مبادئ ثورة الحسين (ع) هي التي حفضت الأسلام من التحريف الجاهلي

 

 ماجد السراي

 maj_ed1@yahoo.ie

الجزء الأول  

لكل تغيير أو حالة جديدة تطرأ على المجتمعات البشرية كالثورات والأنتفاضات الشعبية أو ظهور الديانات الجديدة في واقع حياة الناس، هناك الكثير من الأعداء والمريبون والغير مريدين لذلك التغيير الجديد، بغض النظر عن صحة هذا التغيير أو من عدمه،

فالمهم هنا هو أن الأنسان بمجمل طبيعته النفسية والاجتماعية يخشى من المجهول، و يألف الحالة التي هو فيها وخصوصا أذا ما كانت مرتبطة بالجانب الأقتصادي من حياته، فأذا ما أحس بأن الحالة الجديدة تتناقض وبالضد من مصالحه وشؤونه الحياتية وخاصة الأقتصادية منها، فهو يكون في هذه الحالة مستقتلا ومستميتا من أجل الدفاع والأبقاء على الحالة القديمة التي هو فيها وعدم تقبله للحالة الجديدة ومبادئ التغيير التي تبشر بها . 

وهذ ماحدث بالضبط مع التعاليم والمبادئ الجديدة التي جاء بها الأسلام، فأول من أحس بذلك الخطر الداهم هم الغالبية من قبيلة قريش التي كانت تتزعم بقية القبائل العربية، رغم أن التغيير جاء من نفس قريش ومن الجناح الهاشمي الذي ينتمي اليه الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته، والذي كان يقابله الجناح الأموي بقيادة أبو سفيان .

 فحاولت قريش و بما أوتيت من قوة أن تقف حائلا قويا دون أنتشار الأسلام ووضفت بذلك كل ما تمتلكه من ثقلها السياسي والعسكري والأقتصادي بالضد من هذه الدعوة الجديدة والتغيير الذي قاده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والدفاع والأستماتة في سبيل الأبقاء على حالة الأولى من الكفر والشرك الجاهلي، ولكن الله تعالى أبى ألا أن ينتصر لدينه ضد الكفر والجاهلية، فأنتصرمعسكر الأيمان بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأندحر معسكر الكفر والجاهلية بزعامة أبي سفيان وخابت جميع آماله ومساعية للوقوف ضد أرادة الله في الأرض . وبعدها رضخ ابو سفيان وأستسلم للواقع الجديد ولكن على مضض ! 

وقد كانت هناك منافسة شديدة تصل الى العداوة بين بني أمية وبني هاشم على زعامة قريش منذ القدم أي ما قبل الأسلام ا وأعتبرت بنو أمية الدين الجديد هو نصر لبني هاشم عليهم، وذلك بتزعمهم هذه المرة ليس على العرب وحسب وأنما على غير العرب أيضا بعد الفتوحات الأسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأعتبرتها أحدى أكبر دورات المنافسة الزمنية التي وصلت بها القيادة والزعامة لبني هاشم !  

فعلى سبيل المثال لا الحصر وقبل فتح مكة، عندما رأى أبو سفيان، الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتقدم بجيشه الكبير المنتصر لفتح مكة، أخذته الدهشة وقال للعباس بن عبد المطلب: من هم هؤلاء يا أبا ألفضل ؟ فقلت : هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار! فقال : يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما ! فقلت ويحك أنها النبوة ! فقال : نعم إذاً !*  

نعم إذاً! القضية وما فيها في نظر بني أمية بقيادة أبو سفيان ليست قظية نبوة أو قضية دينية وتغييراً آلهياً يتعلق بجعل وتنصيب الله سبحانه وتعالى للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً على الناس وجعل طاعته واجبة وكلامه وحيا من الله لايمكن الطعن فيه من قبل أي شخص ومهما كان ، وأنما هو مجرد الملك والزعامة الجاهلية على قريش والعرب ! 

ولكن ومما يؤسف له أن هذه النظرة الخاطئة والضلامية من قبل الفريق الأموي للأسلام على أنه مجرد آلة حكم تملكت بواسطته بنو هاشم زمام أمور العرب وغيرهم، لها الأثرالسئ والبالغ الخطورة على الأسلام والمسلمين في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك في تقبل الناس للمبادئ الصحيحة للدعوة الجديدة منذ البداية وحتى بعد أنتصارها والى فترة طويلة تمتد الى حكم الدولة الاموية والعباسية والى يومنا هذا!.

وتعتبر الدولة الاموية كأحدى الدورات الزمنية التي وصلت بها الزعامة من جديد الى بني أمية ! وقد أعتبرها الكثير من المسلمين أنقلاباً على المبادئ التنويرية والأنسانية للدين الأسلامي الحقيقي التي تقوم على مبدأ الحرية والعدل والمساوات الأجتماعية وتحولت الدولة الأسلامية في عهد الدولة الأموية الى ملك عضوض وحكماً برجوازيا يتوارثه الأغنياء من حكام بني أمية، ضاربين بذلك عرض الحائط مبدأ الشورى في الحكم التي جاء بها القرآن الكريم !

 ---------------------------------------------------------

* تاريخ الطبري ج3 ص 54

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com