|
أين هي مقاومة حماس وحزب الله؟
نادية عيلبوني صحافية فلسطينية مقيمة في فيينا لقد أشبعنا أولئك المتبجحون والمدافعون ليلا ونهارا عن كل من حركتي حماس وحزب الله ، خطابات ودروسا ممجوجة في الوطنية الإنشائية التي تتحدث عن المقاومة وعن المقاومين . نسمع جعجعة ولا نرى طحنا . فلقد سكتت منذ نهاية الحرب على غزة مواسير حركة حماس عن الفرقعات وعن التحرش بالإسرائيليين ، تماما مثلما توقفت صواريخ حزب الله وعنترياته على " العدو الصهيوني"، بعد الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل في تموز على لبنان منذ أكثر من ثلاثة سنوات . سكتت مواسير حماس وصمتت صواريخ حسن نصر الله،وعلى الرغم من ذلك فإن أصحاب خطابات المقاومة وأغانيها وأهازيجها الغثة التي ما عادت تطرب أحدا، ظلت على حالها. أمثال هؤلاء لا زالوا مصرين على الصراخ في آذاننا ليلا نهارا متهمين كل من يرى مشروعي حركة حماس وحزب الله على حقيقتهما ب"الخيانة" و"التخاذل" و"الاستسلام "والتفريط" إلى آخر كلمات هذا القاموس الغث الذي حفظنا كلماته عن ظهر قلب لكثرة تكراره. هؤلاء لا يريدوننا أن نرى أن مشروع المقاومة مع المقاومين، لم يكن أكثر من نقلة بيدق على رقعة الشطرنج الذي تقوم إيران بتحريك أحجاره بحسب ما يمليه صراعها مع الولايات المتحدة. سكتت مدافع حزب الله وبعدها سكتت مواسير حركة حماس ، لأن الحربين التي شنتهما إسرائيل على كل من لبنان قطاع غزة، أقنعت إيران بعدم جدوى مقارعة الولايات المتحدة من خلال الجبهة الإسرائيلية . فالحلفاء الذين رعتهم ليقوموا بالمهمة المرسومة لهم ، هم أضعف من أن ينجزوا الهدف المرسوم لهم ، وهم هزموا شر هزيمة أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية التي قامت بحرق الأخضر واليابس في كل من لبنان وقطاع غزة. إيران ما عادت تكترث لتلك البيادق الضعيفة فتركتها لتبحث عن مصدر إزعاج جديد يمكنه أن يؤدي الغرض على الصورة المطلوبة، فتوجهت طالبة العون من حلفائها الحوثيين الذين لبوا النداء وصاروا مشروعا للمقاومة يهدد منطقة الخليج واستقرارها ويقلق الولايات المتحدة. سكتت مدافع المقاومة ، وصارت حركة حماس تعتقل وتضرب كل من تسول له نفسه إطلاق النار على إسرائيل وتتهمه بخدمة الأعداء وخدمة إسرائيل ،وصرنا نسمع من الحركة وقادتها، المعزوفة ذاتها التي كانت ترددها حركة حماس عندما كانت حركة فتح تأمر الجميع بضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار مع الإسرائيليين..إلا أن عناصر حزب الله كانوا أكثر انضباطا لأوامر زعيمهم حسن نصر الله ، فلا أحد من تلك العناصر جرب أن يتصرف بمفرده ليطلق ولو طلقة واحدة باتجاه الحدود الإسرائيلية. ولكن "المقاومة"لا زالت مستمرة ولكن بفرقعات لفظية لا تقتل ذبابة، وبألحان قديمة طواها الزمن وما عادت تطرب أحدا، ومع ذلك فإن أصحابها لم يتوقفوا ولو للحظة واحدة عن زعيقهم وعن الإساءة إلى كل ملكاتنا العقلية والحسية. هناك فرق كبير بين أصوات المدافع وبين الجعجعة التي تتحدث عن القتال والمقاتلين .أما آن الأوان لأصحاب طبول المقاومة الموهومة أن يتوقفوا عن إزعاجنا وعن الإساءة لعقولنا؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |