آلأقسام الأمامية. ورأى الدكتور "سيرغييف" نظير هذه آلبنية المخية لدى حوالي 7% من آلأفراد . وقد أيد الدكتور "ترلتسكي" أستاذ الفيزياء بجامعة موسكوآلتجارب التي أجريت على "نليا"، وإعتبرها طبيعية، عندما سُئِل : كيف يمكن أن توجد قوى لا هي بالكهرطيسية ولا بالجاذبية، قادرة على تحريك الأشياء كما في حالة ميخائيلوفا؟ أجاب : نعم أعتقد بصفتي فيزيائياً، أن إحتمالاً كهذا وارد . ولكن كيف ترتبط هذه آلقوى بالانسان وبدماغه؟ ابحاثنا العلمية لم تتقتدم بعد بما فيه الكفاية للأجابة على هذا السؤآل(12).

أن هذا الموضوع بنظري يمكنه أن يقدم للأنسانية خدمات كبيرة في كل المستويات لنيل السعادة، فالفكر الانساني يحمل مدلولات كبيرة وغامضة لم يتم كشفها إلى الآن، وعلينا آلأهتمام بذلك أكثر لأستخلاص النتائج التي من الممكن أن تحدث ثورة عظيمة في الكون كل الكون . وعلينا التركيز وعدم الأستهانة بالقوى التي يكتنزها الفكر وتأثيرها في عالم الوجود والأنسانية، وهذا يحتاج إلى فهم أدق وأعمق للقدرات التي ينطوي عليها الانسان. وإن العلماء المؤمنين تقع عليهم هذه المسؤولية قبل آلعلماء الآخرين كون هذه الأسرار العلمية ترتبط بعوالم آلغيب آلتي هي آلمعيار الأول وآلاخير للتفاضل بين إنسان وأنسان في آلدارين .. ذلك آلكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ... (13), خصوصاً بعدما وضع علم آلباراسيكولوجي مبدأ آلوجود والخلق في حيز آلتجربة آلعملية آلمنظورة، مما يوضح لنا من جانب آخر حقيقة آلمعجزات آلتي أتى بها آلأنبياء وآلأئمة وآلصالحين على خطاهم . وإلاّ فأنّ آلدّين آلأسلامي يبقى يتأرجح في داخل بلداننا مُتململاً بين آلقبول وآلرّد في واقعنا آلاجتماعي كنظام يكفل سعادة آلمجتمع، ولا يُمكنه أنْ يتقدّم بدون ذلك خطوة واحدة في آلمجتمع آلبشري, لذلك نرجومن آلعلماء وآلباحثين أن يُعطوا لهذا آلموضوع أهمية أكبر لما له من دور وتأثير في حياة آلأنسان وآلبشرية بشكل عام .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لا يقتصر تداخل العلوم فيما بينها على الجانب الطبيعي وآلتكنولوجي فقط، بل يشمل ذلك حتى العلوم الأجتماعية وآلأدبية وآلنفسية وآلتربوية، بما فيها اللغات آلمجردة . فلوأن أحدنا أراد أن يدرس لغة مُعينة فعليه ولأجل الألمام بجميع جوانب اللغة أن يدرس معها آللغات الأخرى التي أثرت في تلك آللغة وأضافت لها بعض المصطلحات وآلكلمات، بالإضافة إلى تاثير التأريخ وآلسياسة وآلفلسفة والعلوم الأخرى التي ترتبط بنحومن الأنحاء بتلك آللغة وكذلك تاثير التكنولوجيا وغيرها .

(2) للمزيد من التفاصيل راجع ج 1 ح 3 وح 7, من سلسلة مباحثنا، وكذلك آلفكر الأسلامي بين المفكر والفقيه، حيث لا أحب آلتكرار تقديراً للزمن.

(3) يعود هذا الأكتشاف إلى العالم الكبير آلدكتور فردريك إنطوان آلذي نال الدكتوراه من جامعة فيينا عبر أطروحته الشهيرة " تأثير النجوم والكواكب كقوى شافية " فقد صرح بأن الكواكب تؤثر على الجهاز البشري من خلال سائل غير مرئي يشمل آلكون وأطلق عليه إسم (ألمغناطيس الحيواني)، مضيفاً أن هذه المادة آلدقيقة تستخرج من حجر آلمغناطيس، وأنّ جميع التركيبات الخلوية تتجاذب مع آلمغناطيس.

(4) يبجث آلباراسيكولوجي ( علم آلخوارق ) في أربعة مظاهر مختلفة هي كما يأتي :

1. Telepathy..::.. والتخاطر وهونوع من قراءة الأفكار ، ويتم عن طريق الاتصال بين عقول الأفراد وذلك بعيدا عن طريق الحواس الخمسة أي بدون الحاجة إلى الكلام والكتابة.

2. Clairvoyancy ..::.. والتي تعني حدة الإدراك والقدرة على رؤية كل ما هووراء نطاق البصر كرؤية قريب وصديق يتعرض لحادث بالرغم من بعد المسافة بينهما ، وما إلى ذلك .

3. Precognition ..::.. بعد النظر ومعرفة الأحداث قبل وقوعها . كتوقع موت رئيس دولة وحدوث كارثة وغيرها من توقعات .

4. Psychokinesis ..::.. وتعني القوى الخارقة في تحريك الأشياء ولويها وبعجها بدون أن يلمسها صاحب تلك القدرة وإنما يحركها بواسطة النظر إليها فقط .

(5) ألسيكوكينيزيا وآلتليكينزيا

Telekinesis و"ألسيكوكينيزيا" Psycho - Kinesis The term "Telekinesis" was coined in 1890 by Russian psychical researcher Alexander N. Aksakof. The term "Psychokinesis" was coined in 1914 by American author-publisher Henry Holt in his book On the Cosmic Relations and adopted by his friend, American parapsychologist Rhine in 1934 in connection with experiments to determine if a person could influence the outcome of falling dice. Both concepts have been described by other terms, such as "remote influencing", "distant influencing" "remote mental influence", "distant mental influence", "directed conscious intention", " anomalous perturbation", and (Mind over mater) Originally telekinesis was coined to refer to the movement of objects thought to be caused by Ghosts of deceased persons, mischievous Spirits, Angels, Demons, or other Supernatural forces. Later, when speculation increased that humans might be the source of the witnessed phenomena not caused by fraudulent mediums and could possibly cause movement without any connection to a Spiritualistic setting, such as in a darkened Seance room, psychokinesis was added to the lexicon. Eventually, psychokinesis became the term preferred by the parapsychological community. Popular culture, however, such as movies, television, and literature, over the years preferred telekinesis to describe the paranormal movement of objects, likely due to the word's resemblance to other terms, such as telepathy, teleportation, etc
As research entered the modern era, it became clear that many different, but related, abilities could be attributed to the wider description of psychokinesis and telekinesis are now regarded as the subspecialties of PK. In the 2004 U.S. Air Force-sponsored research report Telportation Physics Study, the physicist-author Eric Davis, PhD, described the distinction between PK and TK as "telekinesis is a form of PK." Psychokinesis, then, is the general term that can be used to describe a variety of complex mental force phenomena (including object movement) and telekinesis is used to refer only to the movement of objects, however tiny (a grain of salt, or air molecules to create wind) or large (an automobile, building, or bridge).

للمزيد من آلتفاصيل راجع موسوعة الوكبيديا.

(6) برنارد، كلود (1813-1878م). ألمع علماء علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) الفرنسيين في عصره، ومؤسس علم وظائف الأعضاء التجريبي الحديث. اكتشف أن الكبد يحول السكر إلى جليكوجين (نشا حيواني)، وهي مادة تستخدم للحفاظ على مستوى السكر في الدم. كما اكتشف أيضًا أن عصارات البنكرياس تساعد في هضم الدهون وامتصاصها، وتعرف على الكيفية التي يضبط بها الجهاز العصبي الدورة الدموية. وأعد بحوثاً في كيفية تأثير المخدرات والسموم على الجسم واقترح برنارد في أكثر كتبه شهرة؛ مدخل لدراسة الطب التجريبي (1865م)، صيغة جديدة للاستنتاج القائم على التجربة والملاحظة، فوضع الفرضية ثم اختبرها بالتجربة. وكتب كذلك علم وظائف الأعضاء التجريبي (1878م) وظواهر حياتية مشتركة بين الحيوانات والنباتات (1878م -1879م). وُلد كلود برنارد في سانت جوليان بفرنسا.

(7) يعتبر وليم جيمس (1842 - 1910) فيلسوف أمريكي ومن رواد علم النفس الحديث . وهوشقيق الروائي آلمعروف هنري جيمس وأليس جيمس كاتب يوميات معروف في الصحف . ولد وليم جيمس في نيورك وسمي بفيلسوف الحرية . له العديد من المؤلفات منها ؛ ألارادة، الاعتقاد، مبادئ علم النفس، ألبراغماتية، وله مقولة مشهورة وقوية : ( إن آلاكتشاف آلأعظم آلذي شهده جيلي والذي يقارن بالثورة آلحديثة في آلطب كثورة آلبنسلين هومعرفة آلبشر أن بمقدورهم تغيير حياتهم عبر تغيير مواقفهم الذهنية).

(8) كامي فلاماريون، فيلسوف وعالم فرنسي، أبدع في مجال النجوم والفلك، جمع 426مخططاً و16 خريطة لجميع ما رصده .

(9) هنري برجسون (1859 - 1941) فيلسوف فرنسي حصل على جائزة نوبل للآداب عام1972م، إرتكزت أعماله على نقطة جوهرية هي الفكري والمتحرك والتي إعتبرت نوعا من الأنقلاب وثورة فلسفية، قسم برجسون الوقت إلى نوعين الوقت العلمي الذي يقسم الساعة إلى ستين دقيقة والدقيقة إلى ستين ثانية وهووقت ثابت لا يتغير، والوقت النفسي وهوالوقت الذي يعيشة الإنسان ويستمتع به، وهوبالنسبة لبرجسون الوقت الحقيقي . أبرز مؤلفاته ألطاقة الروحية .

(10) للمزيد من آلتفاصيل راجع قدرة الروح، عالم الروح، أضواء على خفايا التنويم، ألأنسان روح لا جسد، ألحاسة السادسة، مفصل الأنسان روح لا جسد، وغيرها من الكتب.

(11) إسمه آلدكتور محمد علي أكبر، من آلجمهورية الأسلامية في ايران، وقد قام مؤخراً بإنشاء محطة بث عبر الأقمار آلصناعية لخدمة الناس عن طريق إرسال موجات عن طريق الأثير للمرضى في كل العالم.

12) ألحاسة السادسة، ص 104.

(13) سورة البقرة : آية رقم 3.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com