|
صناع الملوك
محمد علي محيي الدين يوما بعد يوم تظهر الحقائق، حقيقة المنطلقات الوطنية للشيوعيين العراقيين وخصوصا في مواقفهم من الحكم الملكي العميل، وما ورد في كتاب (عبد الله وشرق الأردن) للأستاذة ماري ولسن من حقائق مفجعة عن تاريخ الأسرة الهاشمية في الأردن يثير الكثير من التساؤلات والخيبة عن كيفية انجرار الملايين للتطبيل والتزمير لمثل هذه القوى الهجينة لما يقارب القرن،ولا شك أن الأسرة المالكة في العراق والتي لا زال البعض يتغنى بأمجادها ويتفيأ ظلالها ويسبح بحمدها هي جزء من ذلك التاريخ العفن،وان قدسيتها المزعومة قد ظهر زيفها كما ورد في وثائق أسيادهم الانكليز ،ولعل الأمور تبدو أكثر قتامه إذا علمنا قدرات الاستعمار في صناعة رموز وقيادات تنطلق من العدم ليخلق لها أجواء ومؤهلات لإضفاء القدسية عليها أو وضعها في هالة من الإكبار لا أساس لها في واقع الحياة ،وربما أن الكثير من هذه الرموز لا تعدو الصورة المزعومة التي صاغها الغرب للأسر المالكة يوم كان التخلف الشعبي يتقبل مثل هذه الأطروحات وربما بدل من أزياء البعض ليجعلهم قادة ثوريين زمن الثورات ودينيين في فورة الأديان ،وأن ما نراه من أصنام أطرت بإطار مقدس لا تعدو أن تكون صناعة غربية فرضها الواقع وتطلبها الحال،وان تسويق الصنم ألصدامي وإحلاله في الصدارة من أنظار العالم وهو المغمور الشريد لا يخرج عن أطار صناعة القائد خلف الكواليس الغربية وتسويقه ليكون ثورا لمن يعبدون الثيران في شرقنا الكبير ،وكثيرة هي الأصنام التي تهاوت وأكلها صانعيها كما فعل أجدادنا في جاهليتهم الأولى زمن المجاعات ،فقد جاء في استعراض الكتاب " الشريف حسين لم يكن شريفا ولا علاقة له بنسب الرسول ... ولكنها إشاعة أو كذبة أطلقها الإشراف في الحجاز وغض السلطان العثماني النظر عنها لأنها ساعدت في تكريس زعامة تركيا الدينية على الحجاز من خلال الإشراف الذين كانوا يتبعون الباب العالي بالولاء التام ... ولما تولى الشريف حسين لقب شريف مكة وهو لقب رمزي ديني قام الشريف حسين بتنفيذ غارات واعتداءات على قوافل الحجاج حتى يشكك بقدرات الوالي العثماني المسئول عن تأمين الأمن للحجاج " أي أن الشريف حسين كان لصا وقاطع طريق " . وأن الشرعية التي يسبغها وعاظ السلاطين وكتاب العرائض لهذه الأسرة فقدت جدواها وليس لأحد أعادة النغمة القديمة بشرعية الملكية في العراق ممن لا زالوا يطبلون ويزمرون لها وأصبح أبناء زعمائها في العراق الجديد قادة ورادة،اعتمادا على تاريخ أسرهم السابق في القرب والبعد من صاحبة الجلالة بريطانيا العظمى وأن هؤلاء لم يخرجوا عن شرنقة الأمس، وجاء اختيارهم وفق حسابات معلومة لا تعدو أن تكون أعادة للسيناريو السابق في صناعة العملاء والاعتماد على من توارثوها كابرا عن كابر. والأمر الآخر الذي أشار إليه الكتاب هو ارتباط العائلة الهاشمية بالصهيونية العالمية وإنها من صنائعها ومن المساعدين على وجودها وأن قرار التقسيم خرج من تحت العباءة الهاشمية وملوكها الأجلاء الذين لا زال البعض يترحم عليهم ويدبج الأماديح لهم فقد كان الملك عبد الله" متفقا مع الحركة الصهيونية وبمباركة إنجليزية على تقاسم فلسطين وقيامه بسحب الجيش العربي من اللد والرملة وتسليمه المدينتين للعصابات الصهيونية دون قتال وتم على أرضية هذا الاتفاق السري بين عبد الله وغولدا مائير"وأن ضياع فلسطين ليس الموقف الشيوعي من قرار التقسيم وإنما ورائه أعداء الشيوعية في العالم ومن لا زالوا يرفعون راية العداء لهم وبالتالي فان من يعادي الشيوعية يرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه القوى ولن يجمل وجهه ما أضفى عليها من أصباغ. والأمر الآخر أن الدوحة الملكية الطاهرة كانت موغلة في الخزي والعار وارتكبت الكثير من الأعمال المشينة المخلة بالشرف والدين وبالتالي فهي تفتقر للحد الأدنى من القدسية والطهارة وطيب المنشأ كما يؤكد عليه المسبحين بحمدها ، فقد ذكر أن "الزوجة الثانية للملك عبد الله التي أنجب منها ابنه نايف كانت خادمة تركية أحضرها أبوه من اسطنبول وتزوجها عبد الله أو اجبر على الزواج منها بعد أن اغتصبها وقد أنجب منها بالإضافة إلى ابنه نايف الأميرتان مقبولة ومنيرة . .... وفي الأردن سلم الملك عبد الله مقاليد البلاد لعشيقته وهي امرأة عبدة كان اسمها ناهده وكانت تدير عقارات الملك عبد الله وهي التي أشرفت على تأجير أراضيه في منطقة الحمر لليهود .ناهده التي سماها الأردنيون العبدة بسبب لونها كانت ابنة إحدى الجواري اللواتي خدمن في قصر الشريف حسين في الحجاز وبعد هروب الهاشميين من الحجاز جاءت الأم إلى الأردن حيث تم إعطاء ناهده لابنة عبد الله مقبولة حتى تلعب معها ثم تحولت العبدة إلى عشيقة لعبد الله ." والشرف الرفيع الذي لا يسلم إلا إذا أريقت على جوانبه الدماء لا يعني الأسرة الطاهرة فهي حرة في اختيارها ولن تشينها حقائق الشرف التي تواضع عليها العرب فقد كان ظل الله في الأرض الملك عبد الله" متبذلا ... فاسقا ... كثير الشرب ... كاذبا ... وفي وثيقة وزارة الخارجية الإنجليزية المحفوظة تحت بند سري جدا تحت رقم 52355 كتب المقيم الإنجليزي في الأردن"كان طلال يحب ابنة عمه سفينة بنت علي حيدر لكن أمه فسخت خطبته منها وزوجته بابنة أخيها التي عرفت باسم الملكة زين وهي تركية الأصل كانت تعيش في مصر ... ويقول الأردنيون أنها كانت على علاقة بالجنرال كلوب باشا وان طلال ضبطها معه فأطلق عليهما النار فأصاب كلوب في حنكه بجروح ظلت آثارها عالقة حتى عرف كلوب باشا بين الأردنيين بلقب أبو حنيك" . تبارك صانعي الملوك وصانعي الأنساب فقد كنا بالأمس نقدس أسرة لانحدارها العلوي ونصفق لمدع كاذب أدعى شرف الانتماء للبيت النبوي ووضع المشجرات التي تثبت نسبه الشريف فكان صدام سليل الدوحة النبوية المطهرة واليوم ربما نجد المئات ممن أدعوا هذا النسب لتضليل السذج والبلهاء بما يغدقون على أنفسهم من ألقاب السيادة وغدا ربما تظهر الحفريات أن زيدا أو عمرا له ارتباط بهذا النسب ولا أدري الى متى نبقى أسرى هذه الشرنقة البالية في تقديس المدعين والمزورين والأفاقين وسقط المتاع ونصفق لهذا أو ذاك لنسبه دون النظر لعمله متناسين الحديث القدسي "أتوني بأعمالكم ولا تأتوني بأحزابكم" فتغض هيئة النزاهة نظرها عن سيد اللصوص فلان وتتجنب المحاكم محاكمة علان، وهل نعي يوما أن العمل هو سيد الأنساب.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |