بين مشروع الحسين ومشروع يزيد

 

الدكتور عباس العبودي

iraq4iraqis@googlegroups.com

حينما انطلق الامام الحسين بمشروعه الانساني من خلال بيانه الاول الذي اعلن فيه الموقف الثابت الذي لايتغيير, وهو مثلي لايبايع مثله.

اراد الامام بهذا الموقف الثابت ان يعرف الامة ان الانسان المؤمن العارف بالله لايمكن ان يهادن الظلم والجور والفسق والفجور من اجل مطامع دنيوية زائلة. والانسان الرسالي لابد ان يصنع الموقف لكي يكون نبراسا لغيره وشمعة تظئ طريق الاجيال القادمة.في كل مكان وفي كل زمان .

أن مشروع الامام الحسين هومشروع الكرامة والعزة والحرية

1- اراد الامام الحسين بمشروعه ان يثبت معالم الاسلام المحمدي الاصيل ليمنع الانحراف واراد ان يثبت العقيدة في الامة ومنع المدارس الاعتقادية المختلفة التي جائت باسم الاسلام لحرف الامة عن قيادتها الشرعية المتمثلة باهل البيت عليهم السلام

 2.أراد الامام الحسين ان يعرف الامة ان مشروع أل ابي سفيان هو الحكم بما لم ينزله الله تعالى وتعطيل احكام الله واحياء سنن الجاهلية العمياء.

3- أراد الامام الحسين في دعوتنا لنصرته-هي ليست دعوة مكانية-بل هي صرخة في ضمير كل الاحرار ,ان الذي يريد ان يكون مع مشروع الحسين في مواجهة مشروع يزيد يجب ان يحمل المواصفات التالية:

اولاً- ان يكون مؤمنا واعيا يعرف الله حق معرفته ويطيعه حق طاعته.

ثانيا- أن يكون من الموالين لمحمد وال محمد فكرا وسلوكا واخلاقا وان ممارساته الحياتية تكون منسجمة مع خط الرسالة والرسول (ص).
ثالثا-أن يعيش تقوى الله في سره وعلانيته ويستحظر رقابته في كل شئ.

رابعا-أن يكون من دعاة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة وان يجادل الاخرين بالتي هي احسن.

خامسا-أن يعيش مصيبة الحسين كما عاشها ائمة اهل البيت من دون زيادة ونقصان والابتعاد عن كل الاباطيل والبدع التي صنعتها اقوام دخلت الاسلام وجلبت عادتها الاعتقادية ولبستها عبائة الاسلام لتكون جزء من الاسلام والاسلام منها برئ ,وكل من يتمسك بهذه العادات والمراسيم التي لم يحييها ولم يفعلها ائمة اهل البيت تعتبر مخالفة لمشروع الحسين وتصب في مشروع يزيد. فمن لاينسجم مع مشروع الحسين كما اراد الحسين منا ان نكون فهو مع مشروع يزيد حتى وان ادعى الحب والولاء للحسين. لان سلوكه ومنهجه ومعاملته تخالف وتناقض ماجاء به الحسين وما اراده الحسين منا ان نكون.

سادسا- حينما نقول لبيك ياحسين يجب ان نحي خط الحسين في نفوسنا فكرا وسوكا ومنهجا وعاطفة واخلاقا على المستوى الفردي والاسري والاجتماعي. لبيك ياحسين تبدا من مراقبة الخطأ والانحراف في كل زاوية من زوايا الحياة والمساهمة في معالجتها وتغييرها . لبيك ياحسين حينما اكون فردا نافعا بناء في المجتمع -لبيك ياحسين حينما ارفع الاذى عن طريق الناس-لبيك ياحسين حينما احافظ على اخوتي الانسانية والاسلامية-لبيك ياحسين حينما لا اتنازع مع اخي من اجل مطامع دنيوية وأتآمر عليه لكي اسقطه حتى اكون مكانه – لبيك ياحسين حينما اكون مرآة لاخي المؤمن انصحه في الله وانقده لابنيه لا ان أهدمه واستصغر شأنه –لبيك ياحسين تبدا من نفوسنا حينما ننتصر على الهوى والانا فيها ونجعلها نفس في دائرة طاعة الله في السر والعلن ولانلهث وراء سراب حب الدنيا من اجل متاع قليل.

سابعا-حينما نتعامل مع مصيبة الامام الحسين ع ,ليست مجرد ذكرى نحييها بل ان الامام الحسين مدرسة للحياة نتعلم منها كل شئ ولانتعامل معها انها قضية عاطفية تغرقنا بالعواطف والانفعالات اللامنظمة وتخرجنا بمظاهر تنسجم مع مشروع يزيد لتشوية الاسلام المحمدي الاصيل والخروج عما وضع اسسه ائمة اهل البيت تحت شعار احياء ذكرة الامام الحسين .

فمن يريد ان يحي الحسين عليه ان يحيي الحسين في نفسه من خلال طاعته لله المطلقة كما احيا الحسين الاسلام المحمدي الاصيل في نفسه.

أننا نتعامل مع مصيبة الامام الاحسين بكل معاني العاطفة الواعية لان الاسلام قاعدة للعاطفة واستخدام العاطفة في سبيل تاصيل الفكر الصحيح وتغيير الانحراف من خلال هذه الذكرى تتطلب منا ان نتبع منهجية الائمة(ع) في احياء ذكرى الامام الحسين من دون زيادة او نقصان- حيث كانت منهجية الائمة (ع) هي التركيز على احياء الدين في النفوس واذكاء روح الوعي وتعميق جذور الماسآة العظيمة في النفوس عن طريق المراثي والشعر والزيارة وذكر المأسآة والتحدث عناها لتاصيل اواصر الود والمحبة وتعميق اهداف الحسين في نفوس الناس وتوعييتهم بموقف الحسين ع من خلال رفض الباطل واحقاق الحق في الامة.

أن أئمتنا ع كانوا يدركون ان العاطفة المجردة بلاوعي عميق ستكون كالبالونة المنتفخة التي ستنهي باقل وخزة ويذهب اثرها ولاتخرج بنتائج ايجابية الا اذا غذيت العاطفة بوعي صحيح يحصن الامة من الانحراف .ولذا كان التركيز على الوعي من خلال العاطفة كما جاء في الرواية الشريفة عن الامام الصادق (ع)الى فضيل ما معناها (يافضيل ا تجلسون وتتحدثون-فيجيبه نعم يابن رسول الله- فيجيبة ا حييوا امرنا فرحم الله من احيا امرنا). أراد الامام-  ان يعلمنا على مفهوم اساسي هو ان الشيعي الحقيقي الذي يتمسك بطاعة الله والالتزام بمنهج الرسول والائمة الاطهار(ع) الذين فرض الله سبحانه وتعالى طاعتهم وولايتهم واي تقصير في هذا الجانب يخل في قاعدة الايمان واالتشيع وتكون حالة من البدع التي تخالف امر الله وامر رسوله واهل بيته- فينطبق عليها قاعدة كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار-وقد شدد الائمة (ع) على هذا الجانب ووضعوا موازين صارمة للانسان الشيعي من خلال الميزان الاسلامي للتشيع حتى يميزوا للامة ان التشيع ليس عاطفة البكاء المجرد وليس هتك حرمات النفس او شق الرؤؤس او تعذيب الاجساد, خالية من اي محتوى عقيدي ينسجم مع الخط الاسلامي الاصيل وانما الشيعي الموالي الحقيقي لرسول الله واهل بيته الكرام والمحب الحقيقي للحسين هو الذي يتمسك بقييم الحسين التي نادى بها .

 وقد نوجز مايلي من هم الشيعة:

 ان-الشيعي الحقيقي هو من اتقى الله واطاعه واطاع رسوله واهل بيته بكل تفاصيل الحياة كما اراد الله ان يطاع .

 أن الشيعي الحقيقي هواهل الورع والاجتهاد واهل الوفاء والامانة واهل الزهد والعبادة

 أن الشيعي الحقيقي هو من قدم ما استحسن وامسك ماستقبح واظهر الجميل وسارع بالامر الجليل رغبة الى رحمة الله.

 أن الشيعي الحقيقي الذي لايكذب ولايغش ولا يستغيب ولايبهت ويخلص في عمله ويفي بوعده ويؤدي أمانات الناس ويصلح ذات البين ويكون همه الاخرة ويبتعد عن حب الدنيا .ويقيم الصلاة في نفسه واسرته ومجتمعه سلوكا واخلاقا فيى معالم حياتهم الفردية والاسرية والاجتماعية ويجعلون هواهم في طاعة الله لا في طاعة انفسهم

الشيعة هم المتباذلون في ولاية الله ورسوله واهل بيته – المتحابون في الله- المتزاورون في احياء امر الله لايتخاصمون على مواقع وولاات دنيوية زائلة بل هم كالبنيان المرصوص متحابين في الله ومعتصمين بحبل الله.

 الشيعي تعرف الرهبانية في وجهه زهدا في دنيا فانية وراهب في الليل اسد في النهار.

 الشيعي الذي يقول بلسانه وقلبه وسلوكه من دون تناقض- اي ان فكره يعبر عن سلوكه وسلوكه يعبر عن فكره . روي عن المعصومين ع (لو ان شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة ولاظلهم الغمام ولاشرقوا نهارا ولاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ولما سالوا الله شيا لاعطاهم

ايها الاحبه فلننظر الى تشيعنا

احق نحن احيينا ذكرى الحسين بهذه القييم الخالدة ام اننا افرغناها بافعال لم ولن تكون من منهج اهل البيت (ع) في احياء ثورة الحسين ع و لو كان الرسول والائمة الاطهار امامنا لاستنكروها ولحاربوها لانها ممارسات تنتصر لمشروع يزيد وتعطل مشروع الاحسين الحقيقي .

فهل حقا نحن من شيعتهم؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com