مسيحيو البصرة مثال وطني حي ووفي للإمام الحسين

 

محمود غازي سعدالدين

nelson_usa67@yahoo.com

تلقيت خبر إيقاف وتعليق مسيحيي محافظة البصرة احتفالاتهم بمناسبة أعياد رأس السنة وميلاد السيد المسيح بسبب تصادف وقوع هذه الاحتفالات مع ذكرى واقعة ألطف ذكرى استشهاد الإمام الحسين، تلقيت الخبر ومنحني شحنة أخرى من التفاؤل بأن العراق فيه من الخيرين الذين يسعون لبنائه وتقوية الأواصر بين مكونات شعبه، لعل هذا الشيء يدل على قمة الوفاء من قبل الأخوة المسيحيين لأخوتهم( الشيعة) خاصة والمسلمين والعراقيين والإنسانية عموما كون الحسين مثال للإنسانية جمعاء وليس إماما للشيعة فقط، وكما وصفه رئيس الوزراء البريطاني في حينه ونستن تشرشل قائلا (لوكان حسين منا وفينا لأمرت أن تعلق له راية في كل بيت ومنزل في بريطانيا ) وهذا غاندي الرجل الرائع ومثال التسامح والذي طالب بحقوق شعبه في الهند وروج لنظرية قمة في الروعة من حيث طلب أية حقوق دون اللجوء إلى خيار العنف يقول فيه (علمني الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر) .

من الوفاء والإخلاص لمسيحيي البصرة والعراق عموما أن تكون هناك بوادر أخرى وكرد جميل من إخوانهم الشيعة والسنة كونهم يمثلون الشريحتين الكبيرتين من مكونات الشعب العراقي ومن باب هل جزاء الإحسان ألا ألاحسان أن يعامل مسيحيوالعراق بمثل هذا الوفاء الذي عبروا عنه في هذه المناسبة ويجب أن ننتهج أرقى أساليب التعامل ألإنساني معهم ومنحهم مزيد من الحقوق في أداء طقوسهم الدينية وحرية المأكل والمشرب والملبس وخصوصا ما شاهدته البصرة قبل فترة من تقييد حريات الطائفة المسيحية التي تعيش بين إخوانهم منذ عقود طويلة وهذه الممارسات قد شملت المجتمع بصورة عامة رغم علمنا أنها لا تمثل المجتمع البصري عموما وإنها ظاهرة روجت لها بعض التيارات المتطرفة الشيعية المدعومة من قبل إيران وولي الفقيه التي تسير في سياسة فرض مفردات العقيدة ألأسلامية فرضا من ارتداء الحجاب ومنع الخمور ومنع خروج النساء سافرات حتى أن ألإخبار التي تتوارد من ايران تتحدث أن هناك إجراءات قاسية تأخذ بحق أية فتاة لا ترتدي الحجاب فكيف بخروجها وهي تلبس تنوره قصيرة وتضع ماكياجا فقد تلقى في غياهب السجون وتعدم كما تشمل هذه الإجراءات حتى الشباب الذين لا يزرون قمصانهم وفي حال ارتدائهم بعضا من ألانتيكات كمزاج شخصي ليمارس إرهاب الدولة وولي الفقيه بحقهم عند أية خروج عن تعاليمه (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) ليناقضوا مبدأ لحرية التي فسح الله عز وجل للإنسان حرية ألأيمان والكفر به عز وجل (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) .

علينا أن عندما نتحدث أن لا نتحدث عن محافظة البصرة فقط رغم انحسار ما شاهدته هذه المحافظة من موجة تطرف من قبل الجماعات المتطرفة الشيعية والسنية (ألأجندات المتطرفة غالبا ما تلتقي) على حد سواء بعد عمليات فرض القانون رغم علمنا عدم انتهاء ظاهرة التطرف نهائيا وينبغي على الجميع بذل الجهود بغية إنهائها في المحافظات الجنوبية بالنظر لعدم وجود حاضنات للجماعات المتطرفة السنية بقوة داخل المدن الجنوبية التي تؤجج نار الفتنة وإثارة مشاكل مع مختلف الأقليات التي تقطن هذه المحافظات .

كما قلنا لابد أن يتحلى العراقيون بالوطنية وألإنسانية مع إخوانهم المسيحيين وغيرهم من إخوانهم من المكونات الأخرى وعلى الجميع حكومة وشعبا إيقاف ظاهرة استهداف المسيحيين واستهداف دور العبادة وتهجيرهم من مناطق سكناهم وموجة اغتيالات تمارس من قبل جماعات متطرفة نشاطات وإرهابية سنية من قبيل ما تسمى دولة العراق الإسلامية وكتائب النقش بندية الإرهابية وجيش محمد خصوصا في مناطق الموصل وسهلها وبغداد وكركوك وديالى ولعل هناك مؤشرات حول ارتفاع وتيرة استهداف المسيحيين في الموصل ومناطق سهل نينوى تحديدا .

لابد من وضع النقاط على الحروف وكشف جميع الجهات التي تقف من وراء هذه العمليات الإرهابية ولا اخفي سرا أن يكون هناك دورا خبيثا لأحزاب كردية قومية تدعولإقامة ما يسمى منطقة حكم ذاتي في مناطق سهل نينوى من قبيل ذر الرماد على العيون ووضع المسيحيين تحت السيطرة وتوجيههم بالري موت كنترول الكوووردي القومي وخصوصا بعد تصاعد الأصوات الوطنية من العديد الشخصيات الدينية والأحزاب المسيحية التي ترفض هذا المشروع جملة وتفصيلا ولعلي هنا سأقول صراحة على الإخوة المسيحيين الانتباه أنه قد تكون هناك بعض الأطراف والشخصيات من المكون المسيحي قد تم إغراؤها بعقود سخية ووعود كاذبة حول طبيعة هذا المشروع الخبيث الذي لا ينفع العراق وشعبه سوى إضافة مزيد من الانقسام والتشرذم .

في ذكرى استشهاد الإمام الحسين ومولد السيد المسيح (سلام الله عليهم) وتصادف هاتين المناسبتين ورغم ابتعاد التسميتين والمفردتين (استشهاد وميلاد) عن بعضهما البعض كون الأولى ترمز إلى ذكرى أليمة ومأساة قتل سيد الشهداء في تراجيديا مؤلمة والثانية ترمز إلى ميلاد المسيح إلا أنهما يرمزان في الوقت نفسه إلى عمق المعاني الإنسانية في الوقوف بوجه الظلم وتحدي ومقارعة الطغيان وهما رسالتان عالميتان موجهتان للعالم بأسره لا تختص بأحد دون آخر ولنجعل هاتين الذكريين حمامتي سلام نطلق جناحيهما للانطلاق نحوالسماء الصافية ونمد ألأيدي يعانق أحدنا ألآخر وننشر ثقافة المحبة والسلام والحوار في العراق والعالم كله كما هي روحا الحسين والمسيح اللتان التقيتا في السماوات العلى .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com