|
السياسة الحسينية .. (1) الحاج هلال فخرالدين البيان الاول لاخطر ثورة انسانية وفريد نهضة اسلامية .. جاء في الذكر الحكيم قوله سبحانه :(كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) المائدة :79 هذه الاية الكريمة في سلسلة ايات تتحدث عن ضلال وبغى اليهود من بني اسرائيل وفسادهم في الارض وعدم تناهييهم عن الظلم والعدوان واجتراح المحرمات والاستخفاف بكل المباديء والتنكر لقيم الاصلاح والصلاح ..وهذا ماحصل بالفعل فى الامة الاسلامية بنزوا بنيى امية على سدة الحكم وتفرعنهم وطغيانهم واستخفافهم بكل القيم وارتكابهم مجاز رهيبة وفضائع شنيعة سودة صفحات التاريخ واستسلام الامة وخنوعها لهم والمصطفى (ص) كان يؤكد على الامة بانها اذا خافت من الظالم ان تقول له ياظالم فقد تودع منها وقوله (ص)ان افضل الجهاد كلمة حق في وجه امام جائر او حاكم ظالم ..لكن بفتاوى مرتزقة المعممين المخدرة للامة ومنحها الشرعية للطغات على انهم خلفاء حق بتبرير كافة جرائمهم وتسويغها وجعلها من صلب الدين بل وان الجبابرة مثابون على كل مايقترفونه من جرائم وما يجترحوه من موبقات ....في هذه الاجواء المكفهرة نهض سبط النبي المختار(ص) واعلنها ثورة حسينية مجلجلة تقظ مضاجع الجبابرة وسلاطين الجور..في مشروعه المفتوح للتغيير لاحياء رسالة جده لما لحق بها من طمس وتزوير فقد فجر الامام الحسين بنهضته المباركة الدنيا وعلى مدى العصور وحتى ظهور المصلح العالمى حيث استمدت من مدرسة الحسين التضحوية فى سبيل المبدء ليس فقط الثورات والانتفاضات الاسلامية وقيام الامبراطوريات الاسلامية بل والعالمية لافاق ابعادها الانسانية .. كيف لا وهو من جده النبى (ص)وجده منه(ع) كما قال المصطفى :(حسين منى وانا من حسين)وكانت نهضته فتح جديد للاسلام على نهج جده المصطفى (ص).. وقد ضمن الامام الحسين خطبته معلنا للملء: (اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ..وانما لطلب الاصلاح في امة جدى رسول الله ..فمن قبلنى بالحق فالله اولى بالحق ...الاترون الى الحق لايعمل به والى الباطل لايتناها عنه ...) مستشهدا على ضلال وظلم بني امية وعسف سيرتهم وسومهم الامة الذل والهوان واستباحة كل الحرمات وشمول عدوانيتهم وطغيانهم وطالت عنصريتهم كافة مرافق حياة الامم والشعوب في هذه الفقرات حدد الامام الحسين برنامجه الاصلاحي الشامل وثورته التغييرية الانسانية ونهضته الاسلامية الفريدة التي اصبحت منارا للدنيا كلها تستضيء بنورها وتنشد الاحتذاء بها تهفوا الى السير في طريقها وتفتخر بالاخذ بها وانتهاج سبيلها ... فقد تواترت الاخبار ان معاوية دعى ابو سفيان شيخ الطلقاء وابن اكلة الاكباد واحدى اصحاب الرايات بعصاباته الاشقياء تسلط على الامة بالغلبة والسيف ونزى على نظام الخلافة بالابتزاز والارهاب فهو خارج على الشرعية وباغى على الامامة باجماع المسلمين وشاق عصا المسلمين وشان الغارات على بلاد الاسلام وحياظ الامنين للسلب وانتهاك الاعراض ومبير الصحابة وصلبه للصلحاء والقراء على جذوع النخل وقتله صبرا للابرار والاتقياء وتمكين جلاوزته من رقاب المسلمين وعن فظيع جور بني امية واستخفافهم بكل القيم واجحافهم بالامة ونهب اموال العباد بلااي وازع من دين او ضمير ويقول طاغية الطلقاء معاوية (ماقاتلتكم لتصلوا او تصوموا بل لاتامر عليكم ..) ويوصى ولاته ويؤكد عليهم (باستخلاص كل بيضاء وصفراء من العباد وارسالها اليه ).. يقول الامام الزمخشري في ربيع الابرار قال :(قال معاوية : اما ابو بكر فقد سلم من الدنيا وسلمت منه واما عمر فقد عالجها وعالجته واما عثمان فقد نال منها ونالت منه واما انا فقد ضاجعتها ظهر لبطن وانقطعت اليها وانقطعت الي )... ويقول احد فراعنتهم لاحد ولاته (احلب الضرع فاذا انتهى فحلب الدم..) وبلغ من جبروتهم ان يرمي دعى ال ابي سفيان الكافر يزيد الكعبة بالمنجنيقات ويحرقها واستباح مدينة الرسول وهتك الاعراض واستباح الحرمات واخذ البيعة من الصحابة والتابعين على انهم خول له (عبيد) واباد العترة الطاهرة وذبح سيد شباب اهل الجنة وساق مخدرات اهل البيت اسارى يطاف بهم في البلدان حتى بلغت الجرأة بطاغيتهم الوليد ان يصعد على سطح الكعبة ويشرب الخمر بل ومزق القران برمية بالنبال غير مكترث ولا مبالى وخاطبه قائل :: اذا ما جئت ربك يوم حشر فقل يارب مزقنى الوليد حتى لف ظلمهم الامة من اقصاهى الى اقصها وذاقت الويل والثبور من شدة وطأة كابوسهم وفضيع عدوانهم وفظاظة ارهابهم حتى بذبح الاطفال وابادة الحجيج ..انظركتاب الغارات للثقفى في اغارة بسر بن ارطاة على اليمن ومكة والمدينة ..ولقوة بطشهم وطول مدة تفرعنهم وسعة ملكهم حتى لليخيل للناظر انه لاينقشع عن الدنيا ظلام تسلطهم ولاتنجلى غبرة استعبادهم ولايزول افسادهم .. وفي خطبه للامام على يخبر بما ستؤول اليه دولة الظلم الاموية من الخراب وتعد احد مكارمه او معاجزه في انبائه بالمغيبات وما سيكون مصيرالطغمة الباغية من ظلمات اراهابهم الاسود :(حتى يظن الظان أن الدنيا معقولة على بني امية تمنحهم درها وتوردهم صفوها ولايرفع عن هذه الامة سوطها ولاسيفها وكذب الظان لذلك بل هي مجة _ ساعة- من لذيذ عيش يتطعمونها ثم يلفظونها جملة) حيث تلاحقهم اللعنات .....وفي خطبة اخرى يقول الامام علي :(وآيم الله ليذوبن ما في أيديهم آلعلوا والتمكين كما تذوب آلالية على النار ) والامام يحذر الامة من فتنة بني امية لانها طخية عمياء (ألا وإن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني امية فإنها فتنة عمياء مظلمة عمت خطتها وخصت بليتها وأصاب البلاء من أبصرفيها وأخطأ البلاء من عمى عنها وآيم الله لتجدن بني امية لكم أرباب سوء بعدى ..ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية وقطعا جاهلية ليس فيها منار هدى ولا علم يرى) ..ويشملهم قوله سبحانه(ولاتقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من ءامن به وتبغونها عوجا وآذكروا إذا كنتم قليلا فكثركم وآنظروا كيف كانت عاقبة آلمفسدين) الاعراف:86 ولكون الامة الاسلامية هى خير امة اخرجت للناس بامرها بالمعروف ونهيها عن المنكر فاذا لم تمارس دورها بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر تخرج من دائرة الخيرية او فقدت حق الخيرة وهذا مايقره حتى الخليفة عمر بن الخطاب وجاء في صحيح مسلم عن رسول الله (ص) قال: ( ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الاكان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لايفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من ايمان حبة خردل) ومن هذا المنطلق الخطير بادر سليل النبوة وربيب الامامة سيد شباب اهل الجنة باطلاق صرخته الرسالية الانسانية الفريدة المدوية في وجه الاستهتار الاموى المنتهك لكل الاعراف والمتمادي بالاجرام والافساد والارهاب فى فترة من الخنوع الرهيب والنفاق المريع فشروا بثمن بخس شيوخ المعممين فحرفوا لهم السنة وافتوهم بما ويتوافق ومشروع الطلقاء بمسخ الرسالة واستأصال حملتها.وفى هذا الصدد يؤكد الشهيد الحكيم قائلا:(إن مأساة أبى عبد الله الحسين (ع) أطروحة غيبية تفضل الله سبحانه وتعالى بها على عباده لتكون هذه المأساة قائمة وحية فى ضمير كل إنسان يدرك إنسانيته وهى موعظة من ربنا تتجسد أمامنا كل حين وشفاء لما فى صدورنا لانها ترسم لنا خط الشهادة والتضحية والجهاد فى سبيل الاسلام وفى مواجهة الظلم والطغيان).. واخيرا هل يمكن صياغة مشروع تحرري انساني شامل لنهضة سيد الشهداء الامام الحسين (ع)...وتحويل حمم الطاقات الهادرة وصرخات الضمير المدوية ليوم عالمي للثورة على الظلم والظالمين ..ونصرة المظلومين والمحرومين وجعلها ترنيمة مقدسة تنبض بها القلوب وتحيا فيها النفوس قبل ترديدها على الشفاه وهتاف الحناجر؟!!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |