|
الديمقراطية عند الشباب ناجي لطيف العسكري 07801770794 تعتبر الديمقراطية أحدى أدوات البناء المجتمعي الهامة التي لا يمكن لأي مجتمع متحضر الاستغناء عنها ولا يوجد لها بديل في عــملية تأسيس الهياكل القيادية لأي مفصل من مفاصل الحياة. وفي العراق يمتاز بالتنوع والتعددية من حيث تركيبة الديني والاجتماعي فان أفضل نظام ممكن له النجاح هو الذي يراعي الخصوصيات وينسجم معها ويعمل قدر المستطاع أن يلتقي مع مشتركات دون أن يلغي شخصيتهم وامتيازاتهم وهذا يدفعنا بالقول بضرورة أن يكون النظام الديمقراطي هو الحاصل أو نتيجة لثمرة التعايش بين هذه المكونات المتعددة في العراق. أما عند التحدث عن الشباب نجد أن شاب العراقي محدد بقيود عديدة منها الدينية والعشائرية وعديد من المشاكل وتعد ظاهر البطالة واتساعها بين الشباب في العراق والضعف الثقافي بينهم وسقوط الأفكار وتلاشي سطوة الايدولوجيا التي تؤطر عقولهم. ونحن نعرف أن الشاب العراقي في السبعينيات أنسانا مثقفا وواعيا وملما بالتيارات ومدركا في التوجهات والأفكار التي كانت تجتاح العالم وأصحاب ابتكارات جديدة ونذكر مثلا (بدر شاكر السياب) و(نازك الملائكة ) وهم أصحاب فكر التجديد في الشعر العربي وغيرهم. ولكن في أواخر القرن الأخير بدء الشاب العراقي في الانحدار نحو الأسفل بسب النظام الحاكم والحروب الذي خاضها العراق مع الدول المجاورة والحصار الذي فرض على العراق مما سبب عدم قدرة الشباب على اختراق التحصنات التي أحاط وتحيط بهم ولم يبقى لهم سوى الانصياع إلى الأوامر لظهور في مظاهرات والاحتجاجات . ولا نسى آن النظام السابق عمل ما في وسعة ونجح في خلق حالة العطب الثقافي والسياسي في فضاء الساحة العراقية وفي الأخص في المدارس والجامعات العراقية وقد أصبح الشاب لا يهتم ألا بقوته اليومي وان يجد له عمل المناسب ولائق . وعند سقوط النظام السابق لم يحدث تغير أي شي بنسبة إلى الشباب مما جعلهم يشعرون باليأس وفقدان الأمل والمستقبل ولم تلبي هذه الحكومة طموحاتهم واصبحو مرة أخرى شبة منعدمين. ووجدوا أنفسهم في مواجهة مصاعب الحياة جديدة مع ارتفاع معدلات البطالة والانكماش الاقتصادي والارتفاع الشديد في التكاليف المعيشية وارتفاع معدلات الفساد الإداري والسياسي . مما دفع بعض العصابات الإرهابية والمليشيات إلى ضم هذه الفئة الشبابية وعدهم بمجد والمال من خلال أتباع طراز متشدد ضد أمريكا والقوى الغربية وضد العلمانية والديمقراطية مما جعلهم يتجندون مقابل القليل من المال ولذلك فلا يظهر الشاب العراقي ألا كــخاطف رهائن أو إرهابي لقتل الناس الأبرياء أو قيامهم بعمليات انتحارية أو تفجيرية . ولكي نعالج هذه المشكلة يجب التفكير في سبل لاستقطاب هولاء الشباب من خلال آليات تحترم عقولهم وتكسبهم الثقة في أنفسهم لخروج من هذه الحالة ومعالجة حالة الفراغ الفكري والإحباط التي يعاني منها الشباب وهذا يحتاج إلى عملية تطوير كفاءتهم في مجال التعليم والعمل ومساعدتهم على اجتياز العقبات من أمامهم وحمايتهم من الإيذاء والاستغلال والعنف وفتح أفاق المستقبل لهم وإعادة تأهيلهم من جديد لتعزيز قدراتهم من خلال التثقيف والتدريب على مهارات الحياتية في أظهار مواهبهم الرياضية والفنية والعلمية . كما نطالب من الحكومة بتفعيل المادة (30) من الدستور العراقي الذي يضمن التكافل الاجتماعي والصحي لكل فرد من الأسرة وتعمل على وقايتهم من الجهل والتخلف .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |