أسئلة الى نوري المالكي

 

علي الحمداني

lalhamdani@rocketmail.com

  كلما حاولت تجنب الكتابة عن شخصية رئيس حكومة العراق المحتل نوري المالكي أجدني مضطراً اكثر الى أن أكتب عنه أو له، ولكنني أعود فأكتفي فقط بالإشارة اليه في متن مقالاتي وبشكل عابر معتبراً أن مايصدر عنه من أقوال أو قرارات تدخل ضمن الشطحات والتخبط التي تعبر عنها خطبه كما هي أقوال وتصرفات معيّته مثل الناطق بإسمه الدباغ ومسؤول عمليات أمنه المكصوصي وغيرهم . ثم أقرأ هنا وهناك الكثير من المقالات عنه وبعضها بالمستندات والدلالات القاطعة وأعتقد لفترة أن في ذلك كفاية ( فالرجل ) في موقف لايحسد عليه ويزداد سوءاً يوماً بعد آخر ..!  

حدثت التفجيرات الدامية المجرمة للمرة الثانية في قلب بغداد أو في حصنها الحصين الذي أخذ يعرف بالمنطقة الخضراء .. ودفع الأبرياء العراقيين الثمن . كل ذلك وبدون أن نسمع تبريراً منطقياً واحداً عن كيفية دخول السيارات الملغّمة الى مقرات الحكومة ..!

سمعنا عن إعتقالات وإعترافات .. وسمعنا عن إغتيال ضابط تحقيقات يدعى أركان جياد في مكتبه بعد أن إستدعى أحد الأشخاص للتحقيق معه ولسوء حظه كان ذلك الشخص من الإئتلاف، وحتى هذه الحادثة الغريبة تم نشرها بروايات مختلفة رغم صدورها عن مصدر واحد هو قاسم عطا المكصوصي آخرها شبيه بأفلام ( كلنت إيستوود ) راعي البقر في الغرب الأمريكي الذي يجيد إستخدام مسدسه بمهارة فائقة خارقة حيث تخبرنا الرواية على لسان عطا : أن المجرم أو المتهم قفز أثناء التحقيق الى أحد حراسه واستل المسدس من حزام الحارس وأطلق النار على المرحوم النقيب أركان وتم إطلاق النار على المتهم وإردائه قتيلاً بعد أن قتل المحقق وجرح حارس آخر ..!!

  العراقيون يسمعون .. ومَن يظن أنهم أغبياء فهو الغبي حقاً .. ولكن قدرنا أن نسمع هذه الترهات ونسكت، أو هكذا يظن مساعدي المالكي ومسؤولي حكومته .  

يوم الإثنين  2/11،  خرج ( دولة ) رئيس الوزراء بتصريحه الجديد الخطير عبر مكتبه الإعلامي وبعد لقائه السيد أوسكار فرنانديز تارانكو موفد الأمم المتحدة الى العراق لتقصي وقائع الإعتداءات التي إستهدفت مبانٍ حكومية .

التصريح الإعلامي عن لسان ( دولته ) يقول :

(( دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الإثنين الأمم المتحدة لتقديم المساعدة اللازمة لوقف التدخل الإقليمي في شؤون العراق متهماً سوريا بدعم منفذي التفجيرات الأخيرة التي إستهدفت العاصمة العراقية .. وأضاف : أن الإرهاب يحتاج الى وقفة دولية ونطلب من الأمم المتحدة أن تساعدنا في إيقاف التدخل الإقليمي في شؤوننا . إن معلوماتنا تفيد أن التدخل والتدريب واحتضان ودخول الإرهابيين لم يتوقف، وبعض دول الجوار لم تلتزم بالقرارات الدولية .. العمليات الإرهابية التي حدثت مؤخراً كان ثلاثة من المسؤولين عنها من حزب البعث وهم يتلقون الدعم من سوريا وقد اعترفوا بذلك " ... " ))

