|
المشاريع الضائعة .. وعدم التهاون
د. صالح بكر الطيار رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي «..المهم عليكم إخواني إتمامها بجد وإخلاص والسرعة، وعدم التهاون في كل شيء يعوقها، لأن هذه أسمعها أنا من الناس وأحسها بنفسي، بعض المشاريع إلى الآن ما بنيت، ضائعة. لكني آمل منكم الذي يجد تقصيرا من أي أحد ومنهم وزير المالية أن يخبرني».هذا الكلام الذي فيه الصدق والحرص على مصالح المواطنين جاء على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جلسة اقرار الموازنة العامة التي تعتبر الأكبر في تاريخ المملكة حيث بلغت 540 مليار ريال سعودي، بزيادة 14 في المائة عن الميزانية السابقة.وقدرت الميزانية الجديدة، الإيرادات العامة للدولة في الميزانية الجديدة، بـ 470 مليار ريال، فيما تم تقدير النفقات العامة بـ540 مليارا، وذلك بعجز يصل إلى 70 مليار ريال سعودي.وهذا العجز هو عجز دفتري لأن الجزء الأكبر من الموازنة مرصود للبدء او لاستكمال انجاز مشاريع استراتيجية هامة جداً من شأنها بعد اتمامها تحويل المملكة الى دولة متقدمة تكنولوجياً وصناعياً وزراعياً مع ما يتطلب ذلك من امتلاك بنى تحتية عصرية ومتطورة.والمشاريع الإستراتيجية تستوجب ليس فقط اقرارها، بل متابعة كيفية تنفيذها لا اضاعتها في اروقة المكاتب ولا نسيانها في ادراج السادة المسؤولين، لأن اولياء الأمر لم يوافقوا على تنفيذها ورصد المبالغ المخصصة لها إلا بعد اطلاعهم على مدى نفعها للمواطن السعودي ومدى تقاطعها مع مشاريع اخرى تكملها وتعزز من دورها.ولهذا عندما يتغافل أي مسؤول عن تنفيذ أي مشروع يكون كمن اضاع المشاريع بأكملها أو كمن كسر حلقة الوصل بين عدة مشاريع تتساوى في الأهمية من حيث التخطيط والتنفيذ والإنجاز.وعندما نقول ان العجز هو دفتري فلأننا نعي انه بعد انجاز كل المشاريع الإستراتيجية التي اعتمدها ولي الأمر سيؤدي ذلك الى البدء برفد الموازنة بإيرادات اضافية تفوق قيمة العجز الذي ظهر في موازنة عام 2010.من هنا نفهم مدى حرص خادم الحرمين الشريفين على عدم اضاعة المشاريع. ومن هنا ندرك مدى اهمية عدم التهاون مع أي مقصر لأن البلاد في نهضتها العصرية لا تحتمل من لايكون من المسؤولين على مستوى طموحات اولياء الأمر.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |