|
لقد جاوز الظالمون المدى
ابتسام يوسف الطاهر مرة أخرى تتعالى صيحات الأبرياء "لماذا؟"..وهم يرون ما خلفته جرائم التفجيرات في أكثر من مكان.. مدرسة تتحول الى ركام، وطفل يحمل دفتره ملطخا بدماء زملاءه الذين قتلتهم أيدي مجرمي مقاومة البعث.. أو مخلفاتهم فهم لا يختلفون عن مجرمي القاعدة بحقدهم على الحياة والإنسانية أو بعمالتهم لأمريكا التي صنعتهم بالأمس. لم يتعلم المسئولون بالعراق ولا وسائل الأعلام من الدروس اليومية.. فبين الحين والآخر تظهر التصريحات وبشكل مبالغ فيه للتأكيد على تحسن الوضع الأمني.. تلك التصريحات التي لا تمر عليها أيام حتى يتبارى الإرهابيون بالتفجيرات وارتكاب جرائم القتل في أكثر من مكان ومدينة! حتى صار البعض يتندر بأن التصريحات تلك كما لو أنها إشارة للإرهابيين ليضربون من جديد! فمع كل تأكيد من هذا النوع يتراخى البعض من رجال الأمن والشرطة أو العسكريون في مسؤولياتهم أكثر مما هم عليه، ويتهاون البعض منهم في عملية التفتيش والحزم بتطبيق القانون خاصة مع من هم جزء من العملية السياسية ويرتكبون جرائمهم لتخريبها بنفس الوقت.. مما يجدد الفرصة ويمهد الطريق للمجرمين وأعداء الشعب العراقي ليواصلون التدمير والتخريب والقتل!. وبالرغم من قرب الانتخابات والتي تحتم على أجهزة الأمن العمل بحرص اكبر وجهادية أكثر، لاسيما والتجارب علمتنا أن البعض ممن دخل الانتخابات لا يعرف أنها وسيلة للتباري على من يخدم الشعب أكثر ويحقق له مطالبه.. لا يعرف غير الجريمة التي عوده عليها عصابات البعث فيتبارى على القتل والدمار لأنه يعرف مصيره الانتخابي، معتقدا انه سيفلح حين يروع الناس ويخوفهم!. ومع كل خبر يهز الأمل ويشعل جمرات الغضب، أجد نفسي أردد من جديد "أخي جاوز الظالمون المدى" التي سمعناها بعد العدوان الإسرائيلي على مصر.. يومها هب شباب العراق ليلتحقوا بالمقاومة التي لم يكن لها تصنيفات كما هي اليوم! اليوم في العراق لقد جاوز الظالمون كل مدى.. ولكن لم يهب احد لنجدتنا بل تحالف من سموا أنفسهم (مجاهدين) مع كل قوى الشر ليكونوا هم الظالمون وليتجاوزوا كل الأعراف وكل مدى. يكشرون عن أنياب حاقدة أشد قسوة من أنياب العدو التاريخي! فلم تفعل إسرائيل بمصر ولا حتى بفلسطين ما يفعله عصابات البعث اليوم وحلفائهم أرباب السي آي أي (CIA) من جهلة القاعدة ! فكيف لي أن أنادي "أخي جاوز الظالمون المدى"! وبعض أخوتي هم مرتكبين الظلم بل الجرم الذي جاوز ذاك المدى. ومن سيجرد حسامه من غمده؟ وضد من؟ فقد جرد بعض الأخوة الأعداء"المجاهدون " او "المقاومون" حسامهم ضد أطفالي وأهلي وكل المتعبين من أحبتي، وما اهتز ضميرا للأشلاء الطرية تتناثر بالطرقات التي غسلوها بدم المتعبين.. وبلا ذنب .. غير حبهم للحياة وصبرهم عقودا على الظلم وصراعهم مع الزمن لعل الآتي أفضل. يقتلون أبناء من لبوا بالأمس القريب نداء فلسطين ولبنان ومصر حين صاحت "أخي جاوز الظالمون المدى" وقاتلوا مع أخوتهم "العدو".. أخوتهم.. الذين تحالفوا اليوم مع عدو الأمس واليوم، سرا وعلنا، ليقتلوا أبناء العراق الأبي!!؟ هم أنفسهم من أرسل جنوده لقتلوا العراقيين مع قوات أمريكا وحلفائها في 1991، وحاصروا الشعب العراقي واليوم وقد ازداد حقدهم ، وصار القتل أكثر بشاعة لا تماثله حتى جرائم إسرائيل ضد غزة!؟ تختنق الصرخة وتبعثرها الدموع فأصيح "وطني .. لقد جاوز الظالمون المدى".. فمتى يحق القصاص ويحق الفدى؟ ما الذي فعله أبناء العراق ليتحالف كل الأشرار ضدهم!!؟ ألانهم قاتلوا العدو الصهيوني مع أخوتهم في فلسطين ولبنان ومصر؟ أم لأنهم فتحوا أبواب الوطن لتستقبل متعبيهم وفقرائهم ليمنحوهم فسحة من العيش الكريم؟. بينما اليوم يمنع العراقي من دخول أي بلد حتى البلدان التي رفعت شعار الوحدة!؟ أهذا جزائهم على كرمهم وحبهم للغير؟ أهذا جزاء العراقي الذي تنعم على حسابه كل "الأخوة" الأعداء والجيران؟ الذين تصول إسرائيل وتجول بأراضيهم ويتحالفون معها علنا وسرا والمجاهدين والقوميون لم يعرفوا أعداء لهم غير شعب العراق وأطفاله!؟ أم لأنه سمح لعصابة البعث لأكثر من ثلاثون عاما تتحكم بالناس والمال والعباد؟ ثلاثون عاما والبعث يبعثر أموال العراق بحروب فسحت المجال لإسرائيل لتخطط وتحتل ما شاء لها الهوى وتركّع "كل اللاءات " التي زايد عليها الكثيرون.. ولتضرب المفاعل النووي العراقي ولم يرد عليها بغير الشجب ! بينما اليوم لا تجرؤ إسرائيل على المساس بمفاعل إيران النووي بالرغم من الاحتجاجات الأمريكية عليه! حروب صدام التي رفضها بعض الجنود العراقيون الشرفاء ليلتحقوا بالمقاومة الفلسطينية! لإيمانهم أنها المقاومة الشريفة الوحيدة.. اليوم يعاقب العراقيون لتخلصهم من صدام ! عميل أمريكا الأول بل وعميل إسرائيل الأخطر.. فلم يخدمها عميل مباشر كما خدمها صدام وعصابته. فاحد بواقي العصابة الصدامية (مشعان الجبوري ) أعلن من قناة عربية بضحكة بعثية عريضة على أن الأموال التي سرقها من شعب العراق يمنحها لكل من يستعد لقتل الأبرياء ممن رفضوا أسياده الخونة! فالدم المسفوح على الأرصفة الخربة هو دم العراقيين! وليس دم قوات الاحتلال كما يدعي هو وباقي العصابات.. وهنا يكشف غطاء آخر عن نتانة التحالف بين حزب البعث والاحتلال الأمريكي! فأعمالهم تفضح ذلك التحالف، مهما نطقوا بغير ذلك، فقد افتضح أمرهم وما عرف عنهم من الكذب والخداع. حيث ازدادت جرائم التفجيرات بعد قرار خروج قوات الاحتلال لأضعاف!.. فمن يقتص من هؤلاء القتلة ومرتكبي المجازر بحق الشعب الذي تسامح معهم بالرغم من خياناتهم!؟ أهكذا يكافأ العراقيين ؟ يقتل الآلاف منهم تحت مسميات تافهة أُسْتُفرغت من كل معانيها؟.. صرت اشعر بالغثيان حين أسمع كلمة مقاومة أو جهاد! بعد ان صارت صنوا لمشاهد مروعة لأسواق شعبية مثل الشورجة والغزل حيث لا تجد هناك غير العمال والحمالين والفقراء المتعبين والنساء والأطفال تتناثر أحلامهم مع أجسادهم الطاهرة باسم الجهاد!؟ أو صورة بنايات تتهاوى على جنود مساكين وأناس متحمسين لبناء الوطن الذي تكاثرت عليه سكاكين الظالمين .. أو صورة مدارس متعبة تتحول لركام وتقتل أحلام الصغار بان سيكون لهم مدارس نظيفة ومريحة في يوم ما!!؟ المجاهدين الذين كنت أجلهم في فلسطين والجزائر، اليوم صاروا هم الأعداء تستخدمهم أمريكا وعصابات البعث أو غيرها لقتل الأبرياء. والمقاومة التي كانت اسما مقدسا ونحن نقرا عن المقاومة الفرنسية أو مقاومة العراقيين للعدو الصهيوني ، جعلها عزت الدوري وعصابات البعث و(القومجيون) الباحثون عن الشهرة والمال مهما كان ملوثا، جعلوها مسخا أكثر بشاعة من مسخ كافكا.. فمقاومتهم ضد الشعب، الذي تحمل منهم الويلات ولم يفكر بالانتقام منهم، و للأسف لم يطالب بإبادتهم والقصاص منهم ليكونوا عبرة لكل ظالم يتجاوز المدى.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |