|
أبعدوا عاشوراء عن الاستغلال السياسي
السيد محمد علي الحسيني الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان (ان قوما عبدوا الله رغبة في جنته، فتلك عبادة التجار، وان قوما عبدوا الله رهبة من ناره فتلك عبادة العبيد، وان قوما عبدوا الله لأنهم وجدوه أهلا للعبادة، فتلك عبادة الاحرار)، هذا هوالمغزى والجوهر والمضمون الاساسي من وراء يوم عاشوراء الخالد، عاشوراء، تلك الصرخة المدوية التي أطلقها الامام الحسين (ع) في أمة جده رسول الله (ص) وکانت ملحمة بدأت لتبقى خالدة على مر الازمان والاجيال بل وصارت مدرسة فکرية ومبدئية ينهل من منابعها زلال مفاهيم ومبادئ خلاقة تهدي الانسان الى ماهوأصلح وأجدى. ملحمة عاشوراء التي سجلت في ثناياها واحدة من أفظع الوقائع التأريخية وأکثرها مأساتا، لم تکن تجارة وکسبا دنيويا بحتا ولهاثا خلف حطام الدنيا وزخارفها الزائلة وانما کانت نبراسا ومنارا لکل أحرار العالم حيث يهتدون بنور أفکاره ومفاهيمه العظيمة التي تستلهم جذورها الاساسية من أعماق الاسلام الحنيف، وان تلك الجماعات والفرق التي سعت وتسعى لتجيير هذه الذکرى العظيمة من أجل مکاسب دنيوية تافهة سوف لن يجدون في نهاية المطاف غير الخزي والعار والشنار کأکليل شوك يطوقون أعناقهم به وان الامام الحسين (ع) الذي دفع حياته وحياة أهله وأحبته ثمنا من أجل نيل رضا الله سبحانه وتعالى براء من هکذا فرق ضالة مضلة وإنها ستفضح يوما وعلى رؤوس الاشهاد"کما حصل ويحصل مع العديد من تلك الفرق والجماعات المشبوهة".إننا کمجلس إسلامي عربي المرجعية السياسية والفكرية لشيعة العرب نتمسك بالخيار الوطني والقومي، نرى في عاشوراء بأنها قضية تخص جميع أبناء وطوائف أمتنا الاسلامية من دون إستثناء وان الامام الحسين(ع)لم"يخرج أشرا ولابطرا"وانما خرج"طلبا للإصلاح"في أمة جده رسول الله وليس سعيا لبث الفرقة والخلاف بينهم کما تسعى بعضا من الفرق والجماعات والاتجاهات السياسية وانه لاخير لجماعة تراهن على الفرقة والتناحر والخلاف واننا ندعوونحث خطباء المنبر الحسيني والعراقيين منهم بشکل خاص الى عدم تسييس وتجيير ذکرى عاشوراء من أجل أهداف مشبوهة ورخيصة بعيدة کل البعد عن روح ومضمون هذه الذکرى العظيمة خصوصا وان هناك أطرافا محددة سعت وتسعى لتوجيه هذه المناسبة الخالدة من أجل الوصول الى غايات واهداف مرسومة وهي في سبيل ذلك تلجأ الى خلق البدع التي لم ينزل الله تعالى بها من سلطان بحيث ان المرء يخال أحيانا وکأنه أمام منقبة ومأثرة غير عاشوراء، فقد سعوا لتجريد هذه الذکرى العطرة من مضامينها الاساسية وإظهارها بمحتوى غريب لم نألفه نحن ولا آبائنا وأجدادنا، محتوى مزروع فيه الکثير من الاشواك والنباتات الضارة أملا في حرف هذه الذکرى عن سراطها الحقيقي والواقعي، وعليه فإننا کمجلس إسلامي عربي ندعوالامة الاسلامية بشکل عام وأبناء الطائفة الشيعية بشکل خاص الى إتخاذ الحيطة والحذر والانتباه من کل اولئك الذين يهدفون من وراء إحياء ذکرى عاشوراء الى کلمة حق يراد بها باطل وان يحذروا دوما وابدا من الابتعاد عن أخوانهم ونظرائهم في العقيدة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |