50 مليون دينار يا محسنين

 

حسين الفنهراوي

alfanhrawee@yahoo.com

كلما تذكرت خبر شراء كرسي لمدير إحدى الدوائر بمبلغ 50 مليون دينار يعتصرني الألم واشعر بتسارع دقات القلب رغم إني لم أقابل السيد الكرسي أطال الله في عمره أو المدير الفلتة الذي اشترى هذا الكرسي وجلس عليه ليدير دائرة من اعرق الدوائر في التقصير في عملها والالم يعتريني ايضا كلما تذكرت مبلغ الـ (600) مليون دينار الذي صرف لبناء سياج احدى الدوائر الذي لا يتجاوز طوله الـ (200) متر واقول (سياج فقط )بـ (600) مليون دينار .. ففي الوقت الذي تعجز وزارة مثل السياحة والاثار ومديرية المتاحف العراقية عن ايجاد مبلغ 50 مليون دينار فقط لاستكمال اجراءات افتتاح اضخم واجمل واعرق معلم سياحي في العراق ان لم يكن في العالم كله وهذا المبلغ الذي قد يصل اليه راتب ومخصصات برلماني او وزير واحد من وزارئنا او برلمانيينا في العراق وربما تصرفه وزارة في احدى نشاطاتها .

50 مليون دينار شيء يدعو الى الضحك والسخرية والبكاء المر والاسف (شر البلية ما يضحك) هذا يعني وجود فساد كبير ويعني وقوف ضد العملية السياسية وتقدم الاعمار والتطور في العراق .

وزير احدى الوزارات يشتري دارا بمبلغ 280 مليون دينار بعد 18 يوماً من تسلمه وزارة وهو معروف بفساده المالي قبل تسلمه المنصب ووزارة تعجز عن توفير مبلغ 50 مليون دينار لجعل مدينة بابل تعود الى اشراقتها وعملها وزوارها وتعيد اثارها التي تنام في مخازن المتحف العراقي, ألم يكن هنالك تناقض يدعو الى التامل والحزن وربما حتى النقمة والتشاؤم.؟

وقد نتساءل من تقصيرمن هذا؟ هل هو تقصير الوزارة ام تقصير الدائرة ام تقصير الشعب المغلوب على امره .

50 مليون دينار فقط تحول دون افتتاح مدينة بابل الاثرية ومتحفها الذي يحوي اثمن الاثار في العالم واعرقها وهذا المبلغ هو لاعادة تاهيل المدينة من نظافة ومرافق صحية ووسائل راحة وكافتريات للسياح ولو قدر الله وتوفر هذا المبلغ الذي تحلم به وزارة موكب وزيرها اكثر من 15 سيارة قيمة كل سيارة 20 الف دولارفان هذا المرفق السياحي سيجني ارباحا اضعاف هذا المبلغ خلال اسبوع واحد .

موقف يندى له الجبين ونحن نرى اثار بابل ونقول 50 مليون دينار يا محسنين .

اللهم اني اسالك على اعانتي على قول الحق وفضح الفاسدين ونصرة المظلومين بحق محمد واله الطيبين الطاهرين.