|
مسيحيوالبصرة تعقيب من قبل الكاتب
محمود غازي سعدا لدين/ بلجيكا وردتني العديد من التعليقات والايميلات حول مقالي المنشور على عدد من المواقع ألالكترونية والصحف والمجلات المختلفة، وارتأيت هنا أن أعقب على بعض هذه التعليقات ومن باب تصحيح بعض ما قد التبس على البعض والرد بكل صراحة على بعض المتشنجين والمتطرفين الذين استغلوا المقال لترويج الطائفية أكثر ولإثارة بعض النعرات الدينية بين مكونات الشعب العراقي، والثناء على العديد من ألإخوة والأخوات الذين علقوا بعقلانية على ما جاء في سطور المقال . لا زلت أؤكد أن موقف المسيحيين موقف وطني ووفي ونبيل في تعليقهم الاحتفال بأعياد رأس السنة وميلاد السيد المسيح ولعلي لابد أن أوضح بعض الأشياء واتفق مع آراء بعض ألإخوة الذين أدلوا بآرائهم حول المقال، بأنه كان من المهم أن تكون هناك مواقف ايجابية ورسائل من المراجع الدينية والهيئات الدينية إلى ألإخوة المسيحيين وخصوصا في البصرة وغير البصرة ولا ضير من إقامة احتفالاتهم وطقوسهم دون رد فعل سلبي من أي طرف كان وليعود الأمر بالنهاية والجواب من ألأخوة المسيحيين أنفسهم في حال تعليقها دون إكراه وضغوط وشاركوا أخوتهم في طقوس عاشوراء . بعض ألأخوة الذين علقوا ذكروا أن مصاب الشيعة هذا يعود إلى أكثر من 1400 عام مضت فلماذا نعيش ونضع أنفسنا في تلك الأحداث المؤلمة وما مر على العراق من آلام وأحزان تكفيه لنستذكر أحزانا وقد مضى عليها أعوام وأعوام !! . هنا أقول أن مأساة ألإمام الحسين ليست طقوسا ومواكب (تقوم بالتطبير وضرب القامات) نشاهدها تجرى من قبل القلة من ألإخوة الشيعة والتي لا أؤيدها ومن الأجدر عدم القيام بعادات من قبل التطبير وإيذاء النفس ولا ضير من أداء أية طقوس تؤكد مصاب الحسين واستحضار بعض المواقف التاريخية بالنظر لما شوه وحرف ووضع من قبل الدساسين والوعاظ المنافقين والطغاة من قبيل تشويه الحقائق عبر التاريخ. هنا أقول أن هناك بعض الأحداث التي جرت ومضى عليها سنين عديدة أكثر بأضعاف مما مضى على مصاب الحسين ولعلي سأذكر مثالا واحدا صغيرا وكبيرا من حيث المعنى, من منا لا يتأثر بفيلم الممثل والمخرج الأمريكي (مل غيبسون) وهويجسد دور السيد المسيح في فيلمه الرائع ومن منا يستطيع أن يحبس دموعه ويكبت مشاعره وهويعيش أحداث الفيلم المؤلمة والمواقف الرائعة التي جسدها الممثل بأدائه الرائع طوال أحداث الفيلم . لعلي لابد هنا أن أؤكد شيئا واحدا فقط وقد سبقني عدد من الإخوة في ذلك بان على المراجع الشيعية المعتدلة النظر بجدية إلى موضوع طرح فكرة أنتاج قصة ورحلة ومأساة الإمام الحسين على بعض الشركات السينمائية العالمية (هوليود مثالا) لإنتاج فيلم يجسد هذا الحدث العالمي الإنساني المؤلم على غرار فيلم الرسالة الذي نال رواجا واستحسانا عالميين في نسختيه العربية والانكليزية، وان لا ينظر إلى الأمر بنظرة متشنجة وافق ضيق، ولعل اتفق كليا أن حادثة ألطف خرجت نحوالعالمية إلى حد ما، وما يؤكد هذا الشيء هوما يحدث كل عام من استهداف مواكب الإخوة الشيعة في العراق وباكستان والهند وأفغانستان من قبل الإرهابيين بسيارتهم وأجسادهم النتنة المفخخة وعبوات لاصقة تستهدف سيارات مواكب الزائرين وشتى الوسائل الخبيثة التي تنم عن دناءة وخبث الأطراف التي تقوم بها وتروج لها، لقد جلبت أحداث عاشوراء أنظار وعطف المجتمعات والدول الديمقراطية التي تقدر قيمة ألإنسان وحريته في أداء كل شيء وأصبحت هذه المجتمعات والدول تتحدث عن الجرائم التي تنتهك بحق المسلمين الشيعة أثناء كل مناسبة وما السر في استهدافهم ؟ هنا لابد لي أن أشير إلى بعض العبارات التي وردت في مذكرات الحاكم المدني للعراق السيد (بول بريمر) في كتابه (عام وسنتي في العراق) وهويتحدث مع مستشاره ألأمني الذي قال له أنت الشخص ألأول المستهدف حاليا في العالم من قبل الجماعات الإرهابية حسب المعلومات التي تلقيناها، وعلينا زيادة وتكثيف إجراءات حمايتك الخاصة فكان رده انه علينا أن نفكر كيف نساعد ونحمي مع قوات ألأمن العراقية مواكب ثلاثة ملايين زائر عراقي في ذكرى عاشوراء فكر في ذلك أفضل فانا لدي حماية كافية ولعلك تدرك نوايا الجماعات ألإرهابية في استهداف تلك المواكب سنويا، وتشير ألإحصائيات الرسمية أن معظم الضحايا الذين سقطوا في أنحاء غالبيتهم من الطائفة الشيعية ولست هنا لأقلل من أية دماء سالت فأية قطرة دم (مسيحي وصابئي وشبكي ويزيدي وكردي سفكتها المجموعات الإرهابية والميلشيات الخارجة على القانون غالية علينا ولا تقدر بأي ثمن . إذا الموضوع ليس كما طرحه بعض ألأخوة والأخوات إنها حادثة جرت أحداثها قبل 1400 عام مضت بل الواقع عكس ذلك فعلى الإنسانية جمعاء أن تقف ضد هذا ألأجرام الذي يحصل في كل مناسبة ولعل كل ذوضمير إنساني يدرك هذا الشيء، هنا ليس من الحكمة والإنصاف أن نصف جميع هذه الطقوس ومن يقوم بها بالجنون والهوس (ولعلني قلتها مرارا ويؤكد عليها معظم مراجع الشيعة بعدم إيذاء النفس في إشارة إلى ظاهرة التطبير وضرب القامات ) ولا ضير في أية طقوس أخرى نستذكر تلك المأساة، هنا أقول واطرح سؤالا على الإخوة والأخوات الذين وصفوا طقوس عاشوراء بمجملها بالهوس والجنون، هل يحق لنا أن نصف ملايين الهندوس السيخ في دولة الهند بالهوس والجنون عند أداء طقوسهم الدينية كل عام واغتسالهم في النهر المقدس (حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى غرق الآلاف منهم عند أدائها) ولا أظن أن أحدا يشك كون الحكومة وشكل ونظام الدولة في الهند يمثل ديمقراطية حقيقية لا يطعن فيها احد ؟؟ هل علينا أن نطعن في احتفالات بعض شرائح المجتمعات الديمقراطية (رغم إنها ليست طقوسا دينية) على غرار دولة اسبانيا والبرتغال ودول أخرى ونرى جميعا بأم أعيننا الآلاف منهم يشاركون في طقوس تطلق فيها قطعان الثيران الهائجة في الشوارع والساحات يتراكضون أمامها وخلفها والمئات يقعون ضحايا كقتلى وجرحى من جراء هذه ألاحتفالات !! واحتفالات محصول الطماطم في بعض الدول الأوربية التي تغلق فيها ساحات وشوارع عامة يشارك يها ألآلاف نساء ورجالا وتقع نتيجتها المئات من الحوادث !! الهوس والجنون الحقيقي هومن يقوم باستهداف المواكب الحسينية في كل مناسبة حتى (من كان منهم يؤذي نفسه بالقامات والتطبير) والهوس والجنون الحقيقي هومن يستهدف المسيحيين وكنائسهم ويقوم بتهجيرهم وكذلك الحال من يستهدف اليهود والصابئة والبوذيين وتقصد في إيذائهم في مناسبة وغير مناسبة . فعلينا إذن أن نقف ضد الظاهرة ألأخطر وهي ظاهرة ألإرهاب العالمي المتفشي واستهداف الإنسان دون النظر بتشنج إلى الأمور ووضع الأمور في نصابها بعقلانية وتمحيص ودراية فقد يكون العذر حاضرا ومسموحا ومقبولا به كونك قد آذيت نفسك تلقاء نفسك وأنت في كامل وعيك ورشدك في سواء أكنت متسلقا للجبال ولناطحة سحاب وانك تقوم بمغامرة من قبيل العديد من المغامرات التي نراها في العديد من الدول الحديثة والراقية وإن كنت شيعيا ويهوديا وهنديا وبوذيا في الصين تؤدي طقوسك الدينية بغض النظر عن شكل وطبيعة هذه الطقوس، ولكن العذر الغير مقبول وعلينا أن نقف ضده في حال وصل ألأمر إلى أن يقع الإيذاء متعمدا من قبل غيرك بسيارة مفخخة وعبوات ناسفة وحتى ألعاب نارية وأطلاقات نارية تطلق في احتفالات تؤدي إلى حرق وهلاك المئات من الأنفس وهذه إحدى العديد من مظاهر الجنون والهوس الذي نعيشه يوميا في مجتمعاتنا . فلا نجعل من أنفسنا كمن يتحدث ويستعمل كلمة الحق في سبيل الباطل ولكم الحكم على ذلك .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |