اهداف ايران من احتلال بئر الفكة النفطي العراقي

 

د.عصمت موجد الشعلان

 marahbukai@gmail.com

قامت مفرزة عسكرية ايرانية مع فنيين ليلة الجمعة الفائت 18-12-2009 بأحتلال بئر الفكة النفطي (رقم 4) العراقي ورفع العلم الأيراني على برجه، أن هذا العمل يعتبر انتهاكا خطيرا لسيادة العراق وأستفزازا لمشاعر  العراقيين وتأجيجا للكراهية العنصرية والطائفية في البلدين والمنطقة ويفتح الباب على مصراعيه لتدخل دول المنطقة وامريكا وهذا ليس في صالح ايران اطلاقا.

لم تسلك الحكومة الأيرانية الطرق الدبلوماسية واتباع الأتفاقيات السابقة في حل النزاعات المتعلقة بالحقول النفطية الحدودية كالأتفاقية التي وقعها وزير النفط العراقي الدكتور حسين الشهرستاني أواتباع الطرق التي استعملت في استغلال حقل النفطخانة في خانقين الذي يمتد داخل الأراضي الأيرانية حيث تم تبادل المعلومات  الفنية ووضع برامج متفق عليها بين الدولتين لأنتاج النفط في الجانبين العراقي والأيراني بشكل يحقق مصلحة الطرفين، وعلى هذا الأساس وضع مشروع اتفاقية في آب 1963 ، وقد تضمن مشروع الأتفاقية: تبادل المعلومات المتعلقة بالأمور الجيولوجية وهندسة النفط والأنتاج وتحديد حجم اعلى للأنتاج ومعدل انتاج كل طرف وتشكيل لجنة مشتركة وفي حالة عدم التوصل الى اتفاق يحال الخلاف الى خبير دولي لدراسته واتخاذ القرار المناسب، ولكن مشروع الأتفاقية لم يصادق عليه من قبل البلدين. 

أن توقيت احتلال البئر وبالصورة التي جرت من قبل ايران يثير التساؤل والشكوك حول نواياها وحول علاقة سوريا واطراف سياسية عراقية في ذلك، أن لم نكن مخطئين، فأن ما جرى وما سيجري هدفه التأثير على الأصطفافات السياسية في الساحة العراقية لصالح الساسة العراقيين الذين نشأوا وترعروا في احضان ايران، فأيران تسعى بلا كلل من اجل فوز الأكثر طائفية في الأنتخابات النيابية في آذار القادم، كما لا نستبعد الدور السوري في هذه العملية بسبب مطالبة حكومة العراق للحكومة السورية بتسليم البعثيين الذين خططوا ومولوا التفجيرات التي حدثت في بغداد في آب وتشرين الأول وفي هذا الشهر. 

اعترف النظام الأيراني بمجلس الحكم الموقت الذي عينه بريمر وبالحكومات العراقية بعد سقوط النظام البعثي الدكتاتوري  سنة 2003، وتطورت العلاقات بشكل ملحوظ مما اثمرت عن توقيع العديد من الأتفاقيات ومذكرات التفاهم، فالمستفيد الأكبر من ذلك اقتصاديا ايران، كما تم تشكيل لجنة عليا لتفعيل ومتابعة اللجان الأقتصادية والأمنية والحدودية بين البلدين، فلماذا تجاوزت ايران كل هذه اللجان واستعملت القوة العسكرية؟ أليس من اجل التأثير على نتائج الأنتخابات؟. 

يبلغ طول الحدود بين العراق وايران 1500 كيلومتر زرعتها ايران بقنابل موقوتة والغام تفجرها متى شاءت، ولم يتم تخطيط الحدود البرية وترسيمها بناء على بروتوكول القسطنطينية عام 1913 ومحاضر لجنة ترسيم الحدود عام 1914، كما هناك ملفات معقدة وشائكة تتطلب تعاون البلدين في حلها كعبور المخدرات والأرهابيين والأسلحة للعراق من الجانب الأيراني، والدعم العسكري والمالي لبعض احزاب الأسلام السياسي المشاركة في السلطة أو خارجها، ووجود منظمة خلق المعادية لأيران على الأراضي العراقية. 

أن ايران تقوم بدور مشابه للدور الذي قام به النظام البعثي الصدامي المقبور من اجتياح اراضي دول الجوار ومن تطوير لأسلحتها الصاروخية والذرية وعدم تنفيذ القرارات الدولية، فكل ما نخشاه اتخاذ امريكا احتلال البئر النفطي ذريعة لتدمير ايران والمنطقة بالكامل ، اللهم استر شعبنا والشعوب الأيرانية من غطرسة حكام ايران وامريكا. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com