سوريا تفقد رصيدها الشعبي العراقي كل يوم!

 

حميد الشاكر

الحقيقة لااعلم ما الذي يدفع سوريا هذا البلد الذي تطلّع العراق وشعبه دوما الى بناء افضل العلاقات وامتنها مع حكومة سوريا وشعب سوريا الشقيقة لولا ما كان يعيقه نظام الصداميين المقبور من اقامة هذه العلاقة لاسباب معروفة من قبل نظام البعث الصدامي المباد ... لااعلم ما الذي يدفع سوريا اليوم بانتهاج سياسة العدوان ضد العراق وشعبه وحكومته العراقية المنتخبة، بحيث ان كل الدلائل التي بحوزة الحكومة العراقية والشعب العراقي حول العمليات الارهابية الصدامية والقاعدية الوهابية ونشاط المجرمين داخلها وتمويلها والتخطيط الاسنادي الاستخباراتي لها .. تشير الى تورط مسؤولين في حكومة سوريا القائمة اليوم بمساندة وايواء ودعم ميلشيات البعث المجرمة وحليفهم القاعدي السعودي الوهابي التي تمارس الارهاب وتسفك دماء العراقيين وتدمر ثروتهم وتحطم استقرارهم كل يوم وكل لحظة وكل طرفة عين ؟!.

كما اننا كعراقيين وليس كحكومة ودولة ومؤسسات سياسية لانعلم لهذه اللحظة ماهي الحكمة السياسية العميقة جدا التي تدفع بعض قادة حكومة سوريا الى استعداء الشعب العراقي كله ليكون ضدها وهي تمارس ايواء الصداميين الارهابيين علنا وتغض النظر وبلا مبالاة تذكر عن كل مناشدات الحكومة والشعب العراقي ومطالبتهم باحترام أمن العراق ودماء شعبه وعدم مساندة الارهاب ضده !!!.

هل بسبب ان العراق الجديد يعيش حالة عدم اللااستقرار في اجهزته المخابراتية والامنية والدفاعية ولذالك ربما ارتأى بعض قادة دمشق ابتزاز العراقيين وتركيعهم من خلال الارهاب مثلا للسيطرة فيما بعد عليهم واخضاعهم للتبعية لسوريا سياسيا واستراتيجيا واقتصاديا وثقافيا ايضا؟.

أم ان هناك من بعض القادة السوريين من له استرتيجية معينة تجاه العراق ترى في استقرار العراق وامنه تهديدا للمصالح القومية والامنية السورية مباشرة مثلا من جانب اخر، ولذالك استقرّ راي قادة سوريا على وجوب ان لايستقر العراق امنيا ولايتنفس شعبه الحرية او يذوق طعم الاستقرار سياسيا ؟.

ثم اذا كان استقرارنا السياسي في العراق مهددا للامن القومي السوري فمن حقنا كشعب عراقي ان ندرك الكيفية التي من خلالها يكون استقرارنا في وطننا العراق هو وبنفس الوقت تهديدا للجارة الشقيقة سوريا وحكومتها وقادة حزب البعث العربي الاشتراكي فيها !!.

نعم نحن في العراق ندرك انه ليس لدى جميع العراقيين حكومة وشعبا اي نوايا سيئة ضد سوريا او ايران او تركيا او الكويت ... وليس لدى العراقيين ايضا استراتيجية مُخططة للتلاعب بامن هذا البلد الجار او ذاك من البلاد العربية والاسلامية المحيطة بالعراق، وليس العراق في وارد ان يفكر بايذاء غيره قبل ان يفكر ببناء ذاته وعمران وطنه والالتفات لشأنه الداخلي المحتاج لعشرات السنين من الترميم ليعود لحالته الطبيعية كدولة تخدم شعبها والمنطقة .....الخ !!.

ولكننا لهذه اللحظة وكعراقيين ايضا لاندرك ماهية فلسفة قادة البعث في سوريا التي تحاول مع دول العالم كله ان تفتح افضل العلاقات والقنوات السياسية المتوازنة سواء كانت دول كبيرة او صغيرة وعربية او اعجمية واسلامية او غير اسلامية، بما في ذالك عدوتها اسرائيل، ماعدى العراق فان قادة دمشق تنظر له على اساس انه الموت القادم لها من الشرق ويحمل معه زوالها الى الابد ولابد عليها ان تناهضه وتعمل جاهدة على تدميره باي شكل كان وتحت اي مسمى يمكن تسميته !!.

ماذا يريد القادة السوريون من العراق وامنه ودماءه وشعبه واستقراره ؟.

ولماذا هم مساهمون بسفك دمه وتدمير معيشته وقتل ابنائه وحرق اطفاله ونساءه ؟.

وكيف يريد القادة في سوريا ان ينظر لهم الشعب العراقي وهم لم يتركوا وسيلة للاضرار بالعراق لم ينتهجوها منذ تغيير حكم المقبور صدام حتى اليوم بما في ذالك احتقارها اللامحدود للدماء العراقية واستهتارها بكرامة كل العراق وعدم الالتفات لكلمته ومناشداته وحتى صراخه السياسي الذي يحاول حتى اليوم ان يكون اخويا وليس عدائيا معلنا للحرب !؟.

على قادة سوريا ان يفكروا بجدية ان سياستهم المعادية للعراق وعدم التفاتهم للمطالبات العراقية المحقة، واستمرارهم في غيهم وفي عدوانيتهم ضد العراق وشعبه قد وصلت نقمتها الى عظام جميع العراقيين بالداخل ولم تقتصر فحسب على اروقة دولة العراق الجديد ومؤسساتها الحكومية وكوادرها الحزبية وغير ذالك، بل بدأ العراقيون وبجميع طبقاتهم الشعبية تتسائل بجد حول : ماذا يريد السوريون من العراق وشعبه ؟.

ولماذا تساهم سوريا بتدمير العراق وقتل شعبه بهذه الصورة اللاادمية واللابشرية واللاحتى انسانية ايضا ؟.

وهل ينتظر السوريون بالفعل كما اشيع عراقي، لانتفاضة شعبية عارمة ضد سياستهم تخرج في جميع شوارع العراق في الداخل ليدركوا حجم العدوان والضرر الذي تمارسه حكومة سوريا ضد العراقيين ودمائهم واستقرارهم وامنهم بايوائها للارهاب والارهابيين ومساندتهم والتعاون معهم استخباريا ولوجستيا واقتصاديا وعسكريا وغير ذالك ؟.

أم ان ماصدر الى هذه اللحظة من قادة سوريا ضد العراق هو كاف ويجب تغييره ومراجعة استراتيجياته والذي وضعها لتصل بالعلاقة العراقية السورية الى هذا المستوى من الانحدار بين البلدين وسوف لن يقف عند الشعبين ان استمر القادة السوريون بنفس هذه السياسة المعادية للعراق وشعبه والمعتدية عليه بلا ذنب ولاجريرة من قبل العراق والعراقيين !!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com