|
وهج من نور - الرسول والهجرة والتأريخ الأسلامي صادق الصافي في كتابهِ - المائةُ الأكثرُ تأثيراً في التأَريخ - يقول مايكل هارت .. كانَ محمد الرجل الوحيد في التأريخ الذي نجح في مهمته الى أقصى حد ..سواءاً على المستوى الديني أم على المستوى الزمني . لقد كان رسول اللة - ص - معلماً دينياً ومصلحاً أجتماعياً وقائداً أخلاقياً مثالياً وأباً حنوناً لم يجاريه أحد, حيث وصل الى هذا الحد من كمال الأخلاق، بل كمال العقل وكمال الأدب و حسن السياسة بأعترافه - ص - أدبني ربي فأحسن تأديبي، فنزلت الآية الكريمة - وأنكَ لعلى خُلقٍ عظيم- أنبهر في صفاته كبار الأدباءوالكُتاب في العالم، وقالوا عنه أروعَ الكلام .. فالشاعرالفرنسي الشهير لامارتين, يقول أن أعظم حدث في حياتي، هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة واقعية، وأدركت مافيها من عظمة وخلود . لما أصيب الرسول الكريم -ص- في معركة أحد،قيل لو دعوت عليهم .. فقال .. أني لم أُبعث لعاناً ولكني بعثت داعياً ورحمة، اللهم أغفر لقومي فهم لا يعلمون - . الفيلسوف الأنكليزي برناردشو .. يقول عنه - لم يسجل التأريخ أن رجلاً واحداً, سوى محمد، كان صاحب رسالة وباني أمة ومؤسس دولة،هذه الثلاثة التي قام بها محمد،كانت وحدة متلاحمة،وكان الدين هو القوة التي توحدها على مدى التأريخ. أما المستشرق لين بول.. فقد قال ..أن محمداً كان يتصف بكثير من الصفات الحميدة واللطف والشجاعة و مكارم الأخلاق، كيف لا، وقد أحتمل محمد عداء أهله و عشيرته أعواماً .. فلن يهن له عزم، ولا ضعفت له قوة،على شفتيه أبتسامة حلوة، تجذب القلوب الى صاحبها جذباً. هذا العداء والأيذاء والقهر الذي تلقاه الرسول وأصحابه ممن حوله, جعله يهاجر من مكة الى المدينة المنورة، وكانت هذه الهجرة قد غيرت تأريخ البشرية كلها بما حملته من معانٍ عظام مع قوة الأيمان لأنها هجرة الى الله. ..في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطاب - ست عشرة أو سبع عشرة من الهجرة -كتبَ اليهِ - أبو موسى الأشعري - أنه يأتينا منك كتب ليس لها تأريخ - فأستشار عمر أصحابه، فقال بعضهم - أرخوا بتأريخ الروم،وقال بعضهم أرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكها، فكرهوا ذلك، فقال بعضهم أرخوا من مولد النبي، وقال آخرون، من مبعث الرسول، وقال آخرون من هجرة الرسول، فقال الخليفة عمر ..الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها، فأتفقوا على التأريخ من الهجرة النبوية، وأتفق رأي عمر و عثمان وعلي أن يكون المحرم أول الشهور . لأن العرب كانوا يحرمون القتال فيه, والأشهر الحرم الأربع - ذو القعدة وذو الحجة ومحرم و رجب . قال تعالى - أِن عدةَ الشهور عند اللة أثنا عشر شهراً في كتاب اللة يوم خلق السموات والأرض منها أربعةٌ حرمٌ ذلك الدين القيمُ فلاتظلموا فيهن أنفسكم - صدق اللة العظيم - التوبة 36 - . أي جعل الذنوب فيهن أعظم والعمل الصالح أعظم . أن الكلمة الطيبة أجمل ما نستقبل به عامنا الهجري الجديد، في وداع عام بين عامين، قال تعالى -وقولوا للناس حسناً - وقال تعالى - قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن - وقال تعالى - اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه - صدق الله العظيم . و خير الناس من نفع الناس،خير ما نختم به القول عن رسول كريم ..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |