سلسلة آلمباحث العرفانية - ج2 - ح10

 

عزيز الخزرجي

alma1113@hotmail.com

يعتبر تأييد الدكتور "ترلتسكي" أستاذ الفيزياء بجامعة موسكووآخرين للتجارب التي أجريت على "نليا" - طبيعية وخطوة علمية هامّة فتحت آفاقاً جديدة أمام آلعلماء للبحث أكثر عن موضوع آلعلم آلروحي آلحديث .

وقد توصل آلعلم آلحديث إلى أنّ آلروح لا تتحدّد بقالب جسم آلأنسان فقط كما كان سائداً هذا آلمعنى وما يزال بين آلمؤمنين وغيرهم من آلبشر، ومنذ بداية التأريخ .. بل يرتبط بشكل مُنظّم ودقيق بكل حيثيات آلوجود(1) . ومن هنا نكون قد إقتربنا كثيراً من معنى أهمّ وأخطر آلأحاديث والآيات آلقرآنية (2) آلتي أشارت إلى أمكانية إمتلاك آلأنسان لقوة خارقة تستطيع أنْ تُسيطر على كلّ آلكون برمشة عين وبمجرد آلتفكير في ذلك . وكذلك تفسير آلحديث آلقدسي آلشريف آلذي يوضح إمكانية وصول آلأنسان للمرتبة آلألهية (3).

كما أنّ آلرسالة آلتي جاءت عن طريق عائلة "فوكس" في قرية "هيدسفيل" القريبة من مدينة "دوشستر" بولاية نيويورك في أمريكا، ثم توالت آلرسالات من ذلك آلمصدر في منتصف آلقرن الماضي مصحوبة بظواهر غير طبيعية عن طريق رجل متوفي يُدعى " تشارلس روزنا"، وقد أفاد إنه مات قتيلأً وتم دفنه في ناحية من آلمنزل، وبعد آلتحريات تمّ آلعثور على بقايا آلجثة في آلمكان آلذي عينه لهم . ومن آلذين بحثوا وحقّقوا في هذه آلقضية آلمعروفة هوآلقاضي " جون وورث إدموندز" ألذي كان رئيساً للمحكمة آلأتحادية آلعليا ثم رئيساً لمجلس آلشيوخ آلأمريكي, وقد كتب بياناً إلى آلجمهور مُعلناً فيه أنّه بحث موضوع آلطَّرقات ومصدر آلصوت لمدة أربعة أشهر مُخصّصاً لها جلستين ومُستعيناً بعشرة من آلخبراء وعالم في آلكهرباء، وعجزوا جميعاً عن إرجاعها لمصدر مادّي، ثم جاء بعدهم "جيمس مابس" أستاذ آلكيمياء بجامعة "بنسلفانيا" ونشر إثرها مؤلفاً بعنوان " تحقيق تجريبي لظواهر آلروح" . ثمّ توالت آلدراسات من قبل علماء كثيرين حول آلموضوع، وتأسست على إثره عشرون جامعة علمية في أمريكا وآلدّول آلغربية .

كما أنّ علماء بارزين في ميدان آلعلم أمثال أديسون وآينشتاين قد تركوا بصماتهم حول هذا آلموضوع كما أشرنا لذلك في الحلقات السابقة ؛ يقول توماس إلفا أديسون (4) : (إنني أبحث عن آلحقيقة، وقد تقدّمت في مضمارها تقدّماً كبيراً، خاصةً فيما يتعلق بالعالم آلآخر وآلحياة بعد آلموت . وأني أقرّ بأنه لا بدّ وأن تبقى آلروح وتحيا بعد إنفصالهاعن آلجسد)(5).

إنّ آلرّوح وحدها لا تستطيع أن تتألق في عالم آلوجود ما لم تُدعم بقوة آلفكر آلمنسجمة وآلايجابية مع منظومة آلكون وطبيعتها ودقتها وحقائقها، حيث يتأقلم الروح بإتجاه الحقائق آلوجودية آلتي سنها الله تعالى، وقد يكون العلم عاملاً هاماً بجانب آلعوامل الأخرى (6) .

لكن ما آلذي يساعدنا للوصول إلى معرفة حقائق آلوجود وأسراره ؟

وهل يتحقق ذلك بسهولة ؟

ألجواب : هونعم، وقوة آلعشق ألمدعومة بالفكر آلأيجابي ألموجّه هوآلضامن وآلعامل آلأكبر في تحقيق ذلك.

تقول "روندا بايرن" : (إن إكتشاف آلسر يمنحك كل ما تبتغي .. فهويؤمن لك آلسعادة وآلصحة وآلثروة، تستطيع بواسطته أن تمتلك ما تريد مهما كان غالياً وبعيداً، وأن تفعل ما تريد أياً كانت صعوبته) (7) .

إنّ قانون الجذب لا يهتم بكونك ترى شيئاً ما جيداً وسيئاً ولا يهتم بكونك شخص طيب وخبيث .. فقانون آلجذب يرى آلشيء نفسه فقط .. ألحدث فقط .. بغض آلنظر عن كونك ترغب به ولا ترغب به !

مثال :

حين تقول لنفسك في فكرة :

أنا لا أريد أن أتأخر على موعد عملي ..

كأنك تقول : أنا أريد أن اتأخر

ألحدث هنا هوآلتأخير عن آلعمل وقانون آلجذب لا يلتفت لكلمة "أريد" و"لا أريد" ..

فيجب عليك تغيير آلحدث كأنْ تقول : أريد أن أصل مُبكّراً

وهكذا..

طوال آلوقت آلذي تُفكر فيه فإن قانون آلجذب يعمل ..

وعليك أن تعلم أن ما تُفكر فيه آلآن هوما سيُحدّد مُستقبلك وقانون آلجذب ببساطة يعكس لك كلّ ما تُركز عليه في تفكيرك .. ويُعيدهُ إليك لتراهُ حولك..

وبتغيير أفكارك، بإمكانك تغيّير أيّ ظرف من حولك، وتستطيع تغيير حياتك كلّها بتغيّير طريقة تفكيرك في آلأشياء!!

وهذه آلحقيقة صادقة وتعمل حتى أثناء آلنوم، فلوركّزت قبل آلنوم مليّاً وبشكل جديّ لكي تنهض في ساعة مُعينة صباحاً فأنّ ذلك يتحقّق بدقة, ويتطابق ساعة آلنهوض من آلنوم بدقة مُتناهية تقارب آلثانية، كلّماَ كان آلتركيز دقيقاً وشفافاً, وقد أجريت هذه آلتجربة مع نفسي .. ولا زلت مُستمراً بذلك من دون حاجتي إلى مُنبّه للإيقاظ صباحاً حتى وإن نمت في ساعة متأخرة. وأن الروايات المسندة قد أشارت أيضاً للموضوع في حال قراءة آخر آية من سورة الكهف (8) .

كما أن آلرؤى أثناء المنام هي الأخرى تدلل على حقيقة فاعلية الفكر والروح وأنطلاقهما عبر مدياتها الطبيعية، حيث تتحرك آلروح بعد إنفصالها عن آلجسد تقريباً أثناء النوم بسرعات تفوق سرعة آلضوء عندما لا يبقى سوى آلحبل الأثيري كرابط رفيع بين آلجسم وآلروح(9).

أما "مايكل برنارد بيكون" فيقول : ألوجود بإستمرار في حالة إبداع. وإن أيّ فكر لأيّ فرد هوآلمُولّد للأبداع وآلخلق(10) .

إنك تجذب إلى نفسك آلأفكار آلتي تحتفظ بها في إدراكك، سواءاً كانت تلك آلأفكار واعية أم غير واعية وتلك هي آلمعظلة سواءاً كنتَ واعياً بافكارك في آلماضي أم لا .

ألآن أنت صرتَ واعياً بمعرفتك للسّر . سوف تستيقظ من سباتك آلعميق وستصبح مُدْركاً ! ستصبح مُدْركاً للقانون .. مُدْركاً للقوّة آلتي تمتلكها من خلال أفكارك .

أن قانون الشد والجذب من أهمّ قوانين آلحياة آلانسانية .. والتي من خلالها تتحقق الأبعاد الوجودية لرسالة الانسان, وتتكامل بتحقيقها معنى وفلسفة الوجود .. عندما تنجذب آلمتشابهات لبعضها بشكل خفي بمعونة ومباركة قوة عظمية وطاقة غير محدودة تضم وتحتضن الوجود . ومن هنا فأن أفكرك تجتذب الأفكار المتشابهة . فنجاح كل مذهب وحزب حتى بين شخصيين يعود إلى مدى تشابه أفكارهما ة وتقاربهما, وهذا ما أشار إليه القرآن كما آلكتب السماوية والفلسفات آلعميقة إلى أن نجاح أية جماعة وأمة يتعلق بمدى تجاذبها .. أي إنسجامها .. تعاونها .. تكاتفها .. ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تشابه أفكارها وتوحدها من خلال الله تعالى عند تصل الامة إلى آلتوحيد آلحقيقي.

ألافكار قوى مغناطيسية في غاية آلحساسية والدقة والجذب، ولها إرتعاشات تختلف قوتها في وجود كل إنسان، فعندما نفكر فأن ما يحدث من تفاعلات لا تنحصر ضمن وجود الأنسان كما قد يتصور البعض بسبب محدودية فكره، بل يمتد ويتصل آلأمر بكل الوجود، وتحصل عملية آلتأثير آلمتبادل مع مكوناتها سلباً وإيجاباً خصوصاً مع بني نوعه "ألأنسان" لتشابه طينتهم (وخلقناكم من نفس واحدة)(11). فيكون عمل الأنسان كمحطة إرسال عظمى ترسل ذبذباتها، فمن خلال تلك المحطة يستطيع كل إنسان أن يغيير حياته، لا بل حتى آخرته حيث يرتبط بها ليعمرها من خلال عمل الخير ويحطمها - لا سامح الله - بسبب عمل الشر.

إن كل ما أسلفنا إليه يتحقق من خلال فكر الأنسان آلذي يحدّد ويتحكم بمستقبلهِ وآخرته من خلال الأرادة آلحرة آلتي وهبها آلله تعالى له في مسيرته وسعيه .

لذلك كلّما كان آلتركيز قوياً في آلفكر كان أثرهُ وإنعكاساته قوياً وواسعاً على في كلّ آلوجود !

ومن هنا نكتشف قدرة وأهمية آلدعاء ومفعوله في حياتنا ووجودنا، وحقيقة فعله وآثاره فينا .. بعد أن يُحقق آلأنسان - ربّما آلمخلوقات آلأخرى عمليّة آلتبادل آلتي وضحناها مع آلله تعالى بإعتباره مركز آلوجود آلمطلق ومنبع آلخير وآلعطاء وآلمحبة . وآلمطلق آلوحيد آلذي يمكنه آلتغلب على قوانين آلشر في آلطبيعة آلتي تتحكم فيها آلعلة وآلمعلول وآلقوانين آلعلمية.

كما إستوقفني وشدّني كثيراً بعض آلتأكيدات وآلتكرار التي كنت ألحظها في آخر كلّ دعاء كتسبيحة آلزهراء (ع)، وكـ (مائة مرّة يا الله .. ويا محمد .. وياعليّ .. وسبحان الله)، بعد وصولي لهذه آلنظرية التي أحسبها أهمّ نظرية في وجود الأنسان ومستقبله. حيث إنّ هذا آلموضوع يُحقّق ما ذهبنا إليه في نظرية آلتركيز آلفكري وقدرتها في آلتأثير على كلّ ما هومادّي وغير مادّيّ في هذه آلحلقة وآلحلقات آلسابقة.

إن تفعيل هذه آلنظرية من شأنه حفظ آلأنسان وتحصينهُ من آفات آلعصر آلحديث وآلقوى آلأستكبارية آلتي تريد إخضاع آلأنسان وإذلاله، لذلك فأن تفعيل نظريّتي هذه وآلتي أفنيتُ سنوات من عمري لإظهارها .. من شأنه منع تحوّل آلأنسان إلى مُجرد آلة (ربوت) تابع ضمن آلنظام آلتكنولوجي ألذي أريد له أن يكون هوآلرائد ضمن آلمؤسسة آلعالمية آلأقتصادية آلتي يتحكم فيها 300عضواً(12). وسوف لن يأتي من يُروّج للعقل آلسيليكوني صنيعة آلذكاء آلصناعي بالقول : {نحن آلبشر سنكون في عداد آلمحظوظين لوقبل أصحاب آلعقول آلسيليكونية "ألجبسات آلمتطورة"(13) أن يحتفظوا بنا كحيوانات أليفة}(14).

إن الأنسان روحٌ يتجسد من خلال آلفكر آلذي يحمله صاحبه لينعكس ويُترجم عبر آلسلوك وآلمواقف في آلحياة، وبهذا تكون آلحواس ومعها آلقوى آلغريزية وسائل في إختبار ذلك آلفكر آلذي يقودهُ عملياً من خلال جسمه وحواسه وقواهُ آلعقلية بإتجاه آلخير والشّر .. ولا يكتمل إلاّ من خلال آلوصول إلى درجة آلحكمة ثم آلكمال . لذلك يكون دور آلجسم ثانوياً وإنعكاساً كما ورد في آلسفر آلرابع "آلأخير" من آلأسفار آلأربعة لصدر آلمتألهين، ويختصّ بخدمة عباد آلله وآلبشرية فكان (سفرٌ بالحقّ في آلخلق) في رحلة آلحياة عبر آلبناء وآلعمل وآلمشاركة مع بني آلبشر ليعكس أثر آلأسفار آلثلاثة آلأولى من خلال وجوده عبر آلواقع، وقد تحدّثنا عنها بالتفصيل في حلقاتٍ ماضية.

هناك أدلّةً كثيرة على آلرّوح ؛ كالدّليل آلعلمي، حيث أثبت آلعلماء وجودهُ في كلّ مَخلوق . وآلحقيقة أن ظواهر وقدرات خارقة تقع خارج حدود آلفهم آلطبيعي وآلمنطقي للأنسان تتحكم في جانبٍ من آلفكر آلأنساني وليس كلّ آلفكر آلذي يشكل عماد آلأرادة آلأنسانية، وكانت تجذب آلأنسان بلا هوادة وإنقطاع فيما لوأطلق آلعنان لاسفاره، وتُعادي صفوإستسلامه للتحليل آلمادي ألمُجرّد وكأنها تستدرجهُ إلى أكتشاف دُنياه آلباطنة وأبعادهُا آلعميقة آلأغوار، وما ينطوي عليها من أسرار، بل لتكون أدوات لفلسفةٍ حقيقيةٍ قادرةٍ على آلنفاذ إلى كُنه آلأشياء، فتواضع آلحكماء أمام تلك آلقدرة قليلاً ليتقدم بإتجاه هذه آلثمرات ليقطفها فيضع بين يديه هذه آلكنوز، إن مثل هذا آلدافع قد وفرّه على أكمل وجه إحساس آلأنسان بالإحباط وآلغبن آلذي لحق به نتيجة مقايضةٍ غير عادلة على الأطلاق، عندما أخذ كل شيئ من آلتكنولوجيا أخيراً ليتّضح لهُ فيما بعد أنها لا تناسب طبيعته ولا تُلزمهُ كثيراً بل تضرّهُ في كثير من نتائجها، بعد أنْ أخذتْ منهُ كلّ آلأشياء آلحقيقية ألطبيعية فيه.

وحيث أصبحت آلعولمة تستخف بالزمان وتحثّ آلخُطى وتبتكر آلخطوات وآلوسائل في فعل دائب لتحذف آلروح وآلتأريخ ولتسيطر شيئاً فشيئاً على منابع آلقدرة بعد إستفراغ آلأنسان من مُحتواه(قلبه)(15) وحُُرّيته وإنسانيته ليبقى عائماً ضعيفاً يُطالب فقط بلقمة آلخبز وتأمين آلحاجيات آلأولية لحياته آلذليلة .. ألكئيبة .. ألخالية من آلسعادة وآلفرح وآلمستقبل وآلحرية آلتي هي أهم شئ في وجود آلأنسان ! وليس هذا آلأمر بالشئ آلهين، بل هي محنة آلأنسان في آلعصر آلحديث لولمْ يتمّ آلأستعداد لهُ وعلاجهُ عبر فعل دائب ومُبرمج ومدعوم للحيلولة دون حذف آلتأريخ آلأنساني (ألحضارات) من قواميس آلدّول - خُصوصاً ألثراث آلأسلامي - بعد نعته بالأرهاب (16), جنباً إلى جنب مع تسويق آلعولمة بواسطة تسميات جذابة وبراقة - ظاهرها آلتقدم وآلعدالة وآلأنسانية وآلمساواة وآلعقلانية تحت مظلة "ديمقراطية" آلقوة.

أي ثقافة هذه آلتي يزعم مركز آلعولمة في آلغرب أنّه يُمثلها ويُعمّمها، إذا علمنا أنّ أكثر من 150حرباً إقليمية وأهلية قد نشبت مُنذ إنتهاء آلحرب آلعالمية آلثانية عام 1945، ثم تأسيس منظمة آلأمم آلمتحدة وآلمنظمة آلأقتصادية آلعالمية وآلبنك آلدولي وغيرها؟

أيّ ثقافة هذه .. إذا علمنا أن سياسات آلغرب وآلعولمة أدّت إلى إفقار آلفقير وإغناء آلغني، بحيث وصل عدد آلذين يعيشون في خط آلفقر وما دونه إلى أكثر من ملياري أنسان من مجموع آلبشرية آلتي يصل نفوسها إلى ستة مليار إنسان، أي يعيش ثلث سكان آلعالم تحث خط آلفقر؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)هناك أدلّة تمّ آلتحقق منها مبدئياً تُدلل على أنّ آلوجود آلأنساني (ألقلب آلأنساني) يتناغم ويتداخل بشكل دقيق مع كل آلوجود ويتحسس أنغام ومُوسيقى مكوناته آلتي تآلفت وإنتضمت معاً من قبل حكيم خبير، ولوإستطاع الأنسان أن يُركّز في تفكيرهِ ويُدقّق في بعض آلحسابات آلجفرية وآلسيمية (علم آلجفر وهومن آلعلوم آلغريبة وكذلك آلسيميا) لكان بإمكانه ليس فقط سماع تلك آلموسيقى وآلنغمات آلجميلة ألعذبة ورؤية جمال آلوجود وآلأستئناس بها .. بل حتى آلتحكم فيها وآلأنصهار مع حركتها آلكلية آلكونية ثم آلتحكم في كثير من أمورها .

(2) راجع تفسير آلآية رقم 39 من سورة آلجن، في قضية آلأتيان بعرش بلقيس من آليمن من قبل إنسان مُؤمن كان في مجلس سليمان آلنبي (على نبيّنا وعليه آلسلام)، حيث كان يمتلك فقط "علمٌ" من آلكتاب، أيّ "جزء" من علم آلكتاب وليس كلّ آلكتاب ! تصوّر كيف سيكون آلحال مع آلذي عنده علم كلّ الكتاب ؟ كما كان آلرسول(ص)، وآلأئمة (ع)؟ لذلك فأن المعجزات آلسماوية آلتي تحققت على ايديهم كانت عادية جداً، بعد أن عرفنا بأن آلأنسان آلعادي يمكنه فعل ذلك.

(3) (عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشئ كن فيكون)، وهذه آلمرتبة يستطيع نيلها أيّ أنسان ببساطة حيث لا تحتاج سوى إلى إضافة النوافل إلى اآلصلاة الواجبة، طبقاً لحديث قدسي عن رسول الله (ص) : ( ... ما زال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أكون يده التي يبطش بها وعينه التي يرى بها وأذنه التي يسمع بها ورجله التي يمشي بها). وكذلك : (من أخلص لله أربعين صباحاً "يوماً" جرت آلحكمة من قلبه على لسانه).

(3) (4)توماس إلفا أديسون عبقري أنار آلعالم (1847 – 1931م) وهوأمريكي آلأصل، ولد في مدينة ميلان بولاية أوهايوالأمريكية، له إكتشافات عديدة أهمها : آلمصباح الكهربائي بعد أن أجرى أكثر من ألف تجربة قبل أن يُحقّق هدفهُ . وعندما قالوا لهُ : لقد باءت جميع مُحاولاتك بالفشل، أجاب : إنّني فقط إكتشفت أن ألف تجربة لم تُحقّق ما أصبوإليه.ليسجل بعدها ألف براءة إختراع.

(5) ألخلود حقيقةٌ وضعية . ألدكتور رؤوف عبيد، ص311. نقلاً عن عالم آلأرواح للسيد محمد عبد آلهادي حيدر ص 49.

(6) هناك إتجاهان في عالم آلعرفان ؛ ألأتجاه العقلي وآلاتجاه آلقلبي، وكلّ إتجاه له أصوله وقوانينه وتاثيراته، وقد أشرنا لذلك في آلجزء آلأول، وقد نتطرق لها مُجدداً في آلمُستقبل.

