|
سيدي الزعيم/ عبدالكريم قاسم.. ميلادك ميلاد العراق
جلال چرمگا للأسف الشديد لاتوجد مؤسسة مختصة تهتم بحياة الزعيم الخالد/ عبدالكريم قاسم، ذلك الزعيم والقائد الحقيقي الذي نذر نفسه وحياته كلها من أجل أبناء وطنه وبالأخص الفقراء منهم . حتى لو كانت هنالك جمعية أو مؤسسة ولكنني متأكد بأن أمكانياتهم المادية والفنية محدودتان بحيث لايمكنهم أن يعطوا ذلك الزعيم ( ربع ) حقه . أخشى ما أخشاه ومعي ألأخرون بأنه ومع تقدم الزمن وأنشغال العالم بالأمور ألأخرى سيأتي جيل لايعرفون عن هذا الزعيم الخالد شىء يذكر وهذه مأساة حقيقية!!. في الدول المتقدمة والمتحضرة، هنالك أهتمام لحد المبالغة بالمبدعين من ـ أطباء وشعراء ومهندسين وأساتذة جامعات وزعماء سياسيين ـ خدموا ناسهم ووطنهم .
في قلب مدينة زيورخ السويسرية ( حيث أعيش منذ عقد) هنالك تمثال بعلو ستة أمتار لمهندس وأسمه (Alfred Escher)أشرف على حفر جبل ( بالأدوات المتاحة أنذاك) وشق نفقا بين سويسرا والنمسا .. هذا الرجل يبقى شامخ في مكانه الى يوم يبعثون.. والشعب السويسري يتباهى به ويعتبره من الجديرين بالمحبة والتقدير وعدم النسيان.. ألأغرب هنالك جولات لطلاب المدارس ألأبتدائية لهذه ألأماكن لشرح مواقف هؤلاء المبدعون ومعرفة المزيد من حياتهم وأخذ صور تذكارية بجانب تماثيلهم !!. ------------------------ اليوم هو ذكرى ميلاد الزعيم الخالد / عبدالكريم قاسم حيث ولد في 21/ 12 / 1914.. لنتحدث شيئا عن حياته : عبد الكريم قاسم وهو عبد الكريم بن جاسم بن بكر بن عثمان الزبيدي (1914 - 1963). رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع في العراق من 14 تموز / يوليو 1958 ولغاية 9 شباط / فبراير 1963 حيث أصبح أول حاكم عراقي بعد الحكم الملكي. كان عضواً في تنظيم الضباط الوطنيين " أو الأحرار" وقد رشح عام 1957 رئيسا للجنة العليا للتنظيم الذي أسسه العقيد رفعت الحاج سري الملقب بالدين عام 1949م. ساهم مع قادة التنظيم بالتخطيط لحركة أو ثورة 14 تموز 1958 التي قام بتنفيذها زميله في التنظيم عبد السلام محمد عارف والتي أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية العراقية. هو عسكري عراقي عرف بوطنيته وحبه للطبقات الفقيرة التي كان ينتمي إليها. ومن أكثر الشخصيات التي حكمت العراق إثارةً للجدل حيث عرف بعدم فسحه المجال للاخرين بالإسهام معه بالحكم و إتهم من قبل خصومه السياسيين بالتفرد بالحكم حيث كان يسميه المقربون منه وفي وسائل إعلامه "الزعيم الأوحد" أحد ضباط الجيش العراقي الذين شاركوا في القتال في فلسطين، حكم العراق 4 سنوات و 6 أشهر و 15 يوماً، تم إعدامه دون تحقيق ومن خلال محكمة صورية عاجلة في دار الإذاعة في بغداد يوم 9 شباط 1963. هناك جدل و تضارب حول الإرث التاريخي لقاسم فالبعض يعتبره "نزيهاً وحريصاً على خدمة الشعب العراقي لم يكن يضع لشخصه ولأهله وأقربائه أي أعتبار أو محسوبية أمام المسؤولية الوطنية" و إتخاذه سياسة التسامح و العفو عن المتآمرين الذين تآمروا على الثورة "سياسة عفا الله عما سلف" وأصدر الكثير من قرارات بإعفاء المحكومين بالإعدام ولم يوقع على أحكام إعدام . عاش الزعيم / عبدالكريم قاسم عيشة زهد.. حاله حال أي موظف في الدولة العراقية : ـ راتبه كان راتب رتبته العسكرية.. نعم بالرغم من كونه كان رئيس وزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع إلا أنه رفض أن يستلم دينارا واحدا زيادة عن راتبه التي يستحقها بموجب القانون . ـ لم يشيد أي قصر أو دار سكن.. الى أخر يوم في حياته كان يسكن دار للأيجار تابع الى أمانة العاصمة في منطقة البتاوين في صوب الرصافة وفي شارع أطلق عليه الناس / شارع الزعيم. ـ مأكله وملبسه .. مثل أي قائد عسكري في ذلك الزمان.. لادعوات ولا أكل خاص.. يأكل عند شقيقته أو من نادي الضباط.. ملبسه بدلة عسكرية لاغير.. لم يشاهد ببدلة مدنية... لا أعتقد!!. ـ مشاريعه لاتزال شواهد وشواخص في كافة أنحاء العراق.. بالرغم من المدة القصيرة وألأمكانيات الحكومية المحدودة إلا أنه أنجز مئات المشاريع الجديرة بالذكر.. من مدن سكنية ومستشفيات وجسور وحدائق وشوارع ومعامل ومصانع ومدارس ....... الخ الحديث عن الزعيم الخالد بحاجة الى مجلدات .. اليوم كل قصدي أن أحيي ذكرى ميلاده وفي نفس الوقت أصرخ وأقول: وينك يا الزعيم تعال وشوف عاصمتك الحبيبة / بغداد.. لابل شوف وضع العراق... الى جنات الخلد ياسيدي يا أب الفقراء.. نتذكرك كل سنة لابل كل شهر وكل يوم... تبقى خالدا بيننا.. وعهدا مني أن أتذكرك في كل المناسبات وأتطرق الى كل مشاريعك التي لايمكن أن تنكر أو تنسى .. الى اللقاء يا سيدي الزعيم ألأوحد .........
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |