العراق عبارة عن زورق صغير


طارق عيسى طه/ برلين

tarektaha17@yahoo.de

لقد اصبحت الجمهورية العراقية عبارة عن زورق صغير في بحر هائج تتقاذفه الامواج الصاخبة في ظلام دامس, لا نعرف مدى مقاومتها للرياح العاتية تسير بغير هدى الى مصير شبه مجهول املنا هو فقط بعض القوى المقاومة لهذا المصير المجهول تسير ببطء شديد وفعالية تنخفض قدرتها يوما بعد أخر, نظرا لما رافق هذه الرحلة الطويلة لهذه الجمهورية التي اتعبتها الحروب العبثية وحكم قرقوش الى ما بعد الاحتلال حيث اصبح لقرقوش اولادا واحفادا فاقوه في العنف والفساد ,جاؤا مع المحتل على ظهور الدبابات الامريكية وتعاونوا معه على زرع بذور الطائفية وزرعوا مباديئ المحاصصة والشوفينية , فبعد مرور ما يزيد على السبعة سنوات فلازالت اللطمات والاغتيالات مستمرة كاسلوب عمل يومي متواصل ان لم يكن في بغداد ففي ديالى وهكذا دواليك ,حاربوا العقول العراقية وعلمائه بعدة طرق منها الاغتيالات لاحسن الكوادر مما اضطر الكثير منهم الى الهجرة خارج الوطن ,عمليات التهجير القسري لا زالت مستمرة,البطالة تزداد يوما بعد الأخر بالرغم من الحاجة الماسة لهذه الجمهورية التائهة لاعادة الاعمار والبناء,وهناك الكثير من المشاريع العمرانية وكما يقول المواطن العراقي فان هناك بالفعل شركات تأتي وتحفر ثم تترك المشروع بعد ان تكون قد قبضت المبالغ الكبيرة  وهربت خارج الوطن مستغلة طيبة المسؤول الحكومي وحسن تعامله معهم مقابل رشى يستلمها ويوزعها كل على قدر المسؤولية التي يتحملها,أخر فضيحة هي في مجلس محافظة بغداد حيث تمت سرقة سبعة عشر مليون دولار من قبل موظفة هربت بالمبلغ واتجهت الى السليمانية كما تقول الاخبار وخرجت الى بلد اخر طبعا كان من الممكن ان تخرج من اية منطقة حدودية ان كانت في الشمال او في الجنوب او الوسط, لكنها هربت بمبلغ كبير وهو لا يساوي شيئا لما أقدم عليه وزير الكهرباء السابق السامرائي الذي سافر الى الولايات الامريكية المتحدة بمساعدة حراسة امريكية اخرجته من السجن واركبته طائرة عسكرية امريكية واعطته جوازا دبلوماسيا ,كان البعض يتوقع ان نتلقى المساعدة من الدولة التي قامت بتحريرنا كما يدعون ,اطفال العراق والكثير منهم ايتاما كانوا او لا
يعتاشون على جمع قواطي المشروبات ويبيعوها باثمان بسيطة ليسدوا رمق اخوتهم وابويهم ارجلهم في الطين وفي المزابل, عوائل كثيرة تعتاش على المزابل والشحاذة والفساد الاخلاقي والسرقات اننا مقبلون على كارثة كبيرة زرعت بذورها ايام الحصار الاقتصادي وبدأت تثمر على مر سنوات الاحتلال التي سقتها بما تملك من خبث ولؤم لغرض غير شريف وهو زيادة استغلال الشعب العراقي وايجاد مختلف الطرق حتى يكون لها مبررا لعدم تطبيق اتفاقية الانسحاب التي تنتهي في عام 2011 واخيرا تم تتويج كل هذه المصائب بقيام الجيش الايراني باحتلال البئر الرابعة في الفكة ويقال ان أبارا أخرى قد تم احتلالها وهي بئر رقم احدى عشر وبئر رقم ثلاثة عشر كلها في محافظة ميسان جنوب العراق, الضربات التي نتلقاها من جميع الجهات عدا الاحتلال فتركيا تبني السدود وتمنع عنا المياه التي كنا نعتمد عليها كليا في الزراعة, ايران قامت باغلاق كل الانهار التي تصب في العراق مما ادى الى كارثة بيئية في شط العرب عندما حولت مياه نهر الكارون الذي كان يصب في شط العراب مما ادى الى انخفاض منسوب المياه ودخول كميات كبيرة من البحر ادت الى زيادة الملوحة في المياه  ان كانت في منطقة الفاو وفي البصرة ومناطق اخرى في الجنوب , اما الجارة الكويت فلازالت حاقدة على شعبنا نتيجة الاعتداء الذي قام به صدام حسين فتقوم بالاعتداء على الصيادين العراقيين وتقول لهم اذهبوا وصيدوا في البر,المواطن العراقي مهان في العراق وفي خارج العراق فما هو العمل ؟

لا يوجد امام المواطن غير التفكير الجدي برفع الغبن عنه بدراسة اعمال الاحزاب السياسية ومعاقبة كل من لم يلتزم بالدعاية الانتخابية وتبديل الوجوه واستغلال عملية الانتخابات العلنية بكل ما لديه من قوة واقناع اصدقائه واقاربه وزملائه في العمل وليعرف بان الدين الاسلامي يحرم الرشوة وقبولها

( لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم )

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com