|
حرية العراق بمقبرة (آرلينغتون)
William joseph..joseph edgar..peter woodall..andrew Patrick.. هذه مجموعة اسماء لقتلى امريكيين ضمت جثامينهم ارض المقبرة الوطنية المسماة (آرلينغتون) في العاصمة واشنطن وقد قضوا بمعارك في العراق. وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما زار المقبرة لعدة مرات وفي مناسبات مختلفة كان اخرها عند تشييع جثامين قتلى مجزرة فورت هود. المقبرة تعج بشواهد القبور الانيقة لا على غرار مقابرنا الضاجة بالشواهد والحفارين واصحاب المكاتب الذين يساومون على دفن الجثث. وكان من طريف مااستوقفني وانا اتتبع اخبار هذه المقبرة المثيرة للعواطف والاسئلة المحرجة التي تطلقها امهات الضحايا من الجنود الذين كانوا يقاتلون ضمن عمليات ماسمي بـ (Iraqi freedom) هي هذه العبارة التي على العديد من القبور والتي تعني (حرية العراق) التي حازت على الكثير من الجدل والخلاف وتسببت بمعارك كلامية وعنفية وصلت الى حد التراشق بالاحذية. الطريف ان واحدة من الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام الامريكية والعالمية كانت تعرض للرئيس اوباما وهو يسير بين الشواهد في المقبرة والى جانبه احد مساعديه. بينما كانت الموضوعات المطروحة اسفل الصورة تتحدث عن الجدل الدائر في الاوساط الامريكية وخاصة قطبي الصراع(الخارجية والبنتاغون) وبينهما البيت الابيض الذي يشعر رئيسه الشاب بورطة حقيقية بسببالتطورات في افغانستان وعملية تعزيز القوات في هذا البلد الذي تتنازعه اطماع طالبان وتطرف القاعدة وتدخلات الجوار الاقليمي .. كان الخلاف على اشده ولشهور عديدة حول جدوى تعزيز القوات كما يطلب الجنرال (ستانلي ماكريستال) القائد الميداني في افغانستان والرفض الذي ابداه نائب الرئيس جوزيف بايدن والذي اقترح عوضا عن ذلك تدريب القوات الافغانية وتعزيز المصالحة الوطنية واتقطاب مقاتلي القاعدة وطالبان الى ان استقر الحال على الموافقة على ارسال تلك التعزيزات والذي ايدته الوزيرة هيلاري كلنتون والوزير روبرت غيتس.. مايهمنا هو الوضع في العراق باعتباره بلدنا ولاعتبارات تتعلق بالضغط الذي يترتب على القرار الامريكي بتعزيز القوات وسحب اخرى من العراق الى أن ياتي الموعد النهائي الذي حدده الرئيس اوباما في نهاية 2011 . كانت الادارة الامريكية تواصل الضغط في الفترة الماضية في سبيل عدم تقويض جهود تمرير قانون الانتخابات الذي تعرض للنقض من قل السيد الهاشمي نائب الرئيس العراقي واجرى مسوؤلون امريكيون اتصالات مكثفة في هذا الاتجاه بدءا من الرئيس اوباما وليس انتهاءا بالسفير هيل. في النهاية تنفس الامريكيون الصعداء حين اقتنع الهاشمي بعدم جدوى النقض ثانية. الرئيس اوباما لايريد المزيد من الشواهد في المقبرة الوطنية ولذلك هو يعمل على التخلص من عبْ العراق وافغانستان .لكنه يدرك ان لابد من وجود ضحايا ,واذا كانت المصاعب في طريقها الى الحل في العراق فان الامور في افغانستان تبدو معقدة باعتبار انها المعقل الرئيس للتطرف الاسلامي كما يسميه الغرب وهناك ابرز زعامات الاصولية التي تعاضدها جماعات في باكستان والهند واسيا الوسطى.. فهل ينجح الرئيس الشاب في اكمال المهمة ام انه سيخرج من افغانستان كما خرج اسلافه من فيتنام او كما خرج الروس من كابول.. او كما خرجت انا من المدرسة الثانوية بمعدل بائس..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |