الحكوك تريد حلوك

حسين الفنهراوي

alfanhrawee@yahoo.com

 سؤال طالما أوجع رأسي ولم يجبني عليه أحد أجابة واضحة .. مجيب قال لي (أزمه وتنتهي) ومجيب أخر قال (سيتكرر المشهد مرات عديدة حتى يصحى النيام) وأخر قال (انته ليش مقهور؟! حالك حال العالم) سؤالا وجدته يلازمني كلما رأيت شارعا لا يحتاج سوى الى تبليط وقرية صغيرة لا تحتاج سوى مشروع ماء صغير وكلما أصل الى البيت لتقول لي زوجتي (من الصبح لسه ماجتي الكهرباء). سؤال وجدته يلازمني كلما رأيت مشروعا لم يكتمل رغم ان السيد المقاول قد إستلم المبلغ كاملا بمساعدة المشرفين والموقعين على إستلام المشروع من أصحاب النفوس الضعيفة الذين يكنزون الأموال الحرام على حساب جراحات أبناء المحافظة. وكلما أستمع الى إحدى إذاعاتنا المحلية وهي تلتقي بأحد المسؤولين ليبرر فشله وفشل الآخرين في تبريرات لا تدخل العقل . ماذا نسمي شراء كرسي لمدير دائرة مشهورة بالتقصير في خدماتها إتجاه المواطن بمبلغ (900) الف دينار وماذا نسمي صرف مبلغ 130 مليار في آخر خمسة أيام قبل نهاية العام لمشاريع بالدعوة وليس بالأعلان وهذه وحدها مثيرة للشبهات بعد أن رفضت وزارة المالية تدوير هذا المبلغ للعام 2009  فأما أن يصرف أو يعاد الى الوزارة حيث قام المعنيون بصرف المبلغ على مشاريع أقل أهمية بعد أن كان من المفترض أن تصرف على مجمعات ماء لقرى ومناطق عديدة في المحافظة حيث قام المسؤولين بصرف أكثر من 10 مليارات على شراء سيارات وآليات حسب ماأكده عدد من أعضاء المجلس بعد أن وجدوا ان هناك صفقة فساد مالي لهدر أكثر من 10 مليارات في صفقات مشبوهة   ان الأخبار غير السارة التي سمعناها رغم عدم تأكيدها ولكن (لا يأتي شيء من الفراغ) تدعونا الى التأمل طويلا. والسؤال الذي يلازمني هو متى تنتهي هذه المأساة؟ ومن سينهيها؟ بعد أن يأسنا من أنهائها على يد المنتخبين؟ هل نستطيع إنتخاب أناس جدد ينهون هذه المأساة ؟. الكهرباء الوطنية أصبحت هلال العيد بل أعز. قرى تعاني من عدم وصول الماء الصالح للشرب وسط معاناة مرض الكوليرا. لننتخب شخصا نستطيع أن نطرح عليه مقترحاتنا.. همومنا.. شكاوانا.. أحلامنا نريده أن يقف بوجه الفاسدين ويقول لهم(أنتم فاسدون) دون أن (يطبطب) على أكتافهم ويقول لهم (يالله هيه بقت عليكم). نعم أننا بحاجة الى أعادة الحقوق الى أبناء  محافظتنا و(الحكوك تريد حلوك) كما يقال ولكن أين هي (الحلوك)التي تطالب بما نحتاجه ؟.. لا أستطيع أن أكمل كلامي فقد المني رأسي وثقل وأخاف أن أموت بجلطة دماغية أو سكتة قلبية فيقولون عني الناس حينما يقرأوا القطعة السوداء معلقة في أشارة المرور تعلن عن نبأ وفاتي (معقوله مات موت الله) .. مامعقوله.