ملتقى الرياضيين المغتربين واحة العودة الى الذات

 

مصطفى حبيب

مدير عام دائرة العلاقات والتعاون الدولي

informationiraq_2005@yahoo.com

إذا نظرنا لعراق اليوم في أول وهلة نتصوره كسفينة مبحرة تتلاقفها أمواج هائجة، لكن هناك تطلعات كآمال الأنبياء بالخلاص  وبالرسو عند مرفأ الأمان، لكن لابد أن تحتفظ بمتانة أجزائها وصون وحدة ملاحيها وركابها بحمل هموم العراق أينما حلت بهم سفن النجاة، أقول هذا وأنا ألتقي ثلة من الرياضيين المغتربين الذين طووا البحار في سفرة معاكسة لأسفار الهجرة والاغتراب لكي يصلوا الى العراق وهو في عز مواجهته لأصحاب النزعات الشريرة الذين لا يريدون للعراق خيرا ولا لأبنائه قامة عالية تطاول الآخرين، ليس بالتهديد والعنف بل ببشائر الحرية والديمقراطية وضمان حقوق الانسان.

وإذا كان ثمة سؤال عن المناسبة فان هذا في تصوري المتواضع هو أوان جمع الطاقات وتأليفها لكي ينهض العراق بها ويضيف الى خبرة أبنائه في الداخل ما يملكه إخوانهم في بقاع العالم من خبرات وكوادر متخصصة وليس جهة رسمية أولى بهذا الأمر من وزارة الشباب والرياضة، فهذا الكوادر عناصرها أولئك الذين يملكون امتدادا من داخل العراق الى خارج حدوده، لجأوا الى الهجرة هربا من العسف الدكتاتوري ريثما تتغير الأوضاع الى أفضل حالاتها وهو ما تحقق اليوم.

لقد كانت رعاية الحكومة العراقية لهذه الخطوة الرائدة لوزارة الشباب والرياضة في دعوتها الى الملتقى الرياضي للمغتربين موضع تفاؤل وأمل في الاتجاه الذي يترجم الوحدة الوطنية ولا يعتد إلا بالعراق وحده قبل أي طرف دولي..

وسجل الملتقى العراقي للمغتربين نجاحه في تحقيق حضور الطاقات الرائدة ببغداد والاطلاع عن قرب على واقع الرياضة العراقية ومشكلاتها لكي يتم البحث والمناقشة وطرح الحلول أمام الجميع لكي نخرج من الأزمات المفتعلة. ولقد سبق هذا الانجاز سبقه إنجاز آخر بمستوى مختلف قليلا حين دعونا من الوزارة الى ملتقى للشباب المغتربين من أصحاب المواهب والتميز والذين لم تطأ قدم العديد منهم أرض الرافدين واتي عملنا من خلال المخيم الأول في شهر تشرين أول الماضي على ترسيخ روح الأخاء والتضامن بين شبابنا في الداخل والخارج من الذين لم تقطع  عوامل الاغتراب وشائج عراقيتهم وارتباطهم ببلد الآباء والأجداد.

وقبل أن نفكر في الآثار السلبية لأي قرار دولي ضد أي مؤسسة أو منظمة رياضية عراقية لا بد أن نفكر بأهمية التمسك بوحدة الشعب والوطن وبعث روح العمل في إطار العراق لتهون بعد ذلك كل عوامل نشر الرعب والخوف من هذه الجهة الدولية أو تلك ولا يهم ان كان العراق عضوا في تلك المنظمات فان العراق يقوم بطاقاته الخلاقة في هذا الظرف بالذات وينفتح على العالم في مرحلة لاحقة ليست بعيدة لكن ليس هذا اليوم أوانها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com