(7) روندا بايرن صاحبة أشهر كتاب في الغرب بعنوان "ألسرّ"، تقول في الفصل الأول من كتابها ألمذكور : (كل مايحدث في حياتك، حتى وإن كنت تكرهه فإنك تجذبه !!

نعم .. إن الذي يجذب كلّ الصور والأحداث إلى حياتك هوأنت، وقانون آلجذب هوالقانون الذي يكمل آلترتيب وآلنظام آلكوني في كلّ لحظة في حياتك وفي كلّ ما تختبر وتكتشف مهما كان صغيراً بغض آلنظر عن ماهيتك ومكانك فإنّ قانون آلجذب يشكل خبرة حياتك بأكملها.

حتى آلبابليون آلقدماء وحضارتهم العظيمة التي تم توثيقها بواسطة آلدارسين؛ عرفوا أنهم إستطاعوا أن يقوموا ببناء واحدة من أهم آلعجائب آلسبع في آلعالم وهي حدائق بابل آلمعلقة من خلال فهمهم لقانون آلجذب وتطبيقاته إستطاعوا أن يكونوا أحَدَ أكثر آلحضارات ثراءً على مرّ آلتاريخ).

(8) سورة الكهف \ آية 110

(9) سنتحدث مستقبلاً عن موضوع الرؤيا والأحلام .

(10) راجع "ألسرّ" للباحثة "روندا بايرن" - ألفصل ألأول ص 28.

(11)سورة آلزمر \ آية 6 . وقد أكد آلباري تعالى كثيراً على مسألة آلوحدة وآلأنسجام وآلدّعاء مع تضمين آلأجابة في مواضع عديدة من آلقرآن وكذا آلرسول (ص) وآلأئمة آلأطهار في أحاديثهم .

(12)Colman, John. Conspirators Hierarchy: The Story Of The Committee Of 300.

(13)إشارة إلى آلأجهزة الاليكترونية آلدقيقة آلتي تشكل تصميم وبناء وعقل آلحاسبات آلجديدة.

(14)ألملحم، إسماعيل 2008م " ألانسان وآلتربية في عصر آلمعلومات" دار علاء آلدين، دمشق - سوريا ط1، ص 53.

(15) لا نقصد به ذلك آلعضوآللحمي آلذي يضخ آلدم لسائر أعضاء آلجسم كما فهم الناس ! بل نعني به آلوجود الداخلي للأنسان والذي يمثل جوهرهُ _للمزيد من آلمعلومات راجع حلقاتنا آلسابقة من سلسلة آلمباحث آلعرفانية.

(16)بينا سابقاً بأن نجاح آلثورة آلاسلامية في إيران قلبت آلموازنات آلدولية، فقامت أمريكا بإختلاق أزمات وحروب وحركات كمقدمات مثل " أحداث 11سبتمبر، وحركة آلقاعدة وآلطالبان" ليتم آلتدخل مباشرة في منظقة الخليج لمراقبة آلأحداث والتأثير فيها, لأجهاض آلثورة وآلحيلولة دون تقدمها في أوساط آلشعوب ألمغلوبة ألمقهورة خصوصاً "آلعربية" آلتي عانت وتعاني آلكثير من حكوماتها . وقد تطوع نظام صدام للقيام بهذا آلدور بدلاً عن أمريكا آلتي ما هدأت تخطط في سبيل آلسيطرة على منطقة آلخليخ لأعتبارات إستراتيجة تنتهي بضمان آلسيطرة على منابع آلنفط . ويكفيك أن تعرف بأن أمريكا تدعم خمسين محطة فضائية لبث آلبرامج آلمختلفة ضد آلجمهورية الاسلامية آلأيرانية . بينما إثنان وعشرون دولة عربية لا تستطيع أن تبث مجتمعةً سوى خمس وأربعين محطة فضائية . ولك أن تقيس عزيزي القارئ حجم المظلومية التي تعاني منها هذه الدولة الأسلامية آلوحيدة في عالم يتحكم فيه آلذئاب وآلأسود وآلكلاب وآلبغال خصوصاً في منطقتنا آلعربية. وآلسبب آلأول والأساسي في هذا العداء يتلخص في أن قوى الشر في آلعلم لا تريد للخير أن يسيطر على مجريات الأمور، لأن سيطرتها تعنى سحب آلبساط من تحت أرجل آللجنة آلمكونة من ثلاثمائة عضو, كما أشرنا في متن هذه آلحلقة. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com