بنت الرافدين

أبو بكر بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "ع" .. ح 10 من ملاحم الطف

محمود الربيعي

المقدمة التأريخية

عدد الذين أستشهدوا من بني هاشم من أولاد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الطف في كربلاء 17 رجلاً، سبعة منهم من أولاد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهم العباس وعبد الله وجعفر وعثمان وأمهم أم البنين، ومحمد الأصغر وأمه أسماء بنت عميس، وأبو بكر وأمه ليلى الدارمية، والإمام الحسين عليه السلام وأمه فاطمة الزهراء عليها السلام.

أبو بكر بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

أبوه أسد الله الغالب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، وأُمُّه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن رِبْعي بن سَلْمى بن جَنْدَل، وهي دارميّة تميميّة رحمها الله، لأنّ جدّها سَلْمى هو ابن جَنْدَل بنَ نَهْشَل بن دارِم بن مالك بن حَنظَلة بن زيد مَناة بن تميم، أمّا أبو بكر بن الإمام عليّ عليه السّلام فاسمُه عبدالله، أو عبيدالله.

كتب الشيخ المجلسيّ: قالوا: ثمّ تقدّم إخوةُ الحسين عليه السّلام، عازمين على أن يموتوا دونه، فأوّل مَن خرج منهم: أبو بكر بن عليّ، واسمه عبيدالله، فتقدّم إلى الحرب، وأخذ يقاتل قتالَ الأبطال، ولم يَزَل كذلك يصول ويجول حتّى وقع صريعاً شهيداً بين يَدَي أخيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة صلوات الله عليه.

العبر والدروس المستقاة من حياة الشهيد أبو بكر بن علي بن أبي طالب عليه السلام

مانفهمه من درس الطف أن الجماعة التي وقفت الى جانب الإمام الحسين بن علي عليهما السلام هم المجموعة الصادقة التي باعت دنياها لآخرتها وأندفعت تتسابق لنيل الشهادة بطلب الموت والتقرب بعملهم الصادق الى الله تعالى، ولتدخل جنته راضية مرضية.

كما نستلهم من تلك المواقف:

أولاً: إجتماع كلمة أولاد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على المشاركة في معركة الطف لينالوا الشهادة بين يدي الإمام الحسين عليه السلام.

ثانياً: أن أبي بكر بن علي أمير المؤمنين عليه السلام كان أول ولد من أبناء علي عليه السلام من تصدى للخروج الى الحرب ومواجهة العدو.

ثالثاً: أراد أبو بكر بن علي عليه السلام رضوان الله تعالى عليه أن يكون الأول من بين أخوته من المتقدمين الى الحرب والقتال، وأثبت من خلال قتاله أنه القادر على مواجهة العدو بكل بطولة وبسالة.

رابعا: أنه رزق الشهادة التي عقد العزم على نيلها بين يدي أخيه الإمام الحسين عليه السلام.

فسلام على أبي بكر بن علي، وعلى جميع أرواح شهداء الطف من أولاد امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وعلى جميع من أستشهد من بني هاشم، وسلام على جميع أرواح شهداء الطف من أصحاب الحسين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ونساله تعالى أن يرزقنا شفاعتهم ويجمعنا وإياهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر إنه نعم المولى ونعم المجيب.

العودة الى الصفحة الرئيسية