  حسناً .. لنفترض أن هذا التصريح والمعلومات التي وردت فيه صحيحة .. ولنفترض أيضاً أنه تصريح يناسب شخص بمنصب رئيس وزراء دولة .. ولكن ذلك لايعفي صاحب التصريح ولا ماورد فيه من توجيه بعض الأسئلة اليه .. وأعني بالفعل ( بعض ) فقط على الأقل في هذه المرحلة خصوصاً  أنني أعرف صاحبها منذ سنوات عديدة، منذ أيام دكانه المتواضع في حي السيدة زينب في دمشق عندما إحتضنته الحكومة السورية وأعطته حق اللجوء ورفضت تسليمه الى الحكومة العراقية ليس فقط بصفته معارضاً لها وإنما بصفته أنه إرهابي قد قام بأعمال إرهابية وإجرامية في لبنان تعرفها الحكومة السورية حق المعرفة ..!

وأجد من المناسب الآن، وهو يهاجم البعث وسوريا، ويتكلم عن الإرهاب، أن أذكّره بها، فلعل الذكرى تنفع، مع يقيني أنها سوف لن تنفع فقَدَره هو ماتمليه عليه اليد الأمريكية .. وكذلك وأستعير هنا نص كلمته، ماتمليه : ( بعض دول الجوار ) !!

 

السؤال الأول :

مَن هو جواد العلي، رئيس كتيبة حيدر التابعة لمجموعة عشاق الحسين في لبنان في الثمانينات من القرن الماضي والتي تتبع تنظيم حركة ( أمل ) بقيادة نبيه بري .. والذي كان يعمل تحت قيادة المدعو داود داود في منتصف الثمانينات تحديداً ..؟

مِن أبرز أنشطة كتيبته التي كانت تتكون من 150 إرهابياً من الإيرانيين والعراقيين الأعضاء في حزب الدعوة هو المشاركة في تفجير السفارة العراقية في بيروت، إغتيال مالايقل عن 50 من ضباط في منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك . وعندما بدأ الفلسطينيون بتصفية بعض عناصر مجموعته، قام بالهرب الى سوريا حيث تم منحه حق اللجوء هناك، وبقي يعيش على خيراتها لسنوات وسنوات ..!

للشعب العراقي نقول : أن جواد العلي هو جواد نوري المالكي .. أو كما كان يعرف لدى زملائه العراقيين الباعة في سوق السيدة زينب ( بجودي أبو السبح ) .. أو جواد الطويرجاوي .. ثم أصبح الآن : نوري المالكي رئيس وزراء العراق ..!!

قبل تكذيب هذا الخبر من قبل البعض، كما نتوقع، نقول أن الفلسطينيين لازالوا يحتفظون بأشرطة فيديو تتضمن إعترافات من ألقوا القبض عليهم من أعضاء كتيبتكم وتشير الى إسمك وتظهر صورك، وقد تم تسليم نسخ منها الى الحكومة العراقية آنذاك ..!!

 

السؤال الثاني :

لماذا هذا الإنقلاب الفجائي على الحكومة السورية بعد أن كان وضعكم ( يادولة الرئيس ) معها (سمن على عسل ) ..؟

لانقول : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان . لأننا نثق أن الأمريكان عندكم أعلى من الإحسان . سوريا هي نفس سوريا، والحكم فيها هو نفس الحكم .. وهي التي رفضت تسليمكم الى العراق !

نحن ننظر الى الموضوع من زاويتين : أولهما أنه قد تم إستخدامكم كورقة ضغط ضد سوريا ولا تزالون، وهي، أي سوريا في موقف حرج مابين لبنان والتهم الموجهة اليها وإسرائيل وضغوط المفاوضات معها بوساطة تركيا، وعلاقاتها مع إيران .. فأصبحتم ( يادولة الرئيس ) خير معين للمخطط الأمريكي ـ الإسرائيلي، يقابله صمت إيراني مقصود لما تقومون به والأسباب معروفة !

أما ثانيهما، فهو دخول تركيا على خط اللعبة السياسية وبذكاء يبدو أنه بدأ يؤرق العيون الإيرانية فتم إيصال ذلك لكم شخصياً عبر قنوات الإتصال بينكم وهي كثيرة، فاستيقظت فيكم غيرتكم الطائفية رغم أن ذلك يشكل تناقضات سياسية للخطط الأمريكية التي تسيرون عليها، ولابد أن الأمريكان يقدرون ذلك بعد أن خبروا شخصيتكم جيداً ..!!

 

السؤال الثالث :

لماذا وأنت تحدث الشعب العراقي، المنكوب والمغلوب على أمره، عن الإرهاب والتفجيرات الإرهابية في بغداد ( وأنتم أصحاب خبرة في الإرهاب ياأستاذ جواد العلي ) .. لماذا تحاول دائماً إستخدام عبارات هلامية ومطاطية فتشير الى كلمة دول الجوار وهي كلمة عامة .. ثم تسمي سوريا على وجه الخصوص ..؟

هل تجهل حقاً ماقامت وتقوم به إيران وعلى مدى سبع سنوات عجاف من عمليات تدريب للإرهابيين وإدخال الأسلحة لقتل العراقيين وتسيير كل صغيرة وكبيرة على يد ميليشياتكم ورجالهم في المؤسسات الأمنية وبواسطة فيلق القدس الفارسي ..؟

لماذا لم نسمع يوماً واحداً ولو لمرة واحدة كلمة لوم توجهها اليهم بالإسم وعلناً أمام شعب العراق والعالم أو حتى لنقل ( كلمة عتاب ) ..؟

إذا كان كل ذلك أكبر من طاقتك وخارج عن يدك لإعتبارات معلومة .. فما جدوى بقائك في كرسي الرئاسة وأنت لاحول لك ولا قوة ..؟

وهذا سينقلني الى السؤال الرابع ..  

السؤال الرابع :

قام يوم أمس 4/11، علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني بزيارة الى بغداد وكان من ضمن تصريحاته وأهمها مباركة إيران للخطوات التي تتخذونها للتحالف من جديد وضمن إئتلاف واحد مع كتلة الإئتلاف الوطني والتي تعني كما تعلمون كتلة المجلس الأعلى وأخواته بعد رفضكم كما صرحتم سابقاً بالإنضمام الى هذا الإئتلاف وبعد أن أطلقتم على إئتلافكم ( دولة القانون ) !

فكيف يمكن أن يتم ذلك (يادولة الرئيس) ..؟

كيف يتفق إئتلاف دولة قانون مع إئتلاف يضم ميليشيات بدر والمهدي وفرق موت الجلبي ..؟

شعب العراق ينتظر جواباً منك على ماقالته إيران .. فهل ستبقى رئيس قائمة دولة القانون أم ستصبح قطعة جديدة في إئتلاف الميليشيات ومع من إنشق من حزب الدعوة ..؟

أعتقد في كلا الحالتين، فإن شعب العراق يدرك الجواب على ذلك .. وهو ببساطة أنك لاتستطيع أن تكون إلا طائفياً .. ولاتستطيع أن تخرج عن طوع الأمريكان والذين بدورهم يروقهم إستمرار حالة الفوضى الداخلية في العراق والتي عملت على تكريسها لهم مدة أربع سنوات وستبقى كذلك كما يبدو سواء أكنت رئيس دولة قانون أو رئيس طائفي في حكومة عصابات ففي كلا الحالتين ستقدم الخدمة المطلوبة للمخطط الأمريكي في تكريس حالة الإحتلال وبعد أن تم حسم موضوع رئاستكم القادمة .

كم نتمنى أن نسمع منك جواباً مسؤولاً وبحجم رئيس وزراء ..

وعلى طريقة الإمتحانات في المدارس لك (سؤال ترك) إن شئت .. وأجبنا على الأسئلة الباقية !!! والسلام على مَن إتبع الهدى .  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com