|
جيفارا .. الطغاة دائما حمقى هادي جلومرعي حين قطع عملاء السي آي ايه كفي آرنستو تشي جيفارا عام 1967 في بوليفيا بعد معركة غير متكافئة وبعثوا بها الى كوبا ليطلع الرفيق فيدل كاسترو على بقايا اليدين اللتين اشارتا الى كافة القارة الامريكية وعملتا على توجيه الفقراء للثورة ورفض التسلط والظلم..لم يعلم هولاء او علموا لكن غلبهم الحمق ان الثوار حين يقتلون فان الثورة تكون للتو بدأت وماسبقها انما هو تحضير لها. في كربلاء او في معركة (فخ) الشهيرة او في مواقع الكفاح ضد الظلم من فلسطين الى الصين فان الثورات في الغالب تنتهي بالهزيمة الظاهرية ويقتل الثواراو يغيبوا عن الانظار او تتحول _اذا انتصرت _الى مجرد سلطة حاكمة كما نشاهد في عصرنا الحالي وكيف تحولت بعض الثورات المنتصرة او عمليات المعارضة وقواها الى قوى ترفية ترفع الشعارات وتستخدم الهراوات.. في ذات الوقت.كان بامكان جيفارا ان يسكن الى الدعة والهدوء ويقبل بالمركز الاجتماعي وهو الارجنتيني البرجوازي او يبقى في كنف كاسترو حاكما في هافانا لكنه عانق رفيق السلاح ومضى الى افريقيا ليشهد ان الثوار قد يكونوا حفنة من القتلة كما صدمه لوران كابيلا في الكونغو(زائير) ليعود الى بوليفيا ثم ليتعرض الى مؤامرة قذرة من سلطة لاباز وعملاء وكالة الاستخبارات الامريكية في الجبال البعيدة ليعذب بشراسة ويقتل وتقطع كفاه ثم ليعرض على الملأ ثم ليتحول الى قديس وملهم للملايين برغم انه احد اقرب الثوار الى عقيدة منقطعة عن السماء وهي الماركسية التي لم ينتسب لها حقيقة.. قبل ذلك كان الحسين وحفنة من الرجال العطشى والاطفال الجياع الخائفين في صحراء كربلاء المنقطعة عن العالم الا من نهر منعوا عنه ينسجون حكاية يصل صداها الى اقصى الارض في الشرق والغرب والشمال والجنوب وفي السماء وفي سلطة الغيب ..وكنت ارقب الناس بمختلف الاشكال واللغات من فقراء واغنياء وجياع ومشردين ونساك وسفلة يركضون جهة الامكنة التي تحتوي شيئا من ذكرى الحسين ليشيروا الى صدورهم واتعجب السر الذي يكمن في الثورة ونتائجها وغيبيتها العظيمة وشجاعة رجالها ونسائها والملهمين منها الذين يحملون الراية وينقلون الفاجعة والهزيمة والنصر المترتب على اروع الهزائم في التاريخ الى اجيال لاحقة.. وليس عيبا ان يستلهم غاندي الهندي من الحسين معطيات النصر. وليس عيبا ان تتشابك المعاني الناجمة عن الاحداث في مختلف البقاع لتصدر المعاني العظيمة الى كل الامكنة وتكون ملهمة الشعراء والرومانسيين والمظلومين..فليس عيبا اذن ان يكون الحمقى الذين احاطوا بمجموعة الحسين في كربلاء ملهمين للحمقى الذين احاطوا بجيفارا ليحولوا الثوار الى رموز عظيمة.. ومن هذا المنطلق كان دعاء الحسين وقبله سيد اليسار في العالم علي بن ابي طالب( اللهم اجعل قتلي على يد شرار خلقك) ولك ان تتصور قذارة عبد الرحمن بن ملجم وتفاهة ودناءة الشمر بن ذي الجوشن الذي عبر عن احقاد لاتنقطع حين ضرب الحسين برجله واخذ بلحيته وذبحه من القفا كما تذبح المعزى بعد ان عجز خنجره من النيل من ترقوته لانها حظيت بقبلة من نبي الانسان محمد.. وكلما كان القاتل في أعلى درجات الانحطاط كلما كان المقتول عظيما.. كم كان الجنود الذين يلاحقون جيفارا حمقى وعاجزين وتافهين ليقتلوا ثائرا كان يرفض احتكار الثروات بيد سادة اجهزة المخابرات والمتنفذين في امريكا وغيرها.. كم هم حمقى الذين يمنعون ذكرى الحسين من ان تشيع بفتاوى التكفير والذبح والتشنيع وكم هم حمقى الذين يحاولون محو ذكرى ذلك الشاب المريض المسمى جيفارا؟ كم هم حمقى الذين يريدون لحياة الترف ان تدوم في حين ان الله دعانا لنؤمن بزوالها حتى يأذن لقيامته ان تقوم؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |